[دايم العلو]

باديء ذي بدأ أستغرب من تكرر كلمة ( رجال الدين )
وهل في الإسلام شيء اسمه رجل دين ؟!
كلنا رجال ونساء خدام لهذا الدين وإنما هذه الكلمة تقال في
عند اليهود والنصارى
ليس عندنا رجال دين بل هناك علماء ومشائخ وطلاب علم
فأرجو التنبه لمثل هذه الكلمات التي لا أظن أنها تخفى على
أمثالكم من الأخيار .

أيضاًقبل أن أبدأ في صلب الموضوع لدي تعليق على رد أخي الوافي
حيث قال

وبنظرة فاحصة لهم جميعا نجد أنهم من الفاشلين دراسيا

أعتقد أن الواقع يا أخي يخالف رأيك
ففيهم المدرس وفيهم من يدرس القضاء وفيهم من يحمل البكالوريوس
فالتعميم هنا لا ينبغي
هم ليسوا فاشلين دراسياً ولا اجتماعياً ولا مادياً
هم يا أخي يحملون فكراً وعقيدة ستتضح بإذن الله
بعد ان أدخل في صلب الموضوع

أدخل في صلب الموضوع
لو تعمقنا قليلاً وعدنا إلى الوراء عدة سنوات لنقف على نشأة هذا الفكر
وخروج هذه الفئة في مجتمعناالتي حادت عن الطريق لرأينا ما يلي
نشأة هذه الفئة وهذا الفكر بعد غزو العراق للكويت
لا كما يظن الكثير أنه بعد أحداث 11 / 9
والدليل على ما أقول أنه بعد تحرير الكويت
وبقاء نسبة كبيرة من جنود الأمريكان في المنطقة ولم يلتزموا
بالخروج منها كما كانت تنص المعاهدات والمواثيق ان ذاك
حيث أعتقد كثير من سكان المنطقة أن الأمريكان أتوا مستحلين
وليسوا محررين فمن هنا بدا العداء المعلن للأمركيان
وبدا التخطيط لمحاربتهم وطردهم من المنطقة
حيث قامت مجموعة من أصحاب هذا الفكر واتذكر منهم ( المعثم ، والسعيد
قاموا بتفجير مقر للأمريكان في العليا بالرياض نتج عنه قتل عدد
لا باس به من الأمريكان
وبعدما تمكنت أجهزة الأمن من كشفهم ثم قتلهم ظهر من ينادي بالثار
لهم وأذكر انني رأيت شريط فديو فيه أسامة بن لادن يمجد هذه العملية
وكذلك يظهر في الشريط أناس ملثمين يتوعدون باخذ الثأر
لهؤلاء وكان هذا قبل أحداث 11 / 9
ثم أتت أحداث 11 / 9 وما نشأ بسببها من غزو لأفغانستان ثم العراق
مما زاد الكره والعداء لأمريكا وكل من يساعدها أو معها
ثم تطور هذا الفكر حتى دخلوا في تكفير العامة والخاصة
بمعنى اي أحد يقف في وجههم لقتل الأمريكان في أي مكان
أكرر في أي مكان يعتبر مساعداً لهم وهو يدخل من ضمنهم
ويعتبر كافرا خارج عن الملة يباح دمه وماله
فبدأو يكفرون العلماء ويعتبرونهم مداهنين للسلطان
الذين يعتبرونه الطاغوت ،
وان من يعمل عند هذا الطاغوت في نظرهم هو حامي له
لذا يجب قتله فاستباحوا قتل رجال الأمن لأنهم حماة للطاغوت
وفي القريب العاجل سنرى أنهم يكفرون حتى المواطن العادي
الذي يعمل معلماً أو مهندساً أو طبيباً لأن هؤلاء بأعمالهم
وخدمتهم في هذا البلد يساعدون الطاغوت في البقاء
ويأخذون من أمواله وربما يقفون حجر عثرة في طريقهم
وتحقيق مآربهم لذا اصبح العامة كلهم كفار في نظرهم
ولا مانع من قتلهم وسلب أموالهم بالقوة ..

إذا هؤلاء يحملون فكر التكفير جملة وتفصيلا
والمشكلة الكبرى أنهم يعتمدون على دليل واحد أو اثنين
دون التعمق في فهم هذه الأدلة
ودون الرجوع إلى علماء الأمة لأنهم أصلاً لا يعتبرونهم علماء
بل يعتبرونهم مداهنين وحكمهم هو حكم الطاغوت !!

لذا التعامل مع هؤلاء ليس بهذه السهولة التي نتصورها
بحيث نقول نفتح الحوار معهم
كيف نفتح الحوار ؟؟!!
وهم اصلاً لا يثقون بأي أحد لا مواطن ولا عالم ولا رجل أمن
عندهم اعتقاد جازم أنني إذا سلمت نفسي أنه الهلاك وليس غيره
عندهم أنني في حالة جهاد مع عدو خائن غاش ، فكيف أتحاور مع
من إذا سلمت نفسي له أنه سيودعني في المعتقل على أقل الأحوال .

كيف نفتح الحوار وصورهم في كل دقيقة بل كل لحظة في وسائل الإعلام
تظهر وتقول هذا إرهابي وهذا ... وهذا ...

هل عند هذا الإرهابي أي استعداد للثقة في أحد بعدما علم أن المليون
في انتظار من سيبلغ عنه أو يخبر بمكانه ؟؟!!

إننا عندما نطالب بالحوار يجب ان نهيأ أماكن الحوار
ونخلق جو الثقة والأمان المتبادل بين الأطراف
لا ان نأجج ونثير النفوس ، ونشحنها ضدنا بطريق مباشر او غير مباشر
سواء علمنابهذا أو تجاهلناه .
واعتقد ان الحكومة عندما منعت الحوار مع هؤلاء فهي موقنة
أن هؤلاء ليس عندهم الوقت للحوار وان أي واحد منهم
في لحظة من اللخظات سينفجر في اي وقت وأي مكان .

وفي اعتقادي بل أجزم أن هؤلاء لا يطمعون في سلطة
أو رئاسة لأن من يقدم على مثل هذا الفعل ويعلم أنه
سيتقطع إربا إربا لا يمكن إلا أن يكون عنده عقيدة وفكر
يحمله على تقديم كل ما يملك في سبيل تحقيق هدفه

إذا عرفنا ذلك كله لم يبق لنا إلا العلاج
الناجع بالوقوف على أسباب ومسببات هذا الفكر وهذه الفتن
التي تعصف بنا ومن حولنا .

وفي الختام أقول أنا واثق كل الثقة بإذن الله
أن هذه الأزمة ستنجلي وسيعود هؤلاء إلى رشدهم
ليس بالقوة بل بالإقناع والحوار
وأرجو ان لا يسالني أحد كيف نتحاور مع هؤلاء
لأني بينت ذلك في مداخلتي هذه .