2 - تفصيل الوقف القبيح ( غير الجائز )
وهو الوقف على ما يؤدي معنى صحيحاً ، ولا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة ملجئة . وذلك مثل :-
الوقف على كلمة ( بسم ) من قوله بسم الله الرحمن الرحيم .
أو الوقف على كلمة ( الحمد ) من الحمدالله رب العالمين .
أو الوقف على ( قال ) من قوله ( قال الله ) ، أو الوقف على ( وإذا ابتلى ) من قوله ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه ) البقرة 124 .
أو الوقف على ( وكان الله ) ثم نبدأ بـ ( غفوراً رحيماً ) من قوله تعالى ( وكان الله غفوراً رحيماً ) .
أو الوقف على قوله ( وما خلقنا السماء والأرض ) ثم نبد ( لا عبين ) وذلك في قوله تعالى ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لا عبين ) سورة الأنبياء 26 .
ومن الوقف القبيح : الوقف على أدوات الأستفهام : مثل الوقوف على ( كيف ) ثم نبدأ (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ) في قوله تعالى ( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ) سورة مريم 29 . وغير ذلك كثير .
وخلاصة الوقف القبيح ما يلي :-
1 - الوقف على كلام غير مفهوم ، مثل الوقف على كلمة ( بسم ) أو (الحمد ) أو ( يوم ) .
2 - الوقف على كلمة تُوهم معنى لم يرده الله مثل الوقف على كلمة ( الموتى ) في قوله تعالى ( إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ) سورة الأنعام 36 . فإذا وقفنا على كلمة ( الموتى ) فسد المعنى حيث أصبح يفيد أن الموتى يسمعون ويستجيبون . وهذا خطأ ، فيجب الوقف عند قوله ( يسمعون ) ثم نبدأ كلاماً جديداً وهو ( والموتى يبعثهم الله .... ) .
ومن القف القبيح في هذا الباب - أيضاً - الوقف على كلمة ( ولأبويه ) في قوله تعالى ( وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس ) سورة النساء 12 ، فالوقف على ( ولأبويه ) فيد أنهما يشتركان مع البنت في نصف الميراث ، وهذا خطأ لأن النصف خاص بالبنت وحدها . فينبغي الوصل أو الوقوف على ( النصف ) .
3 - الوقف على كلمة تُوهم معنى يخالف ما أراده الله . وذلك مثل الوقف على كلمة ( الصلاة ) من قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى .... ) سورة النساء 43 ، فلو وقفنا على كلمة ( الصلاة ) لكان المعنى نهياً عدم إتيان الصلاة في حال السُّكْر أو أن السَّكارى لا يُقيمون الصلاة .
4 - الوقف على كلمة تُوهم معنى لا يليق بالله تعالى ، أو يُفهم منه معنى يُخالف العقيدة ، ويجب الانتباه لهذا ، مثل :-
الوقف على قوله تعالى ( إن الله لا يستحي ) من قوله تعالى ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها .. ) سورة البقرة 56 ، فقول القارىء ( إن الله لا يستحي ) ويقف هو قول غاية في النكارة ومخالفة شديدة للعقيدة ، ومن تعمده فإنه يُخشى عليه من الكفر ، فيجب هنا الوصل ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة ....) ومثل هذا أيضاً : الوقف على قوله تعالى ( إن الله لا يهدي ) من قوله تعالى ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) سورة الأحقاف 10 .
أو القوف على قوله ( فبهت الذي كفر والله ) من قوله تعالى ( فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) سورة البقرة 258 ، أو الوقف على قوله ( إن الله لا يحب ) من قوله تعالى ( إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً ) سورة النساء 36 .
فليحذر القارىء من مثل هذا ....
** *** **
ــــــــــــــــــــــــــــ
وللحديث بقية إن شاء الله ... الوقف على النفي الذي بعده إيجاب ....
للفائدة
السؤال:
في المصلى الخاص بجامعتنا قام خلاف بشأن الاجتماع للجلوس والدعاء ، حيث يتم توزع أجزاء القرآن على الأشخاص الحاضرين ويقرأ كل منهم جزء في نفس الوقت حتى تتم قراءة المصحف كاملاً ثم يقومون بالدعاء لغرض معين كالنجاح في الامتحانات مثلاً . هل طريقة هذا الدعاء واردة في الشريعة ؟ أرجو أن يكون جوابك مدعماً بالقرآن والسنة وإجماع السلف .
الجواب:
الحمد لله
هذا السؤال يشتمل على مسألتين :
الأولى :
حكم الاجتماع لتلاوة القرآن , بأن يأخذ كل من الحاضرين جزءا من القرآن في نفس الوقت حتى يتم كل واحد الجزء الذي معه .
فالجواب عن هذا ما جاء في فتوى للجنة الدائمة (2/480) , ونصه :
( أولا : الاجتماع لتلاوة القرآن ودراسته بأن يقرأ أحدهم ويستمع الباقون ويتدارسوا ما قرؤوه ويتفهموا معانيه مشروع وقربة يحبها الله , ويجزي عليها الجزاء الجزيل ، فقد روى مسلم في صحيحه وأبو داود ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) .
والدعاء بعد ختم القرآن مشروع أيضاً إلا أنه لا يداوم عليه ولا يلتزم فيه صيغة معينة كأنه سنة متبعة ، لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما فعله بعض الصحابة رضي الله عنهم .
وكذا دعوة من حضر القراءة إلى طعام لا بأس بها ما دامت لا تتخذ عادة بعد القراءة .
ثانياً : توزيع أجزاء من القرآن على من حضروا الاجتماع ليقرأ كل منهم لنفسه حزباً من القرآن لا يعتبر ذلك ختماً للقرآن من كل واحد منهم بالضرورة .
وقصدهم القراءة للتبرك فقط فيه قصور فإن القراءة يقصد بها القربة وتحفظ القرآن وتدبره وفهم أحكامه والاعتبار به ونيل الأجر والثواب وتدريب اللسان على تلاوته ....إلى غير ذلك من الفوائد ، وبالله التوفيق ) ا.هـ
الثانية :
اعتقاد أن هذا الفعل ( الاجتماع على تلاوة القرآن حسب الطريقة المذكورة ) له أثر في إجابة الدعاء , وهذا لا يعلم عليه دليل , فهو غير مشروع , ولإجابة الدعاء أسباب كثيرة معلومة , كما أن لمنع الإجابة موانع معروفة , فالواجب على الداعي أن يأتي بأسباب الإجابة ويجتنب موانعها , ويحسن الظن بربه , والله عند ظن عبده به .
انظر السؤال 5113 .
(تنبيه) الدليل إنما يطلب ممن أثبت أمرا من الأمور الشرعية , وإلا فالأصل في العبادات المنع حتى يثبت دليل المشروعية , كما قرر ذلك أهل العلم , وعليه فالدليل على عدم مشروعية ذلك الاعتقاد هو عدم الدليل الدال على جوازه .
والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب (
www.islam-qa.com)
وقفه :-
قيل لحكيم :- متى يسلم الإنسان من الناس ؟
فقال :- إذا لم يكن في خير ولا شر .
قيل :- متى يكون ذلك ؟
قال :- إذا مات .
الحقاق