[عمر مطر]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت هادية،

طبعا الجميع هنا يتمنى أن لا يكون المنفذ مسلما، فهذا العمل يهدم ما حاولنا إصلاحه من وجهة نظر الشارع الأمريكي من أن المسلمين ليسوا إرهابيين، هذا أولا، وثانيا، أن الضحايا فيهم الكثير من المسلمين، فكيف يرضى المسلم أن يقتل مسلما؟ وثالثا، قتل المدنيين لا يكون في مثل هذه الظروف، والله أعلم.

قريبة لنا تدرس في الأكاديمية السعودية في واشنطن، وقد تعرضت أمس إلى بعض الإهانات والتجريح بعد أن تركت المدرسة وتوجهت إلى البيت بحافلة الأكاديمية.

عممت الجمعيات الإسلامية في واشنطن نشرات تخبر فيها المسلمين بالطريقةالمثلى للتعامل مع الصحفيين، والتعامل مع المواطنين الذي سينظرون إلى كل مسلم كإرهابي بعد هذه الحادثة.

بالنسبة لسؤالك عن وجهة نظر المسلمين في أمريكا، فإن من كان هنا في 1995 وشهد حادثة أوكلاهوما، وتعرض لما تعرض له المسلمون وقتها، لا ولن يفرحه ما قد جرى. وكما أشرت أختي فإن المرأة المسلمة هي الهدف الأسهل لألسنة الحاقدين.

أختي حنان،
العقل يقول، لا يمكن، ولكن من يدري ما وراء الكواليس، أنا لا أستبعد أن يكون المنفذون الموساد أو غيرهم قد استخدموا بعض العرب من ضعيفي الإيمان، بحيث أظهروا لهم هذه العملية كانتصار للمسلمين في كل العالم وكرد على الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين. أما بالنسبة للصناديق السوداء، فلا نعلم إلا ما يطلعوننا عليه، فلو هم سجلوا كلاما من أحد المقاهي المصرية يقول رجل فيه توكلنا على الله أو بسم الله، وقالوا لنا أنه الصندوق الأسود لصدقناهم، لأننا لا نملك أن نعرف الحق من الباطل.

أخي نوفان،
القضية تمس الجميع، سواء في أمريكا أم في غيرها، ولا شك أن وضعنا في أمريكا هو الأسوأ، ولكن لا ننسى أن أمريكا -غالبا- ستضرب أفغانستان قريبا، وربما تضيف إليها الباكستان، ولعلنا في خضم هذه الضوضاء نجد تغاضيا عما يجري في فلسطين، فيلعب القط الإسرائيلي في فلسطين بلا رادع، بالتأكيد ليس في الدول العربية من يردعه، حيث أنهم مشغولون بإبعاد التهم عن أنفسهم.

أما نحن فحسبنا الله، ولم أكن أفكر في هذه الأمور من قبل، ولكني الآن أفكر في سلامة زوجتي، وأقاربي الذين يسكنون هنا، فأجد أننا أمام مشكلة كبيرة، يصعب علينا تفاديها.

أختي رين،
المافيا واليهود الأمريكيين في حرب قديمة للسيطرة على الاقتصاد الأمريكي، ولكن اليهود غالبا ما يربحوا بسبب سيطرتهم على السياسيين صناع القرار، وبذلك فإنني لا أعتقد أن للمافيا يد في هذه، فإن اليد الصهيونية هي الطولى، أما بالنسبة للتهديد على السوق المالي الألماني، فلا نعلم إن كان هدفا حقيقيا أم كان تشويشا ولفتا للأنظار.

أخي عاطف،
نعتقد كما تعتقد أنها عملية دقيقة يعجز عنها الكثير من المنظمات الإسلامية التي تخطر ببالنا، وكما قلت أننه لا يعقل أن تضرب أمريكا نفسها، ولكني لا أستبعد أن يكون لليهود يد في ذلك، وقبل كل شيء أسأل الله أن لا يكون للمسلمين علاقة بها من قريب أو من بعيد، ولا شك أن الأصابع بدأت تتوجه إلى ابن لادن، وقد سمعت اليوم أنهم قبضوا على خمسة رجال عرب، اثنان منهم من جنسية إماراتية، ويقولون أن أحدهما طيار، وأن لهما علاقة بابن لادن ووو، فكأنهم قد قرروا أن يلصقوا الحادثة بابن لادن، وأن يوجدوا الأدلة الكافية للإدانة، ولا يعلم صحة هذه الأدلة إلا الله.

أما نحن فلا أقول إلا "الله خير حافظا".

شكرا لكم على التفاعل مع تساؤلاتي.

وإلى لقاء

السلام عليكم