الموضوع: منكرات الأفراح
عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 12-07-2005, 05:05 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى ، له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فالق الحب والنوى ، وإليه المرجع والمأوى ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل الخلق وخير الورى ، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بسيرته وبسنته اقتدى . . أما بعد :
فما أشرت إليه في الخطبة الأولى من المنكرات التي تعج بها أفراح المسلمين اليوم ، ما هو إلا قليل من كثير ، وغيض من فيض مما نشاهد ونسمع ، عن تلكم المهازل التي عمت بها البلوى وطمت ، ولا يرتاب عاقل عارف بمصادر الشريعة ومواردها أن تلك الأمور منكرة ومحرمة ، وأن ذلك انحدار إلى الهاوية ، نسأل الله السلامة والعافية .
أمة الإسلام : كيف نرضى وقد سلم الله بلادنا ولله الحمد من استعمار الكفار ، ثم نرضى باستعمار القلوب والعقول بالأخلاق السافلة ، والأفكار المنحرفة ؟ كيف نرضى وقد من الله علينا بالتقدم بهذا الدين ، أن نرجع إلى الوراء بالبعد عن تعاليمه وتشريعاته ، يقول الله تعالى : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " فالكل تحت مظلة هذا الدين القويم الذي ارتضاه لنا ربنا ، فكل السكنات والحركات خاضعة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكيف يجدر بنا أن نتركه ونرغب عنه لعادات زائفة وتقاليد واهنة ، أوهن من بيت العنكبوت .

أيها المسلمون : ترفعوا عن السير وراء هذه التيارات الجارفة ، والعادات المزيفة ، واعلموا أننا متى سرنا وراء ذلك السراب الخادع ، بدون العرض على الشريعة الغراء ، فستكون نتائج ذلك وثماره حلول بلاءٍ لا يمكننا رفعه ، ولا نستطيع دفعه ، فقابلوا تلك التيارات والشعارات القبيحة ، بقوة الإيمان ، وبسالة الشجعان ، وألا ندع لها مكاناً في مجتمعنا ، لنكون أمة رفيعة منيعة ، تعتز بدينها ، فوالله من ابتغى العزة بغير هذا الدين أذله الله على رؤوس الخلائق أجمعين ، فلا فوز ولا فلاح ولا تقدم ولا نجاح إلا بالتمسك بعرى هذا الدين الحنيف ، والأخذ على أيدي السفهاء من الشباب والنساء ، فلا بد من قوامة الرجل على المرأة ، فـ " الرجال قوامون على النساء " ، وألا يرضخ الرجل لكل شاردة أو واردة تعرضها عليه المرأة ، وألا يستجيب لكل أمر ونهي ، فزمام الأمور بيد الرجل ، ولو ترك للمرأة أن تسرح وتمرح وتحكم كيف شاءت ومتى شاءت لحصلت المفاسد والفتن ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " [ أخرجه البخاري ] ، فلا بد أن يكون الرجل عاقلاً حكيماً ، يقدر للأمور قدرها ، ويعرف لها حقها ، فلا ينصاع لما تمليه عليه النساء ، بل يأخذ الحق وما وافق الشرع ، وينبذ ما سوى ذلك مما دخل علينا من أعدائنا من موضعات وتقليعات يرفضها الإسلام وينبذها .

أمة الإسلام : يا أهل الغيرة والدين ، يجب على كل من علم بمنكرات في ليالي الأفراح والأعراس أن ينكرها ، ويبادر بمناصحة أهلها لتغييرها ، فإن لم يتغير المنكر ، وجب عليه الخروج ، ومنع أهله من حضور تلك الليالي الحمراء والظلم الدهماء ، إنكاراً للمنكر ، وغضباً لله تعالى ، فاتقوا الله عباد الله ، وراجعوا دينكم ، وحاسبوا أنفسكم ، وزنوا أعمالكم ، فالموت أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد ، هذا وصلوا وسلموا على النذير البشير والسراج المنير ، والرحمة المهداة ، والنعمة المسداة ، نبينا محمد عليه أفضل صلاة وأزكى سلام ، فقد أمركم الله بذلك فقال عز من قائل سبحانه : " إن الله وملائكة يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد ، وعلى الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم من أراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ، وأدر الدائرة عليه ، ورد كيده وبالاً عليه ، اللهم طهر مجتمعات المسلمين من كل فاحشة ورذيلة ، وكل عادة دخيلة ، اللهم ُمنّ علينا جميعاً بالتوبة النصوح التي تمحوا بها ما سلف من الذنوب والعصيان ، اللهم ياحي ياقيوم ياذا لجلال والإكرام ، نسألك أن تنصر إخواننا المسلمين في العراق وفلسطين ، وأفغانستان والفلبين ، وفي كل مكان يا رب العالمين ، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً ، اللهم كن لهم مؤيداً ونصيراً ، ومعيناً وظهيراً ، اللهم عليك باليهود والنصارى فإنهم لا يعجزونك ، اللهم شتت شملهم ، وخالف بين كلمتهم ، واجعلهم غنيمة للمسلمين ، اللهم ارحم أموات المسلمين ، واجعل قبورهم روضات من رياض الجنة ، ولا تجعلها حفراً من حفر النيران برحمتك يا أرحم الراحمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، برحمتك يا عزيز يا غفار . عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون