عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 05-06-2007, 08:36 PM
redhadjemai redhadjemai غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 1,036
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى redhadjemai
إفتراضي

تابع ...
1. المثال الأول : وهو الأفدح في نتائجه ، والذي انتهى فيه أصحاب شهوة الدم إلى قتل مسلم فاضل أحب وطنه ودينه فقام يقدم ما باستطاعته لتحديث الدين ودفع الأذى عن الوطن ، هو طيب الذكر الدكتور "فرج فودة" بفتوى من جماعة مشايخ التكفير المعروفة بجبهة علماء الأزهر ، ويكفينا هنا قول واحد للدكتور "محمود مزروعة" بشأن الدكتور "فرج فودة" وأشك أنه فهم من كلام فرج شيئاً "إن الذي يدعو إلى تعطيل العمل بشرع الله ويطالب بتطبيق القانون الوضعي المرتد.. ويجوز لآحاد الأمة أن ينتخبوا من بينهم من يقوم بتطبيق الحد عليه" ، وحتى تاريخه لم تتم محاسبة هذه الجماعة بتهمة التحريض على القتل وتشريعه والشراكة فيه في قضية واضحة هزت وجدان الوطن ، ومن يومها لم يتحرك أحد في الوطن؟
2. المثال الثاني : ويخص صاحب هذا القلم المتواضع بعدما نشره في روزاليوسف في 98/ 1999 فشنت عليه حمله تشويه واغتيال معنوي واسعة نقتطع منها بإيجاز شديد ما يلتقي وموضوعنا ، بعض ما كتبه رئيس تحرير صحيفة الحقيقة الإسلامية في أعمدة طويلة بالصفحة الأولى بتاريخ 8 / 5 / 1999 "دأب الدكتور سيد القمني على إثارة الشكوك في الأحكام الشرعية ، فيما يسمى المعلوم من الدين بالضرورة التي لا يشك فيها مؤمن وإلا صار مرتداً ، فقد أنكر السنة المحمدية ، ومنكرها كافر بإجماع الآراء". وفي مناخ كمناخنا يكفي أن يصدر هذا القول لتتطوع إلى تنفيذه آلاف الأيدي متوضئة أو نجسة أو قذرة بعد الإفتاء لآحاد الأمة بمشروعية تنفيذ حد الردة.. الحد الذي لم يقض فقط على مبدأ حرية الاعتقاد المقدس ، بل أيضاً على حرية التفكير أو حق المواطن في يقول ما يراه في صالح وطنه.
3. المثال الثالث : ويتعلق بشيخ أزهري مجتهد يسري عشق الإسلام في عروقه هو الدكتور "صبحي منصور" ن وقد اجتهد بشروطهم ، وهو رجل منهم ، وتنطبق عليه كل الشروط التعجيزية الواجب توافرها في المجتهد ، وهو رجل نختلف معه كثيراً ، بل لا نقف معه على أرضه بالمرة ، لكن لا يمكننا أن ننكر جهده وما بذله في سبيل ما اهتدى إليه عقله وبحثه ، وحقه في أن يقول ما اهتدى إليه ويعلنه لأبناء وطنه لمن شاء التصديق ولمن شاء الرفض ، فكانت مكافأته على البحث وسهر الليالي في سبيل ما رآه في صالح الدين والبلاد أن هبط عليه رجال الأمن يقبضون عليه ويأخذون أوراقه وأقلامه باعتبارها أسلحة فتاكة تهدد أمن البلاد ، بعد أن اتهمه الأزهر بتهمه إنكار السنة ، وبعد حمله تجريس خرج الرجل من حبسه ليبدأ سعياً موجعاً للحصول على قوت عياله ، بينما يعيش أصحاب القرارات الأزهرية العالية في نعيم البلهنية.. فما أقسى قلبك على أبنائك المخلصين يا وطن !
وقد قصدنا مثال الدكتور منصور عن عمد لما قدمه من اجتهاد بشأن حد الردة في الحديث "من بدل دينه فاقتلوه" ، وهو ما يفضح أسانيد الكبار وجمودهم عند نصوص منكورة تطال رقاب العباد ليأكلوا طعامهم الهنيء مغمساً بالدم البريء ، كما هو ديدن سدنة الدين عبر التاريخ ، ذلك الحديث الذي لم يستخدم مرة إلا وكانت وراءه أغراض دنيوية ونزعات ثأرية منذ فجر الإسلام مروراً بالطبري السهروردي حتى فرج فودة.. ومنعاً للإطالة سأسمح لنفسي بإيجاز ما كتب منصور على طريقتي في تفنيده لسلامة الحديث المذكور.
في سند هذا الحديث سنجد الراوي الأول الذي تعود إليه عنعنات الحديث هو "عكرمة" ، كان عبداً عند "عبد الله بن عباس" ، وعنه روي الحديث المذكور ، فماذا عن "عكرمة" هذا؟ "إنه كذاب" هكذا بالفصيح الواضح وصفه "ابن سيرين" ، ومع ابن سيرين شهود عيان معاصرون لعكرمة نستمع لشهادة الأول "ابن أبي ذئب" وهو يقول "رأيت عكرمة وكان غير ذي ثقة" ، أما الثاني فهو "سعيد بن جبير" فكان يعبر عن شديد انزعاجه مما يروي "عكرمة" للناس قائلاً : "إنكم لتحدثون عن عكرمة بأحاديث لو كنت عنده ما حدث بها" ، لذلك كان رأي "سعيد بن المسيب" لإيقاف "عكرمة" عن كذبه "أن يلقي في عنقه بحبل ويطاف به" ، وكان ينذر عبده "برد" ويتوعده بقوله :
"لا تكذب علي كما كذب عكرمة على أبن عباس" ، حتى انتهى الأمر بعكرمة مقيداً بالأصفاد ملقى على بابا كنيف "علي بن عبد الله بن عباس" ، فإذا سأله أحد عن قسوته على عبده رد قائلاً : "إن هذا الخبيث يكذب على أبي".
أما الراوي الأخير الذي أخذ البخاري من فمه وعليه كل المصداقية "أبو نعمان محمد بن الفضل" ، وقد اعترف البخاري عليه بأنه "قد تغير عقله" أي أنه أصيب بالخرف وهو ما شهد به "أبو حاتم" في قوله عنه "اختلط عقله في آخر عمره" ، وأجمع على ذلك معهم أسماء لامعة كأبي داود والدار قطني ، وأبن حبان الذي قال عنه : "اختلط عقله في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث فوقع في حديثه من المناكير الكثير".
وهكذا أنت مع هؤلاء بين أمرين ، إما أن تقبل أحاديث القتل على علاتها حتى لو كانت معورة بالكامل وفاسدة الأصول ، وهو أمر لا شك يعلمونه ومع ذلك يقيمونه سيفاً بأيديهم مما يشير إلى أن الأمر رغبة خاصة لا مسألة دينية حقاً وصدقاً ، وإما أن تقول للناس ما علمت من المخفي في سراديبهم المغلقة فيخرجونك من الملة ويتهمونك بالردة بذات الحديث المنكور الذي قمت تثبت لهم ما يعلمونه من خفاياه سلفاً … هذا إذا كانوا حقاً يعلمون فإن كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة ، وإن كانوا يعلمون ويقتلون به العباد منذ فجر تاريخنا غير الجميل.. فالمصيبة والجريمة أعظم !! ومازال لنا مع موقفهم من حرية الاعتقاد والتفكير مواقف وحديث.. ربما قد يطول

__________________