عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 29-11-2005, 01:08 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي


للمسلمين فتردعه بريطانيا، لم يفهم الأحمق لعبة الأمم بشكل جيد، لم يفهم بأن الغاية العظمى هو إنهاء مسمى "الخلافة الإسلامية" للأبد، أغرى الشريف حسين طولُ لحيته فأعلن نفسه خليفة للمسلمين، تزعل منه بريطانيا زعل المحب من حبيبه، فتنقله الى قبرص حيث هلك في عام 1931، لم يزعل الأبناء "عبدالله، فيصل...الخ"، كانوا يعلمون بأن أباهم قد جانب الصواب وأن خرف الشيخوخة قد طاله، وكان لا بد لاحقاً من تعليل نفي (يسمونه نفياً!) الحسين بطريقة مضحكة، يقول سليمان الموسى وباقي العصابة بأن نفي الحسين جاء بعد مطالبته بوقف الهجرة اليهودية الى فلسطين، يقولون ذلك والمضحك بأنك تجد وفي نفس كتبهم بأن النفي جاء بعد إعلان الشريف حسين نفسه خليفة للمسلمين.... لن أطيل كثيراً يا قراء، فأنا أعلم بأنني مملّ في حديثي، لذا سأختصر.

لا بد هنا من أن أراجع بعض ما قلت، أراجع وأفسر نقطة هامة قد يدخل إبليس الى عقل القاريء منها، قلت بأن الجهل والوثنية كانا منتشران بين أبناء العشائر الأردنية، وقد تركت ثغرة هامة قد يدخل منها سليمان الموسى وصبيانه... قد يقولون من المسؤول عن ذلك الجهل، من المسؤول عن الحالة التي وصل لها الإسلام في عقول أبناء تلك العشائر، أليس تقصير الدولة العثمانية هو السبب؟... يا عبيد بسمان، كانت الدولة العثمانية في أحرج ظروفها، كانت الدولة العلية تواجه أعتى هجمة عرفها التاريخ، لا يوازي تلك الهجمة سوى ما يواجهه الشعب الفلسطيني الآن منفرداً في مواجهة الصليب ونجمة داود، كانت الدولة العثمانية وحيدة بجيشها المنهك، تسد ثغرة من الشمال ليفتح الصليب ثغرة أخرى، كانت الدول الأوروبية في عنفوان شبابها فأخذوا يشاغلون الدولة العلية حتى أنهكوها وأنهكوا مواردها، كانت الدول الأوروبية في عنفوان شبابها وقد سلبت موارد الأرض كافة وجيشت هذه الموارد جيوشاً لإنهاء الخلافة الإسلامية بالقوة... هل من عاقل منصف؟ أتلام الدولة العلية؟ ولماذا لا نلوم بالمنطق نفسه سيدنا الحسين بن علي في كربلاء، كان إبنه فلذة كبدة يستغيث ويطلب الماء من أبيه، منع جيش يزيد بن معاوية الماء عن آل البيت في كربلاء لإهلاكم عطشاً، كان الطفل يستغيث ويطلب شربة ماء من أبيه، لم يستطع الأب تلبية نداء فلذة كبده، كان مشغولاً بمقارعة جيش يزيد ... ولقد كان ليزيد بعض شرف ولم تذكر لنا كتب التاريخ بأنه جيّش المرتزقة من المؤرخين للقول بخيانة الأب لإبنه وعدم إسعافه له بشربة ماء، أما العائلة الحاكمة في الكيان الأردني فأعدمت حتى ذرة الشرف الذي إمتلكها يزيد الملعون، جيشوا جيشاً كاملاً من الكذبة طعناً بالدولة العثمانية وإهمالها للعرب وفرضها التجهيل عليهم (يسمونه "التتريك")، ووصلت بهم الخسة والتزوير وإنعدام الشرف حتى قالوا بأن سياسة الدولة العثمانية كانت تقصد صرف العرب عن لغة القرآن، زوروا كل شيء ليبرروا وجودهم في الأردن كأسرة حاكمة، ولو كان الأمر يتطلب تزوير القرآن لزوروه... يا قراء، هل تعلمون بأن العائلة الحاكمة في الأردن قد زورت أحاديث النبي؟ أقسم بالله العظيم بأنهم قاموا بذلك، اقسم بالله ثلاثاً بأنهم قاموا بذلك، وسأوافيكم بذلك التزوير لاحقاً بإذن الله الواحد الأحد.

