عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 02-08-2004, 04:47 AM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي


إذا كان الامر هو إحلال قوات عربية و اسلامية مكان قوات الاحتلال في العراق فهذا رائع و هو المطلوب تماماً.

و لكنني استبعد حدوث ذلك

ببساطة لأن الامريكان لم يأتوا من كل هذه المسافة و يقدموا كل هذه الخسائر البشرية و المادية من اجل ترك الكعكة للمسلمين و يرحلون.


هذا ضد مفهوم الحرب الاستباقية الذي روجت له امريكا و غرضها نفط العراق و التواجد الدائم في تلك المنطقة الحيوية من العالم الاسلامي.




إذن ما الذي يحدث و هذا كلام الرجل؟


من الواضح ان امريكا تعاني من حالة تمزق و تيه نتيجة لاسباب ثلاثة اقولها بموضوعية تامة:-

1. المقاومة الشديدة سواء تلك التي تستهدف القوات الامريكية او البنى التحتية و البشرية لحكومة علاوي العميلة.

2. عدم نجاح امريكا في إحراز نتيجة مخططها رغم مرور اكثر من عام على الاحتلال ، و كل يوم يتأكد لها ان إحلال الاستقرار في هذا البلد ، وسحب قواتها بعيداً عن المدن ، ثم اللغ في نفط العراق و خيراته لم يتحقق و لا يبدو في الافق انه سيتحقق.

3.مسرحية تسليم السلطة الى حكومة عميلة لم تجدِ في إطفاء جذوة المقاومة بل على العكس ربما سعّرتها.


بناء عليه ، ومن هنا تأتي جولة باول الاخيرة في المنطقة ، و لجوءه للسعودية بثقلها الديني الكبير لتخرج علينا بهذه المبادرة المحيرة.


فاذا كانت امريكا حقاً تريد قوات عربية و اسلامية تحل محلها في العراق فهذا يعني بدون شك انها هُزمت عسكرياً في العراق و تريد صيغة للإنسحاب تحفظ لها ماء وجهها و ما تبقى من هيبتها ، و ذلك عن طريق عملاءها في المنطقة و بإرسال قوات اسلامية تحافظ على حكم علاوي ، حتى تستفيد على الاقل سياسياً من هذا الاحتلال المكلف.

هذا الاحتمال مستبعد فاعتقد ان الحرب لم تنته بهذه السرعة ، و خروج امريكا من اراضي العراق سيثير المقاومة ( التي هي في معظمها اسلامية ) ضد علاوي و طغمته الحاكمة و الامريكان يعرفون ان ما من قوات اسلامية يمكنها ردع هؤلاء إذا كانت اقوى قوة عسكرية في الارض لم تتمكن.


و لكن اذا دخلت القوات الاسلامية و انتشرت في المدن بينما تنسحب القوات الامريكية الى قواعدها في الصحراء للتدخل عند الضرورة فقط و بسلاح الطيران فإن في الامر نظر.


على اي حال

الحديث عن هذه المبادرة السعودية لازال مبكراً ، و لم تتضح معالمه فقط ،و الامر لازال يبدو كبالون اختبار لقياس ردات الفعل.


لا خير في حكوماتنا الخاضعة لامريكا الى درجة مقرفة ، و هذا هو سبب الريبة التي اجتاحتنا فور سماعنا لأخبار ارسال هذه القوات.


الايام و الاشهر القادمة ستبين حقيقة الموقف و ليس اي مؤتمرات صحفية ، خصوصاً اذا كان بطل هذا المؤتمر يتولى الكفار ضد المسلمين ، و يفرش السجاد الاحمر لعملاء امريكا و يعترف بهم و يعتبرهم اشقاء.


إنه يستقبل رئيس وزراء تقصف بيوت الامنين من شعبه بالطيران الامريكي (منازل الفلوجة هذه الايام مثلاً ) و هو لا يستطيع حتى ان يندد ، و مع هذا يرحب به و يُستقبل استقبال الفاتحين المحررين.

و لكن لا غرو

فالطيور على اشكالها تقع.
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