عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 07-09-2006, 09:58 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
Exclamation أخطر من العدو ؛ المرتدون


أخطر من العدو ؛ المرتدون

[الكاتب: محمد بسام يوسف]

لم يعد خافياً على أي مسلمٍ في الأرض، الدور المدمِّر الذي تقوم به فئات من الناس المحسوبين على المسلمين والأمة الإسلامية، فقد لعب هؤلاء - ويلعبون - أخطر الأدوار على الأمة، لأنّ العدوّ مهما بلغت قوّته، فإنه لن يستطيع أن يدمّر إلا سياج الأمة الخارجيّ.. أما هؤلاء وأمثالهم، فإنهم يتغلغلون في صفوفها باسم إخوّة الديِن أو العروبة، فيفتّتون الأمة من داخلها، ويُعمِلون فيها معاول التدمير الداخليّ: تدمير العقيدة، وتدمير الفِكر، وتدمير الثقافة، وتدمير الأخلاق، وتدمير كل بذرةٍ خيّرةٍ يمكن أن تُغرَسَ في تربة الأمة الصالحة!
لقد وعى عدوّنا على مرّ التاريخ، ذلك الدور المدمّر الذي يمكن لتلك العناصر المحسوبة على المسلمين من إتقانه وإنجازه، فوفّر على نفسه القيام بدورٍ مكلفٍ ولا يؤتي الثمار التي يحققها له أمثال تلك الفئات الخائنة، التي باعت دِينها وأمّتها ووطنها بثمنٍ بخس،
بعد أن فقدت الضمير الحي، والمروءة والشهامة، وقبل ذلك باعت كرامتها وشرفها في سوق النخّاسة.. فكان من هؤلاء الباطنيون والحشاشون والطوسيون والعلقميون وأعوان بن سبأ وغيرهم..

وكان منهم حديثاً
هؤلاء الذين نشهدهم صباح مساء يتباهون بخياناتهم ومروقهم ونذالتهم، ويتجرّؤون بخسّتهم وانحطاطهم وحقدهم المركّب الأعمى، على أمة العرب والإسلام، وقد وجدوا لأنفسهم مكاناً مرموقاً في هذا العصر الأميركيّ الغربيّ الصهيونيّ الصليبيّ، حيث تكون الخيانة ويكون الارتداد على الأمّة هما جواز السفر الوحيد، الذي يعبر فيه أمثال هؤلاء المجرمين إلى قلب البيت الأبيض والكونغرس والكنيست وأوكار الصليبية العالمية!

ليخسأ هؤلاء المارقون، فالأمة شبّت عن الطوق، وأعمالهم الدنيئة لن تصيب إلا نفوسهم المريضة، والله عز وجل سيُتِمُّ أمره في هذه الأرض، شاء أولئك الخونة أم أبوا، وشاء أربابهم المزيّفون أم أبوا، ثم لهم في الآخرة بعد الدنيا، سوء المنقلب، حين لا ينفع فيها مال ولا بنون، ولا بوش ولا بلير ولا شارون ولا كل كلاب الصهيونية والصليبية الحاقدة.. لهم الذل والخزي والعار والشنار في الدنيا، والعذاب الشديد والدرك الأسفل من جهنم في الآخرة، وإنّ هؤلاء المارقين وأمثالهم، لن يستطيعوا أن يفرضوا واقعاً شاذاً علينا وعلى أمّتنا، وسيأتي اليوم القريب -بإذن الله- الذي يُحاطُ فيه بهم وبفضائحهم ونذالتهم، وسيلقون نتائج غيّهم وحقدهم واستكبارهم وتجبّرهم الوهميّ، فالعزّة لا تُجنى من عدوّ الأمة الكافر الفاجر، الذي سيتخلّى عنهم كما فعل مع غيرهم لدى شعوره بالخطر، وسيكونون -في الدنيا- حطبه الذي سيوقد به درب خلاصه من المآزق التي وضع نفسه بها، وحطب جهنّم في الآخرة.. جزاء اقترافهم أفظع الخيانات والأعمال بحق الأمة وأبنائها ..
فلينتظر هؤلاء يوماً قريباً بإذن الله،
يتسربلون فيه بقذارات خياناتهم وارتدادهم على دينهم وأمّتهم!


