عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-10-2006, 05:12 PM
redhadjemai redhadjemai غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 1,036
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى redhadjemai
إفتراضي البنية الموسيقية في اللغة العربية بين النطق والسماع واستحضار روح المعنى _للنقاش

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /

لكل لغة في العالم بنيتها سواء في اللفظ أو في المعنى ،تحكم الصورة الذهنية الناتجة من تلقينا لها سمعا أو قراءة أو كلاما ..
وليس من باب التعصب إذا قلنا أن لغتنا العربية لها من هذا الحظ نصيب كبير لتنوع أغراضها ، فمنذ القدم كان لهذه اللغة تنوع في التصوير جاء في بلاغة من نقلوا إلينا أفكارهم في زمن كانت العربية لا زالت تلبس طيلسانها الجميل ..
وإن النظر لأمر كهذا لا يتأتى إلا لمن له ملكة في استقبال اللفظ ممزوجا بمعناه ، فالكلمة التي هي لفظ ورسم وإشارة لمشار إليه ، له كيان في مكان ما ضمن زمن ما ..نتذوق جمالية وجوده أو التعبير عن وجوده وفق جمالية ما ، والكلام عن الجمال لا يرتبط فقط بصورة ملموسة أو محسوسة بالبصر ، فالكلمة في اللغة العربية لها الوجه الذهني الذي يكتسي الصورة المتلقاة لدينا والتي تشكل مع أركان كيان الكلمة المعنى وفهمنا له أو تذوقنا له ، أو لتمثله ضمن صورة جمالية ...لعلني في هذا السياق أشير إلى الشعر ..نعم..فالشعر لون لغوي جمالي يلبس تلك الحلة لتلطيف توصيل المعنى أو لتضخيم الحكمة فيه وتبيانها بشكل جميل اللفظ والبنية والمعنى يقع موقع السيف في الهجاء ..وموقع اللمسة المثيرة والمغرية للروح غزلا ..ويورث الهم والحزن ويجري الدمع رثاء لميت أولوما لحبيب متجن أو مفارق ..
وكان القرآن الكريم كلام المولى عز وجل ..الحامل بالإطلاق للنافع من تلك الأغراض مع تبدل الحكمة بوجه علو وجلال قائله الذي ليس كمثله شيء بحكمة ترتبط بكيان علوي وبنفس تهفو إلى جمال وسكن ورضى من منزله على الرسول صلى الله عليه وسلم..ويقع الحزن منها أشد موقع لوعيد لمن خالف فطرته وابتغى ما لا يرتقي به إلى ذلك المبتغى من الرضا ..
ولا أظن أنه يختلف معي في سلامة فطرة من ابتغى لنفسه الترويح عنها ببديع كلمات الله من فم طاهر يلهج والجا القلب قبل الأذن ...والوصول لهذا المنزل لا يكون إلا بسلامة السمع الذي لا يكون إلا بسلامة الفهم والتذوق للمسموع بنطق صحيح ..فلكل حرف مخرجه ولكل كلمة وزنها ولكل سطر معناه الباطن ذهنيا والظاهر رسما في الكلمة والحرف والمعنى المتمثل لصورة أو فكرة علوية ، واستقامة هذا كله لا تكون إلا بتذوق للمعنى وتلذذ بغرضه أيا كان ...ألا يجد بعضكم اللذة في الحزن والدمع حين يخشع في تأمله للكون وفناء سكانه وأجزائه ..ألا نجد لذة للحزن حين نسمع مرتلا مجيدا لآية من القرأن ....إن لحظة الإمتزاج تلك مع شيء نحسه ولا نراه ولحظة الجمال بثوب تلبسه الروح ولانراه ، لهي توافق مع الكون ومع ما صبت قوالبه من حكم عالية غالية ، لبست ثوبا من الجمال في الموجودات ،وثوبا من الدلال في كل مايحمل صفة الجمال بيد الصانع الذي لا يضاهيه وليس فوقه صانع ..إنه الله ..اسمه تلك الكلمة ..ذات الراحة والروح في بنيتها ..ألا تجدون أن الهاء في نهايتها لتختلف اختلافا غريبا عن هاء الآه هي أخف والأخرى اثقل ...؟؟؟؟
من هنا ستكون البداية لنكمل جميعا ولنقف على رونق وجمال هذه اللغة ..ولنعرف بعض أسرار موسيقاها ....لتتحرك أفكارنا دون نقل ، وليستثار الجمال في نفوسناوعقولنا ولتتجلى لنا الحكمة بما نسمع ..فيما نقول ونسمع

يتبع شكرا لمتابعتكم
رضا
الرد مع إقتباس