عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-05-2005, 02:55 AM
فارس الأندلس فارس الأندلس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 703
إفتراضي

«تشبه القوات المسلحة السعودية إلى حد كبير: ساعة، ظرفها من ذهب و لكنها لاتحتوي بداخلها مايديرها، فبالرغم من المنشآت الهائلة هناك، فإنها تفتقد الطيارين والميكانيكيين، والفنيين، والمديرين، الذين بدونهم لايمكن للآلة العسكرية أن تتحرك...»

إن المأساة في أنهم بدلاً من التركيز على إعادة التجنيد والتدريب فإن النظام كان ولا يزال يوجه طاقاته وثرواته لشراء ولاء القوات المسلحة بما يدفعه لأفرادها من مرتبات باهظة ومايغدقه عليهم من ترف، وما يؤمنه لهم من نمط الحياة، الذي يتنافى تماماً مع نمط الحياة الذي يزودهم باللياقة والكفاءة ليقاتلوا في ميادين القتال تحت ظروف غير مواتية.

ولنأخذ مثالاً:

مرتب الضابط برتبة نقيب في الجيش السعودي هو ستون ألف دولار أمريكي في السنة (شاملة البدلات الثابته)، وهو يبلغ ثلاثة أضعاف مرتب ضابط مناظر في الجيش الأمريكي! هذا بالإضافة إلى الامتيازات الأخرى التي لايحصل عليها كبار الجنرالات في أمريكا أو أوربا.

وفي هذا الصدد كتب «دافيد وود»:

« إن مسكن ضابط متوسط في القوات السعودية سوف يصيب بالدوار أي جندي أمريكي، بحيث لايصدق مايراه: إن هذا الضابط البدائي، الذي لم يفارق منشأه البدوي لأكثر من سنين معدودات، لا يحتاج لأكثر من أن يتسلم مفتاحاً، لينتقل إلى مسكن فخم أنيق، به كل ما يخطر له على بال: اجهزة الاستريو ــ السجاجيد ــ الخزف الصيني ــ النجف المتلالئ....».

هذا فقط مثال واحد لما تغدقه الحكومة السعودية على أفراد قواتها الجوية الناشئة! مع هذا فالعديد من هذه المساكن الفاخرة، والتي ينمو عددها ــ بالمئات ــ في القواعد الجوية السعودية الأربعة ـ يظل خالياً طوال الوقت. :وسوف يتملكنا العجب حين نعلم أن مجمعا ً رياضياً عملاًقاً في قاعدة الظهران الجوية يضم حوضاً للسباحة ـــ أوليمبي الحجم ــ وملاعب للاسكواش والبولينج كما يضم حمامات «السونا» ــ ومطاعم تقدم وجبات خفيفة للاعبين. هذا المجمع يظل خالياً طوال الأسبوع ليستقبل مساء كل أثنين حفنة من الضباط يلتقون هناك ليستخدموا هذه الإمكانات التي كان يكفيهم أقل منها!

ولانستطيع أن نغفل ماجره التزاحم على تكوين الثروات من إفساد لاتجاهات الكثير من الشباب في السعودية. إن الشروط التي تقدمها القوات السعودية لا ترضيهم، رغم أنها (أترف) شروط من نوعها في العالم. وهم يأبون أن يقيدوا أسماءهم في الجيش، إذ يرون احتمالات تكوين الملايين في إطار الحياة المدنية واسعة وكبيرة.

ولهذا فليس غريبا أن يصبح الإهتمام السائد لدى العاملين في القوات المسلحة، وبالأخص في الصفوف العليا، ليس التنافس في الكفاءة، وإنما يتجه الإهتمام نحو جمع الملايين وتكديسها في البنوك هنا وهناك.

هذا المناخ سبب مزيداً من استشراء الفساد، وعدم الإنضباط، ونقص الفعالية، وعدم القناعة بالعمل بالقوات المسلحة. وهذا ما انتهى بهذا القوات إلى مايشبه العدم.

