عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 08-10-2003, 07:33 AM
الاشعث النتي الاشعث النتي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 38
إفتراضي

**
*
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم مسلم فاهم
أشكرك شكرا جزيلا على هذه المداخلة الراقية التي ترقى بعض مستويات تراكيبها إلى مستوى الأدب الراقي.
أخي الكريم إنني في الفلسفة صفر على الشمال و قصارى ما أعرفه عن الفلسفة أنني حاولت الدخول إليها في مرحلة الدراسة الجامعية و ذلك بقراءتي كتاب بيرتراند رسل ( تاريخ الفلسفة الغربية History of Western Philosophy) و الذي شجعني على قراءته هو أن المذكور أستاذ في الرياضيات و لكنني عندما وصلت إلى الفصل المختص بالفيلسوف إسبينوزا و ضعت الكتاب جانبا و توقفت عن قراءة الفلسفة. لذلك فمعرفتي بالفلسفة كما قلت صفرا.
أما ما أعني به المسلمات فأعني به المسلمات الملموسة التي لا خلاف عليها مثل قولنا أن الشمس حارة لأنها مصدر إشعاع للطاقة ( بفعل التفاعل النووي الجاري داخلها) و من يجادل في ذلك فما عليه إلا أن يقف في الصحراء في الشمس و قت الظهيرة ليرى ما إذا كانت حارة أم لا. و أقول إن القمر بارد ( نسبيا ) مقارنة بالشمس لأنه بخلاف الشمس ليس مصدرا للطاقة (لنا ) كما هي الشمس. و أنا أعرف أن كل الأجسام التي لا تصل درجة حرارتها للصفر المطلق ( و لا يوجد الصفر المطلق على أرض الواقع) هي مصادر حرارية تنتقل الحراة من الأسخن للأبرد.
فأنا إذا عندما تطرقت إلى المسلمات إنما أقصد الموجودات الملموسة و لا أتحدث عن النظريات و على أية حال فإنه لا فكاك للعقل البشري من الإنطلاق من مسلماته إلى أن تتضح له مسلمات غيرها و فيما يتعلق بالدين أرى التسليم بمقاصد الخالق فيما غمض علينا على مراد الخالق عز وجل. ألم تر أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه لم كن يعرف معنى " فاطر السموات" حتى جاءه أعرابيان يختصمان على بئر يقول كل منهما " أنا الذي فطرتها". لا شك أنك لو سألت إبن عباس قبل أن يأتيه الإعرابيان من هو فاطر السموات سيقول الله فإن سألته ما معنى "فاطر" فسوف يقول " لا أدري" و مع ذلك فإيمان بن عباس غير منقوص طالما أن سلم بأن الله فاطر السموات على مراده عز و جل.
أما النظريات فإنني أعتقد شحصيا أنها سوف تستمر في جدل و على الأقل عندما تصل الأمور بنا إلى سر الخلق لأنني أعتقد أن الله يحتفظ بسر الخلق الأعظم لنفسه. أعتقد أننا قد نقترب من الحقيقة و لكننا لن نصل إليها أبدا بشكل مطلق ذلك أنني أعتقد أن معرفة الحقيقة الكاملة من صفات الكمال التي ينبغي أن ينفرد بها الخالق ذو الكمال المطلق.

أما ما ألمحت إليه أخي الكريم من موضوع الصوت فإنني أفرق بين الظاهرة ( و هي عبارة عن طاقة في شكل ذبذبات ) كونها مسلمة و بين المتلقي. الظاهرة موجودة ساعة حدوثها ( إيجادها) فإن وجد المتلقي إستلمها بأدواته ( السمع مثلا بالنسبة للكائن الحي ) و اهتزاز صفحة الماء في المستنقع المجاور. عدم وجود متلق عاقل لا يعني عدم وجود الظاهرة بدليل إهتزاز الماء. هذا الماء سوف يهتز بطاقة الظاهرة سواء شهدنا ذلك ام لم نشهده. وعينا بالجود ليس هو الوجود و لكنه مترتب عليه بدلالة وجوده قبلنا و بعدنا و في حالة نومنا و غيبوبتنا هذا هو الواقع أما الخيال فقد يكون تخيل موجود أو غير موجود و هذا من صنف الفكر البحت الذي قد ينفك عن عالم الملموس إلى عالم التفسير أو التخيل. و عندما أقول الوجود فأرجو أن يعلم دائما أنني أقصد هذا الكون المحسوس الذي نعيش فيه لأنني عاجز – بالضرورة – عن تصور وجود مخالف ذلك لأنني لا أملك إلا أدوات لمعرفة هذا الوجود و لا أملك أدوات لمعرفة وجود غيره.
و الله – العدل- لا يكلف نفسا إلا وسعها و سوف أحاسب على فهم ما أفهم بما أملك من أدوات و لا أظن أن أحاسب على فهم أمر بأداة لا املكها بسبب كيفية خلقي. هذا مع إيماني المطلق بأنه تعالى لا يسأل عما يفعل و هم يسألون.
و الخلاصة أنني أفرق بين الحدث و الحس بأن الحس مجرد إحساس بالحدث و تابع له من حيث الترتيب الزمني و أن عدم وجود الحس لا يعني إنعدام المحسوس سواء توفرت له وسائل الإنتقال أو لم تتوفر.
كما أنني أؤمن بالغيب إيمانا مطلقا مع التزامي بتدبر خلق الله و كونه إنصياعا لأوامر التدبر و التفكر في القرآن الكريم التي تزيد أضعافا مضاعفة عن الأوامر بالعبادات.
أشكرك أخي الفاضل و أرجو ألا أهزم بنفسي أهداف دخولي الأساس الذي كان يهدف إلى لإلتقاء على ما يجمعنا و الإبتعاد عما يفرقنا و التسليم بذات الله و صفاته و اسمائه على مراده عز و جل.
و سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

*
**