* * *

المُرتَدُّون:

إنّ اعتناق المسلم لدين الإسلام يعني أنه أعلن تبنّيه للأسس التالية وعاهد الله عز وجل على ذلك:

1) أنّ الله سبحانه وتعالى هو الإله الواحد الذي يتوجّه الإنسان المسلم إليه بالعبادة، والطاعة والخضوع التام.

2) الاعتراف بأنّ عبادة الله عز وجل هي التوجه إليه في كل أمرٍ من أمور الحياة، والخضوع إليه خضوعاً كاملاً، والتذلّل له، مع إرفاق ذلك بمحبته الكاملة سبحانه وتعالى.

3) أن يؤمن بهدف الإسلام العظيم وأصله الأول: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).. وهذا الإيمان يقتضي من المسلم - فيما يقتضيه - الالتزام التام الصارم بالأمور الثلاثة التالية:

أولاً: نبذ كل إلهٍ أو ربٍ غير الله عز وجل، فلا يتّخذ المسلم منهجاً للحياة إلا الإسلام، وينبذ مناهج الطغاة والطواغيت وأذنابهم، ومناهج كل الآلهة والأرباب المزيّفين، سواء أكانوا بشراً يشرّعون من عند أنفسهم، أو حجراً، أو هوىً، أو مالاً، أو متاعاً، أو شعاراً معادياً للإسلام، أو فكراً مناقضاً، أو عقيدةً تتناقض مع أصل إيمانه بالله عز وجل..!
ثانياً: نبذ كل ما يناقض الحقيقة الإيمانية، التي تعترف بأنّ محمداً صلى الله عليه وسلم هو الذي نقل منهج الله إلى الناس عن طريق الوحي، وفسّره ووضّحه، وأحاله إلى واقعٍ محسوسٍ، وبنى عليه أمة الإسلام ونظّم شؤونها، وربطها ربطاً محكماً كاملاً بالله عز وجل وبما يُرضيه سبحانه وتعالى.

ثالثاً: نبذ كل ظلمٍ وجَورٍ وبغيٍ ينجم عن المناهج البشرية الوضعية الخاطئة.. الظالمة، ورفض كل محاولات أصحابها السيطرة على المسلمين، أو محاولة حرفهم عن دِينهم ومنهجهم.. والاعتراف بأنّ المسلم المؤمن لا يتحرّر تحرراً كاملاً إلا بهدف الإسلام العظيم وأصله الأول.


* * *

الارتداد عن الإسلام:

هو كل ما يناقض أسس اعتناق المسلم لإسلامه التي ذكرناها آنفاً، ويمكن اختصار معنى الارتداد بأحد أمرين أساسيين هما:

1) ترك المسلم لدِينه الذي ارتضاه الله عز وجل له، واعتناق دِينٍ آخر غير دِين الإسلام.

2) أو إيمانه بعقيدةٍ أو ربٍ أو إلهٍ أو فكرٍ أو شعارٍ آخر مكفِّرٍ، يتنافى مع دِين الإسلام ومنهجه.
الارتداد عن دِين الإسلام، يُهدِر كرامة المسلم ويحطّم شخصيته، ويُعَرّضه لظلم الظالمين والأرباب المزيّفين والطغاة والمتسلّطين، سواء أكانوا أفراداً أو دولاً أو أنظمة حكمٍ أو أحزاباً أو طوائف.. أو غير ذلك! لذلك فالإسلام لا يسمح بالارتداد عن دِين الله مهما كانت الظروف والأسباب، ولا يترك للمسلم الحرية في هذا الأمر، لما له من أثرٍ عميقٍ في هدم عقيدة الإسلام، وفقدانٍ للإيمان، واستئصالٍ لكل معالم الهدى والرشاد والقِيَم الإنسانية في نفس الإنسان.يقول الله عز وجل في محكم التنـزيل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل:36].

إذا تساءلنا الآن: ما مظاهر الارتداد عن الإسلام، أو ما الأمور التي تؤدي إلى الارتداد عن دِين الإسلام.. فتؤدي إلى وقوع المسلم في بؤرة الارتداد، فيصبح من المرتدّين عن دين الله عز وجل، وتنطبق عليه شروط الردّة، وبالتالي يتحوّل هذا الإنسان من عامل بناءٍ لدين الله ولأمة الإسلام،
إلى مِعْوَلِ هدمٍ للدِين وللأمّة؟!



* * *
له تتمه