وقد نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز تعليقا حول هذه المسألة في عددها الصادر في 1982/5/5 قالت فيه: [إن المشكلة الأعظم خطورة، رغم كل شىء، هي مشكلة الطاقة البشرية!! وهذا واضح ليس فقط في الجيش (القوات البرية)، والأسطول ذي الألف رجل، والخدمات الأرضية للقوات الجوية، وإنما تتفاقم المشكلة بسبب نقص الدوافع وهبوطها، لدى أفراد هذه القوات بسبب ضغوط القطاع المدني واغراءاته، والصراع الضاري من أجل تكوين الثروات بين الأمراء، مما جعل الضباط ذوي الرتب العالية يتعاملون مع القوات المسلحة كما لوكانت متجراً يدر عليهم المنفعة! ولاشك أن هذا يكشف عن نوع التأثير الذي ينعكس على أخلاقيات الصفوف الدنياَ]، اهـ.

وهناك عامل يشكل نقطة ضعف أخرى في كيان القوات المسلحة السعودية يتمثل في الانفصام الداخلي بين قطاعات هذه القوات.

هذا الوضع يتضح أكثر اذا عرفنا أن الصلة تبدو منقطعة بين هذه القطاعات بعضها وبعض وأن لكل منها استقلاله . ونظامه الاتصالي الخاص به. ولاشك أن هذا يزيد القوات المسلحة ضعفاً على ضعف!

ففي الوقت الذي يعم فيه مبدأ (التكامل) والعمليات الشاملة الموحدة، فإن القوات المسلحة السعودية تشذ عن هذا المبدأ، حيث بنيت على مبدأ مضاد: هو الفصل التام بين هذه القطاعات.

والدلالة الوحيدة وراء هذا الوضع الشاذ هي: أن المسؤولين عن هذه القوات ومستشاريهم الأمريكان ليسوا جادين في بناء القوات السعودية وتحويلها إلـى قوة قتالية مؤثرة!

علاقة أمريكا بالنظام السعودي:

من المتفق عليه أن يكون بالسعودية ــ من الآن فصاعداً ــ ثلاثون ألفاً من الأمريكيين العسكريين العاملين في مجال الصناعات الحربية. ومع وصول الــ 26 طائرة من طراز F15، وخمس طا ئرات AWACS، والـ 6 حاملات الوقود لتزويد الطائرات في الجو KC135، ومجموعة المعدات الأرضية الأخرى الخاصة بالأواكس، وصواريخ Sidewinder (جو ــ جو)، والسفن الحربية، والتشكيلة الضخمة من معدات الدفاع الأخرى التي اشترتها السعودية إلخ ...، مع وصول هذه الصفقات، فإن من المتوقع أن يصل عدد الأمريكان إلى مائة ألف!

وتدفق الأمريكيين من عسكريين وفنيين على هذا النحو إلى السعودية ليس مجرد توافق زمني عابر وإنما هو نتيجة لتخطيط وتفكير أمريكي عميق!

خطط أمريكا وأهدافها ليست منحصرة في تأمين حصولها على البترول بالأسعار التي تحددها في واشنطن، وإنما تشمل السيطرة على السياسات والمواقف السعودية. وأهم من ذلك كله، تهيئة المسرح لإقامة قوة استراتيجية أمريكية تدعم سيطرتها في المنطقة.

ومنذ تنصيب عميل أمريكا المخلص «فهد بن عبد العزيز» ولياً للعهد، وحيث كان الحاكم الفعلي للمملكة نظراً لظروف الملك خالد الصحية، ولضعف شخصيته، فقد حصل الأمريكان على تأييد كامل، وتعاون تام من النظام السعودي ومضت الأمور كلها لصالح الولايات المتحدة .

ونقتبس هنا حديث « التايمز» في عددها الصادر بتاريــــــــــــــــــــخ 2 يوليو 1982 عن الملك فهد، حيث اعتبرته أمريكيا أكثر من الأمريكيين!

قالت التايمز: [هل يمكن أن يكون بين العرب الأحياء من هو أكثر اقتناعا، وفي ثبات، بتطابق المصالح بين العرب وبين الغرب من الملك فهد بن عبد العزيز؟]. مهما يكن الأمر، ومهما يكن معتقد الملك فهد بن عبد العزيز، فإن الحقيقة المستمرة هي أن الإدارات الأمريكية المتتابعة أعلنت جهاراً مرة، ومرة: أن اسرائيل هي حليفها الأول في الشرق الأوسط، وأنها ـ أمريكا ـ قد أيدت ودون تحفظ الدولة الصهيونية عسكرياً، واقتصادياً، وسياسياً، ضد المصالح العربية.