أعلم بأنني أطلت، المعذرة، لذا سأهرول بكم أيها الأخوة القراء الى عام 1946، عام الإستقلال الثاني، كانت الحركة الصهيونية قد إستكلمت بمعاونة أوروبا حشد اليهود من كل بقاع الأرض في أرض الميعاد، وكانت الحرب العالمية الثانية قد وضعت أوزارها، وخرج الأنكلوسكسون منتصرين، وكان لا بد من تأمين الجبهة الشرقية لأرض الميعاد من خطر الإسلام في الشرق، كان لا بد من تمتين الجبهة الشرقية حتى لا يزحف المسلمون من إيران والعراق و الحجاز لنصرة مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، كانت بريطانيا والصهيونية في سباق مع الزمن، فالكيان المغتصب قد وضعت خطة إعلانه في عام 1948 ولا بد قبل ذلك من وضع اللمسات الأخيرة على الكيان الأردني حتى يكون مصداً للريح الشرقية... فتعلن بريطانيا للمرة الثانية إستقلال الأردن، كان يعلمون بأن الناس لم يصدقوا كذبة الإستقلال الأول فيعلنون الإستقلال للمرة الثانية، يستقل الأردن إسمياً للمرة الثانية وتتفتق القرائح عن مسمى "المملكة الأردنية الهاشمية"، ويطيش الماسوني عبدالله بن الحسين عجباً بنفسه وباللقب الجديد "صاحب الجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية"، وتسجل الأرض الأردنية في الأمم المتحدة (وسجلت مرة أخرى في عام 1957) ككيان مستقل يبيح للغرب إستعمال القوة إن حاول مسلمو الشرق إختراق حدوده لنصرة الأقصى ، سيكون لهم عذرهم إن بادوا الزحف الإسلامي بجيوشهم القوية، فهم حماة الشرعية الدولية والأردن مسجل رسمياً كدولة مستقلة لا يجب العبث بإستقلاله... يستقل الأردن ولا تغيير، فالجيش المصطفوي بقيادة كلوب باشا، والإدارات المدنية مستقلة صورياً... ويتزاحف بعض أشراف العرب من اليمن والجزيرة والسودان والعراق، يحاول المسلمون الشرقيون الدخول لنصرة الأقصى وقد بانت لهم حقيقة ما يراد بأرض فلسطين الحبيبة، فيمنع أكثرهم من حكومة العراق وحكومة إبن سعود من جهة، ومن الحكومة الأردنية من الطرف الثاني من الحدود، أما من قدر الله لهم إختراق الحدود بطريقة ما فإنهم دخلوا أرض فلسطين وأبلوا بلاءً حسناً في المناوشات مع عصابات الهاجانا وشتيرن، أطلق أهل فلسطين على هؤلاء الأنصار لقب "المناضلين"... كان لا بد من القضاء على هذه العصبة المؤمنة، كانوا قلة في عددهم كثر بإيمانهم ووعيهم لخطورة ما يحدث، خشتهم بريطانيا وخشتهم العصابات اليهودية، تطوع الماسوني عبدالله بن حسين بالقضاء عليهم بحكمته الشيطانية، فقام بإغرائهم بالإنضمام للجيش العربي (الجيش الأردني بقيادة كلوب باشا)، أرسل لهم عبدالله بن حسين شيوخ الدين الذين أقنعوهم بأن العمل تحت ظل الأمير هو أزكى لجهادهم، قبل أكثرهم، قبل أكثرهم ولم يكونوا غفر الله لهم عالمين بأن الصليب قد لبس عباءة عبدالله بن الحسين... نجح عبدالله بن حسين في خطته الجهنمية فلم تنس الصهيونية له ولأحفادة ذلك الفضل (إقرأوا يا قراء تفاصيل هذه المؤامرة في الوثائق اليهودية التي أزيل عنها الغبار بعد معاهدة وادي عربة)، قام عبدالله بن الحسين بتحييد هؤالاء المجاهدين بإلحاقهم في الجيش العربي، فنقل معظمهم الى شرق الأردن في وظائف عسكرية إدارية لا تمت للجهاد في فلسطين بأية صلة...

تصدر الامم المتحدة قرار التقسيم فيرفضه العرب واليهود، ويطول شرح أسباب الرفض ولا يفيد موضوع حديثي هنا التطرق لاسباب رفض الطرفين.... تلتف الحلقة حول القدس، فيتنافخ زعماء العرب شرفاً ويقرروا نجدة فلسطين بجيوشهم (أو لمنع الفلسطينيين من الدفاع عن أنفسهم)، وتناط القيادة العليا لهذه الجيش بشخص الملك عبدالله، أسلم العرب رعاية غنمهم الى الذئب عبدالله، فيتفق الإنجليز وبن غوريون وعبدالله على أنه لا بد من معركة، لا بد من معركة ولو شكلية حتى تبرر العصابات اليهودية خطة تهجير الفلسطينيين، فكيف سيواجهون العالم إن قاموا بمجزرة دير ياسين وغيرها دون مناوشات عسكرية!!!... لذا يتقرر إصدار الأمر الى كلوب باشا بأن يزج الجيش الأردني بمعركة صورية مع عصابات اليهود، يدخل الجيش الأردني وجيش الخديوي الى ساحة فلسطين، ولا تنسوا أيضاً دخول جيش هاشميي العراق وغيرهم... فتقضم العصابات اليهودية اللقمة الأولى، قضموا قضمة واحدة من فلسطين، لم يتوقفوا على حدود الضفة الغربية لأنهم عجزوا وصدهم كلوب باشا، توقفوا فقط حتى يبلعوا لقمتهم، كانت أعداد اليهود لا تسمح لهم بالسيطرة على مساحة من الارض أكبر مما سيطروا عليه، ولم الإستعجال.... عجز اليهود عن إحتلال منطقة واحدة فقط، عجزوا عن إختراق الدفاعات العربية في القدس، كانت قدساً مقدسة للكثير من العرب والمسلمين والمناضلين والمجاهدين فاستماتوا دفاعاً عن القدس الشرقية،وانضم لجمع المدافعين عن الأقصى بعض أبناء الجيش الأردني الذين رفضوا أوامر كلوب باشا بالإنسحاب، كان الأقصى (أو هيكل سليمان في معتقدهم) هو المنطقة الوحيدة التي عجز اليهود عن إحتلالها، لماذا؟ لأنهم وجدوا من يدافع عنها، ولم يتسن هذا الشرف لحيفا ويافا... فكانت النكبة، أسموها النكبة زوراً وبهتاناً، وتناسوا بأن ما حدث هو مجرد عارض للنكبة الحقيقية في عام 1916.

