عرض مشاركة مفردة
  #70  
قديم 02-02-2006, 03:02 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الرجل العملاق من 1 ــــ 4 للشيخ حسين بن محمود حفظه الله

ها قد علم القاصي والداني بأن الطلبة لم يكونوا في يوم من الأيام ألعوبة في يد المخابرات الباكستانية ، فها هي الحكومة الباكستانية رمتهم وأمريكا عن قوس واحد .. وها هم الطلبة أثبتوا (كما سيأتي) للعالم أجمع بأنهم أهل السياسة وأصحابها وسابري غورها ، فلم تنطلي عليهم حيل أمريكا ومنافقي العراب والعجم وسائر أهل الأرض ، ولم يعبهوا بهذه الالاعيب القديمة والسياسات الملتوية فثبتوا ثبوت الجبال وصمدوا صمود الأبطال وأبطلوا جميع حيل الكفار ..

نعود غلى أمير المؤمنين والأحداث :

انتشر خبر الأمن والارتياح الحاصل في قندهار فحضرت وفود من طلبة العلم وأهالي الولايات الجنوبية الغربية المجاورة لقندهار وطالبت هؤلاء الطلاب بتسلّم إدارة تلك الولايات وتطبيق الشريعة فيها ، وأعانوهم على وضع تلك الولايات تحت سلطانهم وحكم الشريعة ، وبذلك سيطر الطالبان (جمع كلمة "طالب" بالبشتو ، ويقصدون بها طالب العلم الشرعي) على نحو خُمس أفغانستان بلا قتال وإنما رغبة من الأهالي بالشريعة والأمان .

ونتيجة لمكانة العلماء والمولوية والملالي طلاب العلم الشرعي في المجتمع الأفغاني ، تقدم الطلبة إلى الولايات الأخرى شمالاً وشرقاً دون عناء يُذكر ، ولم يعلن رباني - الحاكم في كابل - موقفاً منها لعلمه بأن قوات غريمه حكمتيار هي التي تفصل بين مناطقهم وكابل ، بل عرض مساعدته لهم كحركة شرعية تقوم بالاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن حكمتيار أصدر أمراً لقواته بعدم التسليم للطلبة وبدأ القتال معهم في منطقة غزني ثم شمالاً وصولاً إلى كابل حيث سقطت مواقعه الواحدة تلو الأخرى بدون قتال أو بقتال خفيف حيث تردد معظم القواد والأحزاب وحتى السراق وقطاع الطرق في قتال طلبة العلم الشرعي ..

سلمت الأحزاب الأخرى مثل حزب "يونس خالص" وقوات "حقاني" مناطقهم للطلبة في بكتيا وخوست وامتنع معظم قواد "سياف" عن قتال الطلبة وسلموا "ننكرهار" وعاصمتها "جلال أباد" لما رأوا من سلوك الطلبة وتطبيقهم الشريعة وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ونشرهم الأمان وملاحقتهم قطاع الطرق وتأمينهم للسبل .

وبعد وصول الطلبة إلى مشارف كابول عُقد اجتماعا عاما للعلماء فيه (1500) شخص واستمر من (31/3 وحتى 3/4/1996) وتم انتخاب " الملا محمد عمر" أميراً لحركة الطلبة رسميا ولقب بـ "أمير المؤمنين" ومنذ ذلك اليوم تعتبره "طالبان" أميرا شرعيا لها ، له في نظرهم جميع حقوق الخليفة ..

وصل الطلبة إلى تخوم كابل وتقدموا إلى رباني بطلبات من نقاط عدة ، أهمها :

1- تطبيق الشريعة.
2- إخراج الشيوعيين وأذنابهم من الحكومة.
3- إخراج النساء من دوائر الدولة .
4- منع الفساد ودور الدعارة والسينما والموسيقى والفيديوهات الفاسدة التي انتشرت في كابل .

طلب رباني منهم وفداً للتفاوض معهم ، فأرسلوا له وفدا غدرت بهم قوات وزير دفاعه بعد أن عاهدوهم على تسليم السلاح ووقف القتال وبدء التباحث ، فقتلوا عدداً من وفد الطلبة الذين جاؤوهم (ذكر أن عدد الذين قتلوا كان نحو مائتين وخمسين من الطلبة) ، فما كان من الطلبة إلا أنهم هاجموا كابل التي سقطت بسرعة كبيرة في ليلة السادس والعشرين من سبتمبر 1996م ..

استولى الطلبة على المناطق الشمالية في أفغانستان عام 1997 للميلاد ، وسقطت باميان (مركز الرافضة في أفغانستان) سنة 1998 م ، وسقط قبله وادي كيان الذي تستحكم فيه قوات الإسماعيلية الأغاخانية ، وغنم الطالبان فيه غنائم تستعصي على الحصر من السلاح ، ويذكر أن أهل السنة لم يدخلوا هذا الوادي الإسماعيلي منذ 800 سنة مضت ..

