[نوفان العجارمة]

الاخوة الافاضل(عمر،هداية،حنان) اسعد الله اوقاتكم بالخير والبركة
وحمدا لله على سلامتك يا اخ عمر والاخت هاديه ..واعانكم الله ..على الايام العصيبه القادمة...بعد عصر الامس...كنت اتواجد في المركز الثقافي الامريكي في عمان... في برنامج تدريبي...وقد دخل فجئة مسؤول السفاره
يحذر الاستاذه الماضره...من احتمال تعرضها للاعتداء؟؟؟ قلت له مباشره ...هي في بلد آمن
ولا يمكن ان تكون عرضه او هدف لاي اعتدا...
عدا عن كونهاامريكية فهي ..مسلمه وومتزوجه من اردني؟؟
خرج ...غاضبا

وقد اكملت معي المحاضره الحديث...قالت انت لا تعرف مصير العرب والمسلمين الآن في امريكا؟؟
كل واحد منهم عرضه للاعتداء...كل واحد ارهابي
كل واحد منهم هدف...وقد اخذت تبكي لان احد ابنائها يدرس في امريكا؟؟؟

ــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول اخي الشيخ عمار بن ياسر وهو متواجد الآن في امريكا
...قرأت عن الانفجارات في الانترنيت حاولت أن أدخل إلى صفحات الأخبار فلم استطع الدخول نتيجة الضغط عليها خرجت من البيت لعمل ضروري ومكان هذا العمل باتجاه واشنطن العاصمة كنت أستمع إلى الأخبار من راديو السيارة كلام المذيعين والمذيعات كان متوتراً

وفجأة اهتزت الأرض بنا وكأنه زلزال فالمذيعون مشغولون بتغطية أخبار انفجار نيويورك وخطاب الرئيس الأمريكي بوش

وكانت لهم الصاعقة الأخرى في الانفجار الثاني البنتاغون ينفجر ....!! انفجار وسط العاصمة ...!!

بوش يذهب ليجتمع بالمسؤولين في مكان لا أحد يعرفه ...!!

الناس في حالة ذهول وكأن الطير على رؤوسهم ، لا أحد يصدق ما يحدث هل هي حرب ...؟!! هل هو انفجار نووي..؟!!

الكل ينظر للأخبار ، والأخبار تتحدث عن الحدث ، ولا تنسى أبداً أن تذكر بين الفينة والأخرى الإرهاب والمسلمين وابن لادن ..

اتصل بي أحد الأخوة المؤمنين ، سألني أين أنت يا شيخ ..؟ قلت خارج البيت في المكان الفلاني. قال أرجو أن لا تكون لابساً ملابسك الرسمية (العمة والعباءة). أخبرته بأني ألبس لباسي المدني، فحمد الله وقال لي بأن أعود إلى البيت فذلك أفضل لي كي لا أتعرض لإهانة أو أذية أو ربما إلى القتل. فشكلي شرقي وهيئتي مسلم قلت له ، وما ذنبنا نحن ..؟ قال: ذنبنا أننا مسلمون. وأنت كما ترى كيف أن أصابع الاتهام متجهة نحو المسلمين مباشرة رغم أنهم لم يكتشفوا شيئاً بعد. قلت له الاتكال على الله ، سأنهي حاجتي وأعود إلى البيت إن شاء الله.

في الطريق ، كنت مركزاً على الإذاعة، ينقلون الأخبار بجنون ، هيجان عام، أخبار عن المدارس والأماكن التجارية والدوائر الرسمية والمعامل ووو.. غير ذلك

ثم سمعت بأن المدارس في منطقتنا قد اتخذت جميع التدابير الأمنية، وأنهم لا يسمحون للطلاب بالخروج خارج الصفوف، وأنه من يحب من الأهالي أن لا ينتظر إلى نهاية الدوام الرسمي يمكنه أخذ أولاده من المدرسة.

فعرجت بطريقي إلى المدرسة كي أطمئن على ابنتي الكبيرة، لأنها قد تتعرض للخطر أكثر من الصغار

خارح المدرسة هدوء تام ، وسيارة الشرطة واقفة أمام المدرسة دخلت المدرسة وإذ بالشرطي واقفاً في المدخل، سألني عن حاجتي ، قلت له بأني سآخذ ابنتي أخبرني بأنه يجب أن أطلبها من المكتب بعد أن أوقع في الممرات شاهدت بعض المعلمات وفي أيديهن أجهزة اتصال، وهن يمشين بكل هدوء دخلت المكتب والكل ينظر إلي نظرة غير طبيعية ، لكنهم صامتون وكأن على رؤوسهم الطير سألتني إحداهن عن حاجتي ، قلت لها أريد أن أطمئن على ابنتي وإذا ممكن آخذها للبيت معي . وبعد أن وقعت اتصلوا بالمعلمة كي ترسل ابنتي ، ثم خرجت أنتظرها في الممر أمام المكتب

كان بجانبي معلمتان، أخذتا تدردشان معي، فسألت إحداهن ماذا تشعرين الآن ..؟ قالت: أشعر بالخوف والخطر، أكاد أموت. قلت لها: لماذا؟ قالت: هذا جنون، جنون، من يصدق أن يفعلوا هذا..!! قلت لها: أظن بأن كل الشعب الأمريكي الآن يشعر كما تشعرين؟ قالت الأخرى: نعم. هذا جنون. قلت لهما: بماذا تفسران هذه العمليات؟ قالت: إنه جنون، وإرهاب. لا أدري ماذا يريدون منا. قلت: ولماذا أمريكا بالذات..؟ ألم تسألوا أنفسكم هذا السؤال. قالت إحداهن: يريدون تدمير حضارتنا، يريدون تخريب اقتصادنا. لا يحبون الحرية التي في بلادنا. قلت: لماذا لا تفكر حكومتكم ببناء أمريكا وتطويرها من دون أن تكون جيوشها في الشرق الأوسط ، أو في كل مكان في العالم. قالت إحداهن: إنهم يحموننا من الخطر ، من الإرهاب. قلت: لو أن أمريكا عادلة في تعاملها مع الشعوب الأخرى لما تعرضت للخطر والإرهاب.

ساد الصمت قليلاً ، ثم سألتهما: لا زلتما تعيشان حالة الخوف.؟ قالتا: نعم. الأمر مرعب. قلت لهما: أنتم تشعرون بذلك بعد حدوث الانفجار وهو بعيد عنكم، كيف لو تعلمون الآن بأن هناك انفجار سيحدث قريباً من هنا ولا تعلمون متى.؟ قالت احداهن: نموت من الخوف. هذا أمر مخيف مخيف. قلت: فكيف إذن تقصف دولتكم العراق بعض المرات بشكل مفاجئ ، وبعضها الآخر بعلم الناس بأنه سيكون غارات جوية على مدنهم. ألم تفكروا بشعور العراقيين. ألم تفكروا بشعور الفلسطينيين، وهم يتعرضون للقصف والإرهاب كل يوم. ألم تفكروا بشعور اللبنانيين عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تجول فوق سماء لبنان كل يوم عدة مرات...؟ وكل ذلك بدعم من امريكا

قالت إحداهن: ولكن أولئك أناس إرهابيون...!! قلت: وما دخل أمريكا في تلك البلاد وهي بعيدة عن حدودها وتفصل بينها المحيطات والبحار..؟

وعند هذه الكلمة جاءت ابنتي ، فأخذتها معي وخرجت من المدرسة ، والمعلمات والشرطي ينظرون إلينا نظرة غريبة..

قلت لهم: Have you a good day
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اتمنى ان يفهم الامريكان وساستهم كلام الاخ عمار