وتعج الضفة الغربية بخيام اللاجئين، وتتكدس الخيام في غزة، يبكي الفلسطينيون المجد التليد والبيارات التي تتراءى لهم من خيام الصليب الأحمر، بدأوا بالإفاقة من غيبوبة الواقع، يفيقون ويهرعون الى السلاح، السلاح الذي جردهم منه العرب بالدهاء، أفهموهم بأن لا طاقة لهم بعصابات يهود لذا فأتركوا الأمر لنا، أتركوه لجيوشنا وسترون غضبة المعتصم... يدرك الفلسطينيون بأن ما حك جلدك مثل ظفرك، فينزعج الصليب ونجمة داود، الحدود واسعة ولا طاقة لهم برد من يريد العودة الى بيته، ترتفع وتيرة التسلل عبر الخط الأخضر وتزداد وتيرة العمليات الفدائية... وهنا يستغيث بن غوريون بشقيقه ملك الأردن، فكان نعم الشقيق، وعد الملك عبدالله أخاه بالحل الناجع ويشهد التاريخ بأنه قد أوفى، تقوم الوكالة اليهودية بمد عبدالله بالمال اللازم الذي يرشو بجزء منه بعض وجهاء الشعب الفلسطيني، رشاهم أيضاً ببعض المقاعد النيابية والمناصب الحكومية، ويخون وجهاء الشعب الفلسطيني قدسهم ومخيمات شعبهم، تماماً كما خان شيوخ عشائر شرق الأردن دولتهم العلية من قبل، أغراهم الذهب الأصفر وقرروا في مؤتمر أريحا عام 1950 الإتحاد مع شرق الأردن، سموه إتحاد وكان حقيقة إلحاقاً... ويدخل جيش كلوب باشا الضفة الغربية بإسم القانون، هنا لا حجة لمجاهد يصرّ على حمل السلاح فالضفة الآن جزءاً من مُلك عبدالله وقد بصم على ذلك الكلاب الوجهاء في أريحا، يدخل الضفة الغربية وينكل بعصبة مجاهدة هنا وعصبة هناك، وينزع السلاح من أيدي الفلسطينيين بالقوة الغاشمة، ويقيم الجيش الأردني سياجاً منيعاً يحول بين الفدائيين ودولة صهيون، أودع بن غوريون الضفة وديعة وأمانة في عنق الهاشميين الى حين، واستردها بمعركة صورية شاء القدر أن تكون في عهد حفيد عبدالله بن الحسين...

لقد أطلت عليكم يا قراء ، أليس كذلك؟ ولكنني لم أكمل قصتي، لم أسرد عليكم سوى نتف قليلة من قصة وطني، حاولت والله العظيم ان أختصر وأختزل ما استطعت الى ذلك سبيلا، حاولت، وكنت بين سيفي الإختصار المخل والإطالة الممل أرقص، أرقص رقصات ألم وأخشى أن يجرحني أحدهما... إن كنتم قد مللتم حديثي فسحقاً لكم، نعم سحقاً لكم، ألا تصبرون عليّ لدقائق، أتصبرون عشرات السنين متأدبين مؤمنين (من التأمين) على ما يقوله كلاب قصر بسمان ولا تصبرون عليّ دقائق؟ ويحكم، ألا تعطوني بضع دقائق أسرد على أسماعكم أحزاني... قد يقول قائل منكم "ولكنك يا هذا لم تأت بجديد"....أردّ صارخاً... لم آت بجديد؟ فلماذا أنت جالس يا جبان في بيتك تقرأ ما أكتب، لماذا لم تستشهد على سور قصر رغدان المقابل للساحة الهاشمية منذ رؤيتك لمقتل محمد الدرة؟ إن كنت تعلم ما أقوله قبل قوله فأنت بالضرورة تعلم بأن من قتل محمد الدرة هم الهاشميون؟ فلما لم تحرك نخوتك ويهز إيمانك رؤية الرصاص وهو يخترق الجسد الطري
؟
...


ي
ت
ب
ع
!
!
!


__________________