عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 29-11-2005, 01:01 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الحلقه الاولى

يكذب من يكذّب كلمة مما قيل في كتاب "صراع الحضارات"، ويكذب من يقول بأن الصليبية هي ليست الوجه الآخر للصهيونية واليهودية، ويحكم يا مسلمين؟ ألا ترون بأن كتابهم المقدس هو واحد، أفوق هذا من دليل؟... قرأوا تاريخنا منذ عام الفيل وحتى فتح القسطنطينية وفهموا جملة حقائق وبديهيات، فهموا بأن رعاة الجمال هؤلاء لا باعث لهم ورابط سوى دينهم، ودينهم قائم على ركنين، ركن معنوي متمثل بالقرآن، وركن مادي متمثل بالخلافة الإسلامية، فهموا الداء منذ أن دحرهم صلاح الدين في حطين، وأخذوا بتجهيز الدواء،أجمع إطباء الصليب بأن العلاج يجب أن يكون بدوائين، دواء يفني القرآن ودواء يفني السلطان (تماماً كما يصف الطبيب لمريضه نوعين من العلاج للزكام، يجب أن يتزامن أخذهما حتى يبرأ المريض)... لن أتطرق للعلاج الذي أعدوه للقرآن ومدى ما نجحوا فيه، فقط أسجل بأنهم نجحوا الى حد كبير بذلك قبل الثورة العربية الكبرى بزمن طويل وإلا فكيف نفسر مطاوعة العرب للشريف حسين في دعوته للثورة؟؟!!!... أما الدواء الذي أعدوه للسلطان، فكان هو الثورة العربية الكبرى، حاولوا إضعاف الخلافة عن طريق إختراقها بجمعية الإتحاد والترقى ولكنها بقيت خلافة، بقيت خلافة تجمع المسلمين وتوحد صفوفهم، ووقف السلطان عبدالحميد رضي الله عنه وقفته المعروفة والمشرفة من إستيطان اليهود لفلسطين... عَلِمَ الصليب بأن الإسم هو الأهم، لا بد من هدم ما يسمى بالخلافة الإسلامية، لا بد من توجيه ضربة قاصمة لهذا الركن العزيز، فلم يجدوا من يلعب هذا الدور سوى من يسمون زوراً بأشراف مكة (وما هم بالأشراف دماً ولا خلقاً)، لم يجدوا من يقبل هذا الخطيئة العظمى سوى الشريف أو اللاشريف حسين بن علي، أغروه بالمال وهددوه بأبناء سعود وأبناء رشيد... قبل الشريف حسين (وأعتذر من الأخوة على إبقاءي للقب الشريف، فقط أورده حتى يعلم القراء من أقصد)، قَبلَ وجلّ همّه بقعة من الأرض يورثها لأبناءه بعد أن إشتد خطب إبن رشيد وأبن سعود، وقَبِلَ أيضاً وقد سال لعابه كالكلب على الذهب الأصفر الذي أغراه به مكماهون... إجتمع الشريف حسين بليلٍ مع البريطانيين واتفقوا على الخطة والتفاصيل، تناط قيادة الثورة بالشريف حسين وأبناءه لأن العرب لن يقبلوا بقيادة واضحة للبريطانيين (تماماً كما هو الحال للآن في أردن الحشد والرباط)، واتفقوا بأن يكون القائد الحقيقي هو صاحب أعمدة الحكمة السبعة لورنس العرب، واتفقوا بأن الجائزة ستكون العراق وسوريا، تكون هاتان البقعتان هما الجائزتين للحسين على خدمته وخطيئته العظمى، رضي الحسين (فالعراق وسوريا هما أكبر بالآف المرات من مكة، وأعظم من ناحية الثورات، فيا لهما من جائزة)، أفهمه البريطانيون بأن فلسطين هي لليهود... فقبل وقد ظن الأحمق بأن ذلك لا يمنع حكمها من قبل أحد أبناءه (المهم هم الأبناء)، وهذه هي الخيانة الحقيقية التي خانها البريطانيون، لم يفهموه بأن فلسطين لليهود تعني وطن قومي لليهود، وطن قومي يحكمونه بأنفسهم وليس مجرد مسكن يعيشون به مع الفلسطينيين... لم يكن في ذلك الوقت مسمى "الأردن"، واقترح البريطانيون فيما بعد هذه البقعة الجغرافية على الشريف حسين حتى تكون القسمة عادلة بين أبناءه، أحدهم يحكم سوريا، والآخر يحكم العراق، وثالثهما يحكم الأردن، شكر لهم حرصهم على العدل (أو هذا ما أظنه، ولا أدعي بأنني وجدت أي كتاب للتاريخ يقول بذلك ولكنه واقع الحال)، شكرهم على عدلهم وحبهم لأبناءه وسلالته غير الطاهرة، أما الإبن الرابع فهم إبن تركية ولا مكان له بين العرب.... نعم، أظنه شكرهم أو لربما صارحوه بهدفهم الحقيقي من خلق الأردن الذي لم يخلقه التاريخ، قالوا له بأن الأردن يجب أن يكون الحلقة الأضعف والأقوى في المنطقة، الأضعف من ناحية المصادر الطبيعية والبشرية، والأقوى من ناحية رعاية الصليب له... يجب أن يكون ضعيفاً حتى العدم حتى لا يشكل خطراً على الكيان الصهيوني الموعود، ويجب أن يكون الأردن الأقوى ككيان مصطنع ولا يجب أن يزول ككيان عازل بين العمق البشري الإسلامي الشرقي (العراق وإيران...الخ) من جهة والكيان المصطنع الثاني (الكيان الصهيوني)، وكذلك عازل بين العمق الديني لأهل الجزيرة وبين الكيان الصهيوني.... لربما صارحوه بهذه الحقيقية ولربما أفهموه بأن أولاده كُثر ويجب أن يكون هناك كيانات بعددهم على الأقل، لا إحتمال ثالث وأحمق من يقرأ التاريخ ويعلل الأمور بغير ذلك.

