عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 28-12-2004, 07:55 AM
مشتاق للحور مشتاق للحور غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 59
إفتراضي

#الحلقة (11)#

صعود السيد المسيح:


تعرف صديقتى النصرانية صعود السيد المسيح. يعرف كلّ نصراني صعود السيد المسيح. أنا ما كنت يوما نصرانيا لكنّي أعرف صعود السيد المسيح.

صعود السيد المسيح هو مغادرة السيد المسيح من أرضنا وذهابه إلى أبّيه في السماوات للجلوس على جانبه الأيمن, وهى المناسبة الوحيدة التى نسمع فيها وعدا بعودة المسيح الينا يوما ما, صعود السيد المسيح اذن هو قضية مهمة جدا للنصرانيين. عرفت هذا ولذا بدأت بالكلام مع صديقتي بعناية.

سألتها إذا كانت تعتبر صعود السيد المسيح حدث مهم. كانت متأكّدة من انه حدث مهم جدا. سألتها ...عندنا أربعة إناجيل فقط كتبت من قبل التوابع بوحى من الله, هؤلاء التوابع الذين رأوا كلّ شيء بعيونهم وعاشوا مع السيد المسيح دائما كما تقولون أنتم يعرفون ان صعود السيد المسيح هو امر حاسم جدا..... فإذا اهمل أحد هؤلاء الكتبة التوابع مثل هذا الحدث المهم فى أنجيله، هل يمكن أن نعذره؟ وكيف يمكن أن يهمله أو يتناسى ذكر هذا الحدث ان كان لايكتب الا بوحى !

صديقتى النصرانية لم تكن سعيدة بسؤالي على أية حال. إستمررت , “ ليس فقط أحد الأربعة، لقد أهمل كلا من ماثيو وجون كلاهما صعود السيد المسيح بالكامل. ولا في صفحة واحدة، يمكن أن نجد جملة وحيدة حول صعود السيد المسيح في إنجيلهم. في نفس الوقت ، كلاهما لم ينس ابدا إخبارنا ان السيد المسيح كان يركب الحمار في القدس....فى ذلك الوقت على أية حال كلّ شخص، ليس فقط السيد المسيح كان يركب الحمار في القدس.

في الأناجيل الأربع الكاملة على أية حال، نجد صعود السيد المسيح ذكر فقط ثلاث مرات. دعنا نقرا من خلال وحى الروح القدس حول صعود السيد المسيح:

نقرأ فى سفر أعـمـــــال الرســـل

بعد معاناته, أظهر نفسه لهؤلاء الرجال وأعطى الكثير من الأدلة ليثبت بأنهّ كان حيّ... حضر معهم لفترة 40 يوم وتكلّموا حول الله. فى مناسبة ما كان يأكل معهم, وأعطاهم نصيحته .....لا تتركوا الروح القدس, لكن انتظروا هدية أبي التي وعدكم . وفي بضعة أيام أنتم ستعمّدون بروح القدس. بعد أن قال هذا ووفق عليه.. جاءت غيمة لتخفيه عنهم وكانوا ينظرون للأعلى إلى السماء بينما هو كان يذهب, عندما فجأة وقفا بجانبه رجلان لبسا الأبيض قالوا.... لماذا تقفوا تنظرون في السماء هذه هنا، هذا السيد المسيح نفسه الذي أخذ منكم إلى السماء سيرجع بالطّريقة نفسها

هذا المقطع به بعض الحقائق.

أولا، ان السيد المسيح قد أظهر لهم العديد من العلامات المقنعة بأنّه كان حيّ. و لا يقول بأنه كان قائم من الموت أو منبعث....

الثانية، الفترة التي بقى فيها السيد المسيح معهم بعد قيامته كانت 40 يوم، وبعدها صعد إلى السماء. سنجد أن لوك يسرد هذا الحدث وكانه يتم فى نفس يوم قيامه من الموت

الثالثة، فى مناسبة ما كان السيد المسيح يأكل معهم, فلماذا يأكل ؟ إذا كان لا بدّ أن يأكل امامهم عندما إعتقدوا بأنّه روح للإثبات لهم بأنّه لم يكن روحا بل رجل حى مثلهم تماما، فلماذا ما زال يأكل معهم لـ40 يوم؟

الرابعة ، وعدهم بأنّ هدية الله ستكون مجىء الروح القدس. سألت صديقتي هل وعد أبدا بأنّه سيرجع؟ ....لم يحدث ابدا

الآن، ماذا قال انجيل لوك حول صعود السيد المسيح؟

“ رفع أيديه وباركهم.... بينما يباركهم تركهم وصعد الى السماء ” لوك 24:50-51.

وضع هنا لوك صعود السيد المسيح في نفس اليوم الذى قام فيه من القبر وليس بعد أربعون يوما كما قال زميله...وهو لا يذكر عودة السيد المسيح , لا عن لسان المسيح ولا حتى عن لسان الملاك الذى رافقه فى الصعود ...فهل حضر لوك حقا الحادثة؟

مارك على أية حال لا يعطي أيّ توقيت للصعود فى انجيله أبدا فنراه يقول:.

“ بعد أن تكلّم الرب المسيح معهم , هو صعد إلى السماء وجلس على يمين الله. ” مارك 16:19.

الجدير بالذكر هنا هو أن هذه الآية من انجيل القديس مارك مشكوك فى صحتها وكذلك مصداقيتها..فهى تقع ضمن الأيات الأحدى عشر الأخيرة فى أنجيل مارك, ونقرأ فى هامش الأنجيل في النسخة الدولية الجديدة العبارة العجيبة جدا والتى تقول..( أن اقدم المخطوطات الموثوق بها, وكذلك الشهود الأخرى لاتحتوى على الأيات من 9 الى 19 فى العدد 16 ...)

انه بنظرة غير متأنية أبدا نجد أن انجيل مارك ينتهى عند العدد 16 الآية 8, ثم نجد خطا بعرض الصفحة وكأن الكاتب يقول أن هذا هو نهاية انجيل مارك, ونجد بعد هذا الخط تعليق من الناشر يقول..( أن اقدم المخطوطات الموثوق بها, وكذلك الشهود الأخرى لاتحتوى على الأيات من 9 الى 19 فى العدد 16 ...) ثم نجد تلك الآيات من 9 الى 19 والتى تتحدث عن الصعود لأول مرة فى أنجيل مارك, من أين جاءت تلك الأيات اذا؟ من أضافها ؟ وهل يعقل ان لايذكر القديس مارك الصعود الا مرة واحدة فقط وعندما يذكر فانه يعتبر غير موثوق فيه. من الذى يغشّنا ويتعمد الأضافة إلى كلمة الله؟ صعود السيد المسيح في إنجيل مارك ليس موثوق به، لأن الآية الوحيدة التى تتحدّث عنه، ليست آية حقيقية, أليس ذلك دليل قاطع على تحريف كلمة الرب؟.

إقتبست من القرآن بالرغم من أنّني لم أتعود الأقتباس من كتابي المقدّس أثناء نقاشي مع صديقتي،....

"فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون" قرآن سورة البقرة الآية 79


أما انجيلين ماثيو و جون الأخرين فلا ينوهان ولو بكلمة واحدة عن الصعود.أليس ذلك عجيبا؟

تخفق النصرانية في إعطاء أيّ قصّة قويّة عن حدث مهم جدا، ألا وهو صعود السيد المسيح