بل إن الولايات المتحدة هي التي أنشأت جهاز الحرب الاسرائيلي حيث دأبت على آستخدامه في غزو واحتلال الأراضي الإسلامية، وايقاع المذابح بالمسلمين، وطردهم من بلادهم لإحلال الصهاينة، القادمين من آفاق الأرض، محلهم!!

وقد أعلنت أمريكا، مراراً أيضاً، أنها تتعهد ــ دون تحفظ ــ بضمان تفوق اسرائيل العسكري بحيث تظل أبداً أقوى من كل الدول (المتأسلمة) مجتمعة، واضعة أمن هذه الدول تحت رحمة اسرائيل ، ونسوق هنا هذا على سبيل المثال:

قال جيمس باكلي نائب وزير الدولة الأمريكي للمساعدات الأمنية في بيان بتاريخ 1981/8/25: «دعني أؤكد مرة أخرى، أن هذه الإدارة، ستظل على التزامها تجاه أمن اسرائيل وأنها تؤكد أن اسرائيل ستظل محتفظة بتفوقها العسكري على خصومها الأساسيين!! لقد تعهد الرئيس (ريجان) بالحفاظ على تمكين اسرائيل من احباط أي تجمع معاد لها في المنطقة».

في ضوء هذه التعهدات المعلنة، والمتكررة من جانب أمريكا تجاه اسرائيل، برغم اعتداءاتها المتكررة على العرب، وغزوها الهمجي للبنان، وخطتها التوسعية فوق الأرض العربية، وبسط سيطرتها على العالم العربي، في ضوء هذا كله. فإن من الصعب أن نفهم: كيف يمكن لأي عربي أن يثق في تطابق المصالح بين العرب والولايات المتحدة الأمريكية؟

وإذا كان هناك من يعتقد أن خطط أمريكا لابقاء السعودية ضعيفة ومهددة وأن أملاء سياستها عليها داخلياً وخارجياً، ونهب ثرواتها النفطية مما يدخل في مصلحة المملكة العربية السعودية فهذا شىء آخر!
__________________
فارس الأندلس
***************
اللهم يا منزل الكتاب,ويا مجري السحاب, ويا سريع الحساب, وياهازم الأحزاب إهزم النصارى واليهود والعلمانيين والمنافقين المحاربين للأسلام والمسلمين. اللهم اهزمهم وزلزلهم, اللهم اقذف الرعب في قلوبهم, اللهم فرق جمعهم, اللهم شتت شملهم, اللهم خالف بين أرائهم, اللهم اجعل بأسهم بينهم, اللهم ارنا بهم عجائب قدرتك. ياقوي يا قادر اللهم أذل الدول الكافرة المحاربة للإسلام والمسلمين, اللهم ارسل عليهم الرياح العاتية, والأعاصير الفتاكة, والقوارع المدمرة, والأمراض المتنوعة, اللهم اشغلهم بأنفسهم عن المؤمنين, اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل, وجعل كيدهم في تضليل, اللهم أرسل عليهم طير الأبابيل, ترميهم بحجارة من سجيل,اللهم خذهم بالصيحة, وارسل عليهم حاصبا, اللهم صب عليهم العذاب صبا,اللهم اخسف بهم الأرض وأنزل عليهم كسفا من السماء, اللهم اقلب البحر عليهم نارا, الجو شهبا وإعصارا, اللهم أسقط طائراتهم,اللهم دمر مدمراتهم, واجعل قوتهم عليهم دمارا. ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم. اللهم عليك برؤس الكفر, اللهم عليك ببوش,اللهم عليك ببلير, اللهم عليك بشارون اللهم عليك بهم كل الظالمين. اللهم طال ليل الظالمين, اللهم سلط عليهم يدا من الحق حاصدة. اللهم إن بالمسلمين من الجهد والضنك والضيق والظلم مالا نشكوه إلا إليك. لا إله إلا الله العظيم الحليم, لا إله إلا الله رب العرش الكريم, لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
****************************