إنطلقت الثورة العربية الكبرى، وقام الشريف حسين وابناؤه برشوة شيوخ عشائر الأردن (يعترف حتى مؤرخو الثورة من الأردنيين أمثال علي محافظة بهذه الحقيقة، وهذا هو السبب الذي أودى بمستقبل علي محافظة كرئيساً لجامعة اليرموك)، نعم قام الشريف حسين وأبناؤه برشوة شيوخ العشائر أو على الأحرى دفعوا لهم من ذهب بريطانيا العظمى أكثر مما كان العثمانيون المفلسون مادياً يدفعونه، القضية كانت قضية عرض وطلب لشيوخ العشائر الأردنية وشتان بين ما يدفعه العثمانيون وبين ما يدفعه عبدالله بن حسين (سفير أبيه)، كانت الثورة العربية الكبرى في عقول هؤلاء الشيوخ ثروة وليست ثورة، ويجب حقيقة أن لا نظلم هؤلاء الشيوخ وأن لا نقدر ظروفهم، فهم شيوخ كان الإسلام غير منتشر بينهم إلا بالإسم، كان إسلاماً مختلطاً بالأساطير حتى أنهم كانوا يعبدون القبور، والقاريء لتاريخ هذه العشائر يقرأ العجب العجاب، كان زواج المحارم موجوداً بين بعض هذه العشائر؟... إسلام أو وثنية متأخرة، أحار بتسميتها... كان المستفيدون الوحيدون من أبناء العشائر الأردنية هم الشيوخ، فقد كان للشيوخ سطوة على عشائرهم تزيد عن سطوة الشيوخ الآن، كانت العشيرة هي السياج الذي يحمي الفرد ولا وجود للفرد خارجها، ولا قانون سوى قانون العشائر، كانت العشيرة هي الدولة وكان الشيخ هو رأس الدولة، يقول فيطاع.... إنطلقت الثورة بعد إشتعال شرارة الحرب العالمية الأولى بسنتين، سنتان من الإعداد ورشوة الشيوخ ومصالحة الشيوخ المختلفين مع بعضهم البعض...الخ، وبالطبع كانت بريطانيا تلعب دورها أيضاً عن طريق إقناع "أحرار" العرب في دمشق وجميعة العهد في لبنان، أحرار ليسوا بأحرار بل عملاء، وللتاريخ نسجل كان معظمهم وخاصة اللبنانيين منهم هم من المسيحيين أو الدروز... لن أغرق في التسجيل والتحرير.... قتل المسلم أخيه، وطعنت الدولة العلية العثمانية من حيث أمنت، تماماً كما خان بنو قريظة عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة الأحزاب، طعنت الخلافة الإسلامية من حيث أمنت ويا لعظم الخيانة، إمِنَ العرب؟ أمن العرب أصل الإسلام؟... وأنتهت الخلافة الإسلامية، وتحقق للصليب بخيانة الهاشميين هدم معقل الإسلام والخيمة التي كانت أمتنا تستظل بها... يا قراء، يا أخوة، لا تصدقوا مؤرخي قصر بسمان، لا تصدقوهم عندما يكذبون ويقولون بأن "أتاتورك" هو من أنهى الخلافة، كذبة حاشا لله أن تنطلي على ذي عقل ودين.

