عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 11-03-2007, 10:08 PM
جروان جروان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 83
إفتراضي

( 2 )

دون فهمي هويدي في كتابه " إيران من الداخل " ، حول موقف الخميني من مجازر " أمل " في المخيمات الفلسطينية بلبنان عام 1985 م ، فقال : " في يونيو 85 ، وقتال " أمل " للفلسطينيين في بيروت ، كان قد بلغ ذروته ، وبينما تكلم مختلف رموز النظام منتظري ورفسنجاني وخامنئي ، فإن الإمام التزم الصمت .

وقيل وقتئذ أنه معتكف في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان .

ولما انتهى الصيام ، خرج الإمام من اعتكافه ، وألقى خطاباً في " حسينية جمران " بعد صلاة العيد ، وفيما توقع الكثيرون أن يعلن موقفاً تجاه ما يجرى في لبنان ، فإن الإمام لم يشر إلى الموضوع من قريب أو بعيد ، وكان جل تركيزه في الخطاب على دلالة المظاهرات المؤيدة للحرب مع العراق ، التي خرجت يوم القدس ( آخر جمعة من رمضان ) .

كنت أحد الذين استمعوا إلى خطبة الإمام في صبيحة ذلك اليوم ( 20 يونيو ) ، ولم أستطع أن أخفى دهشتي من تجاهله لما يجرى في لبنان ، ليس فقط لأن الفلسطينيين هم ضحيته ، ولكن لأن الجاني منسوب إلى الشيعة ، ونقلت انطباعاتي إلى صديق خبير بالسياسة الإيرانية ، فكان رده أن الإمام له حساباته وتوازناته " !!! ص 404 .

ـــ الباطنيون يركبون كل موجه من موجات التحرر والوطنية والثورية والجمهورية ، وما إلى ذلك من شعارات حديثة .

والشعارات التي يرفعونها ليست أكثر من إستهلاك محلي ، وتخطيط مرحلي .

وتراهم يقولون شيئاً ويقصدون شيئاً آخر ، وهذا الاسلوب يتمشى مع عقيدتهم في ( التقية ) ويلائم شدة إيمانهم بالســرية .

ـــ ينظر الباطنيون الرافضة إلى المسلمين العرب بمنظار الحقد والكراهية ، لا لشىء إلا لأنهم هدمــوا مـجد فارس ، وقهروا سلطان كسرى ، والتاريخ خير شاهد على عمق تعاونهم مع الكفرة والمشركين والإستعانة بهم ضد السنة المسلمين :

1 ـــ لقد إستخدمهم التتار في أبشع مجازر شهدها التاريخ الإسلامي ، وكان زعيمهم نصير الكفر الطوسي وزير هولاكـــو .

2 ـــ إستخدمهم النصارى في الحروب الصليبية المشهورة .

3 ـــ عملت الدولة العبيدية المجوسية كل ما تقدر عليه من أجل تثبيت أقدام الصليبيين في مصر .

4 ــ إستخدمهم البرتغاليون والإنجليز ضد الدولة العثمانية المسلمة ـ السنية ـ وضد المسلمين بشكل عام .

5 ـــ لعب الصفويون دوراً خبيثاً في تمكين الكفرة المستعمرين من ثغور بلاد المسلمين .

أين قادة حماس من : عدوان أحفاد بني ساسان والسبئية على المخيمات الفلسطينية

وسط خيبة أمل ومناخ فلسطيني مفجوع ، بدأت حركة أحفاد بني الساسان والسبئية ( أمل ) حربها الواسعة ضد الفلسطينيين ، وخيبة الأمل والفجيعة الفلسطينية كانتا بسبب نكران الجميل ونسيان المعروف ، فكل الدعم المادي والتسليحي لحركة أحفاد بني الساسان والسبئية ( أمل ) تناسته قيادتها بشكل واع ومتعمد ، وكل التضحيات الفلسطينية شطبت من الذاكرة ومن التاريخ عند قيادة ( أمل ) .

وكالعادة ، بدأت المعركة بحادث فردي !!!

تقترب الساعة الآن من التاسعة من مساء يوم الأحد ( 19 / 5 / 1985 م ) .. ودورية مسلحة رافضية تابعة ( لأمل ) تجوب مخيم صبرا الفلسطيني ، توقفت الدورية قرب فتى يحمل مسدساً حربياً ــ وهي ظاهرة غير غريبة في لبنان ــ ثم حاولت اعتقاله بحجة أنه حاول تهديدهم ، لكنهم فشلوا ، وأفلت الفتى من أيديهم وانطلق يعدو هارباً ، وتبادل معهم إطلاق النار ، وكانت هذه الحادثة بداية حرب دامية لم تنته إلا بعد شهر كامل !

