الخاسران !!
*
هبَّ النسيمُ بعطر ِ حسنا عابرة ْ
فيها الأنوثة ُ مغرياتٌ ثائرة ْ
حييتها وعلى الجبين ِ تعرقٌ
فتوردتْ خدا فبانتْ زاهرة
قلت: اسمحي لي يا قميرُ جراءتي
ومبادراتي بالحديث مباشرة ْ
إني رأيـْتـكِ فالتهبتُ من الهوى
يا غادة ً فيها المفاتنْ باهرة ْ
فتبسمتْ وتلفتتْ كي لا أرى
خجلَ الغواني واستمرتْ سائرة
فتـَـبـِعتـُها خطوي يسابق خطوها
وعلى الشفاهِ تساؤلاتٌ حائرة !
خفـَـقانُ قلبي كالسياط يزفني
والعطرُ يجذبني وحسنُ الساحرة
***
قلت: اسمحي لي يا فتاة فأنني
رطبُ المشاعر لستُ ذئبَ مغامرة ْ
ما لي لديك من المطالب في الهوى
إلا استماعَ تلوُّعاتٍ شاعرة ْ
فتوقفتْ والجدُّ يغمرُ قولها
إني فتاة ٌ للمشاعر ِ قابرة ْ
قلت: المقابرُ قد تكون لجنة ٍ
دربـًـا لحُور ٍ في الجنان الناضرة
قالت: وصية أمنا كنزٌ لنا
فالدهر علـَّمها فأضحتْ خابرة
كانت وصيتها لكل بناتها
يحذرنَ كلَّ مؤشر ٍ لمغامرة
إنَّ الذئاب إذا رقصتَ لشدوها
نهشتكَ نابٌ والأظافرُ غائرة
والذئبُ لا يدري وليس يُهمهُ
ألمُ الضحيةِ والدماءُ الطاهرة
والذئب ليس يهمه في صيدهِ
شرفُ الشريفةِ أو مهانة ُ داعرة
الشحمُ واللحمُ المغذي همهُ !
والروحُ تصعدُ في عِدادِ الآخرة
والعظمُ يبقى في الترابِ لحينما
يأتي اكتشافٌ للشعوبِ الغابرة !
في لعبة الصيدِ الصوابُ لقوة ٍ
والموتُ حتمـًا للشياه ِ الصابرة
وتسجلُ التاريخ َ رؤية ُ كاسب ٍ
والشاة ُ تقرؤه بكلِّ مثابرة !
فتوقفَ القلبُ المولـَّـهُ برهة ً
وجهـِـدتُ أبحث ُ في دروبِ الذاكرة
عن مخرج ٍ من درسها وحديثها
فألحقُّ فيهِ على غِـنىً بمناصرة
فعجزتُ في بحثي وقلتُ لعلني
أوفىَ نصيبـًا لو هجمتُ مباشرة
****
هونـًا مفكرتي الجميلة َ يا عجيبة ْ
يا عنفوانـًا جامحـًا بقوىً رهيبة ْ
تتحدثينَ عن الذئاب وهل نسيتِ ؟
مع الذئاب على الدروب تجوب ذيبة ْ
ما أحمرُ الشفةِ الذي تبدينه ُ
إلا دماءَ ضحيةٍ ماتتْ نحيبة ْ
وأظافر ٍ حمراءَ تحسبها طلاء ً
من طلاءاتِ الحضاراتِ المريبة
فإذا تكشفتِ الحقائقُ وانجلى
كنهُ الحقيقة عن نقيضاتٍ عجيبة ْ
بانتْ لقيس ٍ أن َّ ليلى ذئبة ٌ
فدمُ الضحايا فاحَ ريحاتٍ كئيبة ْ
تتحدثين عن الذئاب كظبية ٍ!؟
عجباهُ ! أختُ الذئبِ يا حسناءُ ذيبة
**
فتبسمتْ وكأنها عطفتْ على
ذئب ٍ بلا ناب ٍ يجوعُ مجاهرة ْ
قالت: أقدمُ باقة ً مملوءَة ً
عَجبا بشعرك والبلاغة ُ ساحرة
إنَّ المعاني والبيانَ قهرتها
فتألقتْ بعبارة ٍ وبخاطرة
لكنما عَجبي توقفَ ها هنا
بيني وبينكَ جيلُ حربٍ خاسرة
فتزلزلتْ أرجاءُ معتادٍ على
باقاتِ وردٍ أو شفاه ٍ فاغِـرة
فسألتها: هل أنتِ دمية ُ ( باغـَةٍ )
لا قلبَ يخفقُ ؟ رغمَ أنـَّـكِ شاعرة ْ
قالت: أ تصدقُ إنْ طلبتُ معونة ً؟
والسترُ منكَ على المرؤة ِ بادرة
فأجبتها توًا بدون تردد ٍ:
رجوايَ ذاكَ وفرحتي لك ظاهرة
قالت: فؤادي قدْ تعلقَ عنوة ً
بصديق ِ عُمركَ هل تجد ليَ باخرة ؟
فأجبتها والدمعُ ملءُ جوانحي
ودعتهُ مع عرسهِ بالطائرة !
فتوردتْ منه الخدودُ وأمطرتْ
دمعـًا سخينـًا والمرارة ُ سافرة ْ
نظرتْ إلي بنظرة ٍ ممزوجة ٍ
ألمًا بدمع ٍ واللواحظ ُ حائرة ْ
و كأنها فطنت لحجم ِ تألمي
فتلطفتْ وتأهبتْ لمغادرة
أسفى فقلبي في سواك مكبـَـلٌ
فلذا كلانا في مساربَ خاسرة
سأسيرُ في دربي وأذكرُ شاعري
بقيتْ قصيدكَ في ركابكَ سائرة ْ!
@@
__________________
*
يعيرني أني لقوميَ أنتمي
فقلت لهُ: إني بذاك فخورُ
سلاسل أنساب ٍ لنا عربية ٌ
و قومٌ كريمٌ كلهمْ و جسورُ
و ( أنتَ ) إذا صحَّ انتسابك للذرىَ
فلا شكَّ فرعٌ يابسٌ و صغيرُ!
*
|