وكان الأردن، وكان الأردن أيها الأحبة، جاء الأردن كحَملِ زانية تماماً كما هي دولة الإغتصاب، كانت الثورة العربية الكبرى هي حالة الزنا، وكانت دولة صهيون والأردن هما قيء ذلك الحمل... مع إختلاف بسيط، فالزاني عندما يواقع الزانية فإن الزنا بحد ذاته هو الغاية وإن جاء الحمل الكريه فهو مجرد عارض، أما بالنسبة لقضيتنا وموضوع حديثنا فإن الزنا كان وسيلة للحمل البغيض، كان الحمل البغيض هو الغاية... زنا بنا الصليب في يوم إنطلاقة الرصاصة الأولى فكانت النتيجة حملا سفاح، دولة صهيون ، وهدم الخلافة الإسلامية....

أعتذر أيها القراء، أعتذر عن إختصاري المخل، أنا مجرد قاريء بسيط يستهويه التاريخ ويعشق الحقيقة، لا وقت عندي للتفصيل، ولدي مسؤوليات حياتية يجب أن أقوم بها لآكل لقمة الخبز، لقمة الخبز التي أصبح الحصول عليها في أردننا جهاد دونه جهاد ذلك المحاصر في مغائر أفغانستان. أعتذر عن إختصاري المخل، ولكن إيماني بكم وبعقولكم سهّل مهمتي ودعاني للإختصار.

وُلد الأردن، وكان لا بد من إستمرار الأردن، وأصبح الأردن طفل بريطانيا المدلل ومحط عنايتها، رعت بريطانيا -حاملة الصليب في ذلك الوقت، قبل أن تسلم الشعلة لأمريكا- الأردنَ، وكانت وللتاريخ نسجل خير أم، قام جيش بريطانيا العظمى بتذليل الصعاب الجليلة التي أعقبت هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الثانية وإنسحابهم من الشرق العربي، تشظّت منطقة شرق الأردن الى عدة حكومات محلية (حكومة السلط، حكومة الكرك...الخ)، لم يكن لأبناء شرق الأردن رابط يربطهم من تاريخ لذا تشظت المنطقة الى حكومات هزيلة، فقام الجيش البريطاني بتوحيد منطقة شرق الأردن، بريطانيا العظمى التي جاءت لتشظي الأمة تعمل بجد في شرق الأردن لتوحيد المتشظي، حنانيك ربي.... كان يراد للأردن بأن يكون ضعيفاً ولكن ليس ضعيفاً الى الدرجة التي يكون فيها عشرات الدويلات يصعب التحكم برؤوسها، كان لا بد من توحيد المنطقة في ظل حكم أسرة واحدة معروفة الولاء والإنتماء، كان لا بد منذ ذلك وقام جيش صاحب الجلالة بالمهمة شر قيام، وتوحد الأردن واستوردت بريطانيا له بعض المثقفين، كان الجهل عاماً بين الأردنيين لدرجة أضطرت بريطانيا الى إستيراد بعض المثقفين والتكنوقراط من خارج الكيان، فكان أول رئيس للأردن رشيد طليع وهو درزي من لبنان... وكان لهذا الإستيراد غاية أخرى وهو ما يسمى بعلم الإجتماع "الجماعات الوظيفية"، كان لا بد من إستيراد عدة عائلات من هنا وهناك حتى تقوم بوظائف محددة لها في هذا الكيان المسخ، ولا زالت هذه الجماعات الوظيفية وبعضها مستورد والآخر محلي تؤدي دورها في إدارة الدولة الأردنية حتى هذه اللحظة، الشركس يتحكمون بسلاح الجو، الشوام (ويقصد بهم في اللهجة الأردنية السوريون) يقودون المخابرات الأردنية، النوابلسه (ويقصد بهم القادمون من نابلس) يتحكمون بالإقتصاد، البدو يتحكمون في الجيش، ولا يجب أن يغيب عن البال بأن العائلة المالكة في الأردن هي جماعة وظيفية أيضاً، جماعة وظيفية لها دور يتعدى العائلات الأخرى وسنقوم لاحقاً بتبيان الدور المرسوم لها بالتفصيل.