ترى أكانت حرباً عفوية ، تسبب فيها غلام طائش ، وهل نحن نعيش في عصر داحس والغبراء وأيام الجاهلية الأولى .. يوم كانت الحروب المدمرة تقوم ولا تنتهي لأتفه الأسباب ؟!! .

كلا .. كلا .. إن الأمر أكثر تعمقاً من هذا التحليل المغرق في السذاجة .. إنه مشهد عصر أضحت فيه السياسة مسرحية متقنة الإخراج ، وسوف نبسط أدلتنا في هذا كله إن شاء الله تعالى .

كيف بدأت الحـــرب ؟!

بعد البدايات الأولى لإطلاق النار ليلة الإثنين 20 / 5 / 1985م ، اقتحمت ميليشيات ( أمـل ) مخيمي صبرا وشاتيلا ، وقامت باعتقال جميع العاملين في مستشفى غزة ، وساقوهم مرفوعي الأيدي إلى مكتب ( أمل ) في أرض جلول ، كما منعت القوات الشيعية الهلال والصليب الأحمر وسيارات الأجهزة الطبية من دخول المخيمات ، وقطعت امدادات المياه والكهرباء عن المستشفيات الفلسطينية .. وأفاد شهود عيان أن الحرائق شبت في مستشفى غزة ، وهذه البداية تعني أن ( أمــل ) تريد الهلاك والدمار ، وليست القضية عندها قضية شاب رفض الانصياع لدروية من دورياتها .

وفي الساعة الخامسة من فجر الاثنين 20 / 5 / 1985 م ، بدأ مخيم صبرا يتعرض للقصف المركز بمدافع الهاون والأسلحة المباشرة من عيار 106 ملم .

وفي الساعة السابعة من اليوم نفسه تعرض مخيم برج البراجنة لقصف عنيف بقذائف الهاون ، وكانت السيطرة في البداية لقوات أمل ، ويظهر أن القيادات العسكرية للمخيمات لم تكن تشعر بالمؤامرة وأبعادها ، ولذلك فلم تتحرك جدياً إلا في الساعة التاسعة صباحاً ، ورغم هذا التأخير ، فقد تمكنوا من صد الهجوم سريعاً بسبب خبرتهم القتالية الجيدة ، والاحتياطات السابقة التي علمتهم المجازر السابقة أن يتخذوها تحسباً لمثل هذا الموقف .

لم تأت الساعة الثانية عشرة ظهراً إلا وقوات أمل قد أجبرت على الخروج من مبنى المدينة الرياضية ، بل ومن منطقة الفاكهاني عموماً ، ومن محيط الجامعة العربية ، وتوصل المدافعون عن المخيمات إلى السيطرة على قصر العويني الكائن على طريق المطار ، وربطوا مخيم صبرا بمخيم شاتيلا ، ثم شقوا الطريق من هذين المخيمين إلى مخيم بئر حسين كي يربطوا هذه المخيمات بمخيم برج البراجنة إلى الشرق من طريق المطار .

لكن قوات ( أمــل ) احتفظت بجيب استراتيجي على الزاوية الشرقية لمنطقة شاتيلا ، ولم تسلم بقية المخيمات الفلسطينية من اشتباكات متقطعة مع أمل ومن معها كما حدث في مخيم المية ومية في الجنوب ، ولكن التركيز الكثيف كان على صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة .

انطلقت حرب ( أمــل ) المســـعورة تحصد الرجال والنساء والأطفال ، ولم تتوقف عند هذا الحد وإنما امتدت أيديهم القذرة لتطول المستشفيات ودار العجزة ..

لقد أحرقوا بنيرانهم بعض غرف الطابقين الرابع والخامس من مستشفى المقاصد الخيرية كما احرقوا جزءاً من دار العجزة !!! .

كانت أمل في وضع متميز لأنها كانت قادرة على الكر والفر ، وهي التي كانت تفرض المعركة متى أرادت ، أما المقاتلون الفلسطينيون فكانوا يدافعون عن أنفسهم ، ولا يملكون التراجع عن مواقعهم .. ورغم ذلك فقد عجزت أمل عن الصمود أمام المقاتلين الفلسطينيين فترة طويلة .

اللــواء الســـــادس يدخل المعـركــة :

أصدر المجرم المحترف نبيه بري أوامره لقادة اللواء السادس في الجيش اللبناني لخوض المعركة وليشارك قوات أمل في ذبـح المسـلمين الســنة في لبنان


ولـم تمض ساعات إلا واللواء السادس يشارك بكامل طاقاته في المعركة وقد قام بقصف مخيم برج البراجنة من عدة جهات .