هكذا ، وفي أقل من أربعة سنوات ، سيطر الطلبة على (95%) من أرض أفغانستان منذ أن تحرك الملا محمد عمر – حفظه الله – وإخوانه للذود عن شرف مجموعة من النساء المسلمات خطفهن بعض اللصوص وقطاع الطرق
..
حكَم الطلبة أفغانستان ونشروا فيها الأمان وحكّموا فيها شرع الله وأعادوا للأمة الإسلامية ذكريات الخلافة الراشدة يوم أن كانت الحدود مطبقة ، والأمن مستتب ، والمجتمع ينعم بالحياة الإسلامية النبيلة ..

منع الطلبة جميع النشاطات التنصيرية في أفغانستان وعدّوا أي منصّر يعمل في أفغانستان عدو للإسلام يقام عليه حكم الشرعي في مثله ..

جاءت الشركات الأمريكية إلى الإمارة بطلب مد أنابيب النفط عبر أراضيهم ، ولكن الطلبة - وعلى رأسهم أمير المؤمنين - امتنعوا عن التعامل مع الأمريكان لكونهم ألد أعداء الإسلام ، أغروهم بالمال والإعتراف الدولي والمساعدات وغيرها من الإغراءات التي يتسابق إليها الرؤساء وتحلم بها الدول ، ولكن دون جدوى ..

جُن جنون الدول الكافرة ، وعلى رأسها أمريكا واليهود الذين شعروا بالخطر المحدق جراء قيام دولة إسلامية تأوي مجاهدين مسلمين يتدربون على السلاح المفروض عليهم التدرب عليه ، والإعداد لأعداء الدين وإرهابهم ، وزاد جنون الأمريكان أن قامت دولة إسلامية لا تأتمر بأمرهم وليست حكومتها بتابعة لهم ولا تسبّح بحمدهم ولاتقدسهم ولا تهابهم !!

قررت الحكومة الأمريكية تدمير الإمارة الإسلامية فبحثت عن سبب مقنع تحتال به على شعبها ، فالحال لا يحتمل التأخير ، ولا بد من الضربات الإستباقية قبل أن تقوى الإمارة الطالبانية فتصبح نواة للخلافة الإسلامية ، فخرجت بأفكار شيطانية منها : الإرهاب الطالباني ، والهمجية الطالبانية ، وحقوق المرأة الأفغانية ، والرجعية الطالبانية ، ونشر الديمقراطية الغربية ، ورأس المبررات وأعظمها اتخاذ أسد الإسلام أسامة بن لادن - حفظه الله - أفغانستان عريناً له ولإخوانه المهاجرين المجاهدين!!

أتت الأوامر الأمريكية إلى الحكومات العربية بتفعيل أجهزتها الإعلامية لتشويه صورة الإمارة الإسلامية وقائدها ووصفهم بكل قبيح ومنفّر ، فخرج العملاء على شاشات التلفاز ينعتون الطلبة بكل كذب عرفه الشيطان أو جهله ، وأخذ الملا عمر قسطا لا بأس به من هذه النعوت ، ثم قامت هذه الأجهزة مع جيش العملاء بتشويه صورة أسد الإسلام أسامة ومن معه من الأنصار بإيعاز من الأمريكان واليهود ، وكان آخر الأمر أن طلب الأمريكان من أمير المؤمنين : تسليم الشيخ أسامة بن لادن للحكومة الأمريكية ليقاضوه في محاكمها بتهمة تفجير المباني التجارية في نيويورك !!

كانت النوايا الأمريكية واضحة : فالحكومة الأمريكية عرضت على الإمارة الإسلامية الإعتراف بها مقابل مد أنابيب البترول خلال أراضيها وبعض الإمتيازات الأمريكية في التنقيب عن النفط في أفغانستان ، ولكن أمير المؤمنين ما كان ليوافق على هذه الطلبات وهو يرى ما يفعل الأمريكان بإخوانه المسلمين في أرجاء الأرض .. وطلبت أمريكا من أمير المؤمنين إغلاق جميع مراكز الإعداد الجهادية التي تخرج إرهابيين شرعيين من أبناء هذا الدين الذين أجسادهم في خراسان وقلوبهم تحلق في سماء فلسطين ..

أعلنت أمريكا عزمها على التدخل عسكريا في أفغانستان إن لم تُسلّم الإمارة الإسلامية الشيخ أسامة بن لادن للمحاكمة الأمريكية ، وهنا وقف القائد الفذ والسياسي المحنك والرجل الصلب وقفة الرجال الأذكياء العارفين ببواطن الأمور وخفايا النوايا النصرانية اليهودية المفضوحة في الكتاب والسنة النبوية
..
__________________