ويعلن الأردن إستقلاله في عام 1926، نعم عام 1926 وهذه ليست غلطة مطبعية يا قراء، الأردن هو البلد الوحيد الذي يسجل التاريخ له إستقلالين، 1926 و 1946، أعلن عبدالله بن حسين إستقلال الأردن في عام 1926 وصادقت بريطانيا العظمى على هذا الإستقلال ورعته، الأردن هو البلد الوحيد الذي له تاريخي إستقلال، وأعتقد بأنه البلد الوحيد على وجه البسيطة الذي إستقل ولم يسفك الإستعمار نقطة دم واحدة من دماء أبناءه، أتعلمون لماذا يا قراء؟ لأن الإستقلال كذبة كبيرة، لم نستقل والله العظيم فلا زالت بريطانيا تحكمنا وملكنا الحالي هو بريطاني الأصل و المنشأ والتربية واللغة، لم نسفك دماءنا بعد لذا لم نستقل.... ويقود بنو هاشم الكيان اللامستقل ولم يستطيعوا أن يجدوا لهذا الكيان إسماً، بحثوا طويلاً في كتب التاريخ ولم يجدوا له إسماً، فقرروا أن يتركوا هذا الأمر الى الأيام، وسموا الكيان "إمارة شرق الأردن" أي "إمارة المنطقة الواقعة شرق نهر الأردن"، وتتوالى الأحداث في المنطقة ويبسط بنو هاشم (أو بالأحرى الجماعة الوظيفية المالكة) السيطرة على منطقة شرق الأردن، يبسطون سلطانهم على العشائر وينكلون بشيوخها، شيوخها الذين ظنوا بأن ذهب بريطانيا سيدوم، ظنوا بأن الرشاوي التي قدمها الهاشميون ستدوم بعد إنهائهم للدور المرسوم لهم في مهاجمة مؤخرة الدولة العثمانية، تنقطع العطايا والرشاوي عن شيوخ العشائر فيعلن بعضهم التمرد فينكل به الهاشميون والجيش البريطاني (الشيخ ماجد العدوان، الشيخ قدر المجالي الذي نفي الى سوريا، الشيخ بن جازي...الخ)، تستقر الأمور لبريطانيا في الشرق العربي وشرق الأردن، ولا بد من أن يحدث بعض الهنات هنا وهناك بالطبع، فالعائلة الواحدة تختلف فما بالك بالبريطانيين والهاشميين، يعلن الشريف حسين نفسه خليفة للمسلمين فتردعه بريطانيا، لم يفهم الأحمق لعبة الأمم بشكل جيد، لم يفهم بأن الغاية العظمى هو إنهاء مسمى "الخلافة الإسلامية" للأبد، أغرى الشريف حسين طولُ لحيته فأعلن نفسه خليفة


ي
ت
ب
ع
!
!
!


__________________