ومن الجدير بالذكر أن أفراد اللواء السادس كلهم من طائفة الشيعة

وقد خاض هذا اللواء معارك شرسة ضد المسلمين السنة في بيروت الغربية .

وفي الساعة السابعة من صباح الثلاثاء 21 / 5 / 1985 م ، وجه اللواء السادس نداءات بواسطة مكبرات الصوت إلى سكان المخيمات تطالبهم بإخلائها تجنباً للقصف ، وقد سارعت العائلات على الفور بالنزوح من منازلها واللجوء إلى المدارس والمساجد والأحياء الآمنة .. كما دخل الصليب الأحمر المخيمات لإخلاء المصابين ، وتم دفن بعض القتلى .

لم تدم هذه الهدنة إلا وقتاً قصيراً ، ففي السابعة والنصف عاد القصف مرة أخرى من طرف أمل ، وتوقف نقل الجرحى وظلوا ينزفون حتى الموت .. حتى أن بعض التقارير قالت : إن طفلاً من المصابين يموت كل خمس دقائق .

وعندما تبين لكل ذي عينين هدف ( أمــل ) التآمري تحركت القوات العسكرية المحسوبة على أهل السنة في لبنان ، ففي يوم الثلاثاء 21 / 5 / 1985 م ، دخلت قوات " شاكر البرجاوي "

و " المرابطون " في معارك مع أمل في منطقة الطريق الجديدة ، وشارع حمد ، ومحيط جامعة بيروت العربية ، كما أقاموا نقاط تفتيش مشتركة مع الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة خارج صيدا ، وقد أربك هذا العمل خطوط أمل الخلفية ، وكانت المعارك في قمة الضراوة في هذين اليومين : الاثنين والثلاثاء ، ويقال أن عدد القتلى وصل في هذين اليومين إلى 100 قتيل ، و500 جريح من سكان المخيمات وحدها .

وفي يوم 22 / 5 / 1985 م ، وفي الساعة 10ر12 انطلقت راجمات الصواريخ الفلسطينية من بحمدون وشملان وضهور العبادية ، لتدك مواقع أمل في الشياح والغبيري وبئر عبد ومنطقة السمر لاند .

وكان لهذا التطور الجديد أثره الكبير على سير المعارك ، وارتبكت قوات أمل وانتشر الرعب بين عناصرها المقاتلين .

ولجأت أمل إلى استخدام سلاح الحرب النفسية ، حيث أعلنت عن سقوط مخيمي صبرا وشاتيلا ، وراحت تكرر إذاعة الخبر في الأيام التالية : 26 / 5 ، و 27 / 5 ، و 30 / 5 ، و 31 / 5 وكانت كاذبة في كل ما زعمته عن سقوط صبرا وشاتيلا ، وأخذ نبيه بري يصدر التصريحات العجيبة في هذا اليوم ومن ذلك أنه طلب من أتباعه القضاء على الفلسطينيين خلال ساعة !! .

ومن الغرائب أن إذاعة مونت كارلو تذيع بيانات أمل ولا ترد منها شيئاً في حين كانت ترفض إذاعة البيانات الصادرة عن قيادة المنظمة .. ثم تزعم مثل هذه الإذاعات أنها مستقلة وليست طرفاً في مثل هذه الصراعات .

النظام اللبنانـي :

قصفت القوات الكتائبية المخيمات الفلسطينية بالقذائف المدفعية والصاروخية وذلك من مواقعها الشرقية ، وبادرت قيادة الجيش اللبناني ممثلة في ميشيل عون ولأول مرة منذ شهر شباط 1984م إلى إمداد اللواء السادس بالأسلحة والذخائر كاشفة بذلك عن تواطؤها المقصود مع أمل .


أما رئيس الحكومة اللبنانية رشيد كرامي وأمثاله من المحسوبين على السنة فكانوا يصدرون التصريحات الفارغة التي يمتصون بها نقمة الشارع السني لكنهم لا يقدمون شيئاً ولا يقفون مواقف فعالة ، وعلى العكس من ذلك فقد بقي كرامي والحص في الوزراة ، وكانا يطالبان بتدخل الجيش النصيري ، ويعلمان ما الذي فعله الجيش النصيري عندما تدخل عام 1976 م .

أما الأحزاب الوطنية واليسارية فهي تخشى أشد الخشية من نمو قوات أمل ، وتؤيد كل ما تريده سورية ، ورغم ذلك فقد راحت تطالب بوقف الاقتتال في المخيمات .