عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 25-07-2003, 09:28 AM
زهرة الخزامى زهرة الخزامى غير متصل
اليمامه سابقاً
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: لم تعتمد دولياً حتى تاريخه
المشاركات: 416
إفتراضي

الأخ Almusk

قصيدة مؤثرة تدل على عظمة مايحملة قلب الأم لإبنها مهما كان عاقاً .. نحن لانعي قوله تعالى ( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا) فواو العطف هنا جعلت منزلة إفراد الله بالعبادة وعدم الشرك موازية للبر بالوالدين ..

وقد ذكرتني هذه القصيدة بقصيدة لاأعلم من قائلها ولكنها تعبر عن مشاعر قلب أم بعد أن قتلها إبنها


أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً *** بنقودهِ حتى ينال به الوطر

قال ائتني بفؤادِ أمكَ يا فتى *** ولك الجواهرُ والدراهمُ والدرر

فمضى وأغرز خنجراً في صدرها *** والقلب أخرجه وعاد على الأثر

لكنه من فرْطِ سرعته هوى *** فتدحرج القلب المعفر إذ عثر

ناداه قلب الأم وهو معفر *** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟

فكان هذا الصوت رغم حنوه *** غضب السماء على الوليد قد انهمر

وارتد نحو القلب يغسله بما *** فاضت به عيناه من سيل العبر

ويقول يا قلبُ انتقم مني ولا *** تغفر فإن جريمتي لا تُغتفر

واستل خنجره ليطعن صدره *** حَنَقاً ويبقى عبرة لمن اعتبر

ناداه قلب الأم قف ولدي ولا *** تطعن فؤادي مرتين على الأثر


يجب أن نعي أن برنا لوالدينا دين مردود لصاحبه طال الزمان أم قصر والعقوق أيضا دين مردود .. فنحن نشاهد في حياتنا مواقف كثيرة للبر .. وعبر كثيرة للعقوق وكلها تتحدث عن حصاد الزرع وفق البذرة التي نعطيها ونسقيها ونجنيها .. وإذا كانت الأعمال مرهونة بنتائجها فإنه من الخير لنا أن تكون أعمالنا بارة خيرة لها شفافية الحب والحنو لمن زرعوا في وجداننا الحب والحنو .

وفي عصرنا هذا وللأسف نشاهد مظاهر إبتعاد الأبناء عن آبائهم .. حتى ولو كانت فواصل الزمن والثقافة والميول كبيرة وواسعة .

ويجب أن نعي أن من حق آبائنا أن نفرش لهم جناح الذل من الرحمة وأن نعطيهم كبارا كما أعطونا صغاراً .. وإلا فإن عجلة الزمن سوف تدور لنلقى إساءة بإساءة .. وعقوقاً بعقوق ونكراناً بنكران
فمن زرع حصد .. فليكن حصادنا لأبوينا نفس الحصاد الذي نتمناه لأبنائنا .. ومن أبنائنا .. حتى لاينفرط العقد وتتناثر الحبوب في مهب القطيعة والفجيعة .
__________________
حيث الجفاف والقسوة أينعت زهرة الخزامى
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدى ... أنا غصة في حلق من عاداني