الموضوع: صور وتعليق
عرض مشاركة مفردة
  #726  
قديم 07-05-2006, 05:26 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

الجزائر تسجل ميلاد 1200 طفل غير شرعي سنويا!



الأطفال ضحايا نزوات الكبار



بقلم عبد المالك حداد
قد يتعرض الأطفال في كثير من الأحيان إلى أخطار يرتكبها البالغين بقصد أو بغير قصد، فالحدث يكشف أخطاء الكبار في حق البراءة، ولعل أحرج ما يعنيه الأطفال وما ضاعف من معاناتهم ارتفاع عدد الأطفال المشردين والمسعفين الموزعين في مختلف دور الحضانة المنتشر في ربوع تراب الجزائر.


والسبب في ذلك عدم تحمل الأولياء لمسؤولياتهم تجاه أولادهم لأنه وببساطة وجودهم ناتج عن دقائق شهوة وطيش شباب أو غريزة شيطانية، الأمر الذي خلف حسب إحصائيات أوردها وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس، أن عدد الولادات غير الشرعية في الجزائر يبلغ ما بين 1100 و1200 مولود سنويا دون حساب الولادات غير المصرح بها !(1) وبحسب قول الوزير فإن ظاهرة الولادات غير الشرعية تضاعفت بشكل مطرد خلال مرحلة سنوات الجمر في الجزائر، وأن عددا من هؤلاء الأطفال من صلب إرهابيين مجهولين.


أما عن العدد الإجمالي للأطفال غير شرعيين فقد قدر ما بين 3 آلاف و5 آلاف طفل مشرد، منهم من يتواجد بالشوارع وآخرين متواجدين على مستوى دور حضانة الأطفال المسعفة المقدر ما بين 10 و15 مركزا على مستوى القطر، هذا ما كشف عنه نائب رئيس جمعية الجزائر للطفولة السيد علي بحمان، مؤكدا أن المشاكل العائلية والعلاقات الجنسية غير الشرعية هي الأسباب المؤدية لتنامي هذه الظاهرة، وأضاف بحمان المراكز المنشرة عبر التراب الوطني تستقبل سنويا بين 30 إلى 40 طفل يتم التكفل بهم بين 3 إلى 5 أشهر ليتم فيما بعد دمجهم وسط عائلات، موضحا أن جل الأطفال نجموا عن علاقات غير شرعية ولأمهات عازبات(2).


معانات الأطفال لا تتوقف عند طيش العلاقات الغرامية أو الظروف المعيشية القاهرة، بل تتعدى حدود المنطق لتشمل ظاهرة الاعتداءات الجنسية، حيث تضاعفت في الآونة الأخيرة هذه الظاهرة، حيث سجلت قيادة الدرك الوطني(3) 354 قضية متعلقة بالاعتداء الجنسي على الأحداث من الجنسين، 224 قضية معالجة كانت باستعمال العنف تم من خلالها توقيف 340 شخص منهم امرأة واحدة، كما ضم قائمة الموقفين 110 حدث. من جهة أخرى سجل 130 قضية اعتداء جنسي على الأطفال من دون استعمال العنف أوقف على إثرها 164 شخص من بينهم 67 حدثا. أما عن حالات الاغتصاب والمحاولات المشابه له ضد القصر فقد تم تسجيل 88 قضية.



وحسب الإحصائيات المسجلة لدى مصالح الشرطة القضائية(4) فقد تم تسجيل 4554 قضية تحرش جنسي واعتداء جنسي على أطفال دون 16 سنة خلال سنة 2004 تعرض من خلالها 2603 طفل إلى العنف الجسدي في المحيط الخارجي أو العائلي. وتشير الأرقام إلى تسجيل 53 قاصرا كانوا ضحية أفراد عائلتهم، واختطاف 133 طفلا، 20 منهم تعرضوا للقتل بعد تعرضهم لاعتداءات جنسية.

وفي ذات السياق جاءت دراسة لمخبر التطبيقات النفسية والتربوية بجامعة قسنطينة تشير إلى الانتشار الكبير لظاهرة التحرش الجنسي على الأطفال، حيث كشف أساتذة من المخبر عن إحصائيات لمصالح الشرطة القضائية تثبت التزايد في حجم الاعتداءات من سنة لسنة، حيث تم تسجيل أكثر من 3382 طفلا تعرض للعنف الجسدي خاصة داخل أسرهم، و5503 حالة عنف ضد الأطفال سنة 2002 من بينها 18 حالة قتل عمدي بعد تعرضهم لاعتداء جنسي من بينهم 12 ولد و 6 بنات بينما سجل في سنة 2003، حوالي 3213 حالة عنف من بينها 847 فتاة لمختلف أنواع الاعتداءات الجنسية، وحتى تعرضهم للخطف والضرب وبالتالي فإن نسبة 2,0 بالمائة من الأطفال والتي تقل أعمارهم عن 18 سنة يتعرضون إلى اعتداءات جنسية، علما وأن هذه النسبة تمثل الحالة المسجلة بينما ما خفي كان أعظم.

وبالنظر لهذه الإحصائيات الدورية للمصالح المختصة يظهر أن عدد قضايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال والولادات غير شرعية في تزايد من سنة لأخرى، وأن هاتين الظاهرتين في استفحال كبير، ومع ذلك فلا زالتا تصنفان في الجزائر في خانة المحظور لا يجب الحديث عنهما، هذا ويشهد الوسط الاجتماعي انعدام شبه تام لمراكز تتولى مهمة الدّعم والتكفل بالضحايا والمعتدين على حد سواء.

السلطة تسعى إلى إصدار قانون يحمي الأطفال ويجرم كل من يعتدي عليهم ويسلط عليه أقصى العقوبات، لكن هناك مبادرات أخرى قد تسجع على ظلم البراعم كقول وزير التضامن الوطني المثير للجدل حول اقترح تخصيص 10 آلاف دينار للأمهات العازبات، بحجة كون أغلبية الأمهات العازبات تنحدر من عائلات فقيرة، هاجرن إلى المدن الكبرى، وسن معظمهن لا يتجاوز الـ 18 سنة، إلى جانب انتشار الأمية في وسطهن. هذا ما اعتبره رجال السياسة والدين وعلم الاجتماع قد يدفع بهؤلاء النسوة للمضي في حياتهن الفاسقة بحثا عن مزيد من الدعم والضحية دائم الطفل.

وعن الأسباب التي جعلت مثل هذه الظواهر تتفشى في السنوات الأخيرة، يجمع أهل الاختصاص في علم النفس والاجتماع والدين، إلى غياب الرادع والوازع الديني، استفحال مشاكل العنوسة والبطالة، تكتم وصمت العائلات خوفا على شرفها، الانتشار اللامحدود للأفلام والمواقع الخليعة على الفضائيات والانترنيت دون وجود رقابة لازمة، فكانت بذلك الدوافع الرئيسية لانجرار بعض أفراد المجتمع إلى هذه المهالك الخطيرة التي إن لم يعجل بحلها، ستعصف بعذريّة المجتمع وحصانته.




--------------------------------------------------------------------------------
هوامش :
1- كشف وزير التضامن الوطني عن هذه الأرقام من على منبر البرلمان في رد على سؤال لنائب حمس عن ولاية الشلف.
2- كشف السيد علي بحمان نائب رئيس الجمعية الجزائرية للطفولة عن هذه الأرقام خلال سرد حصيلة نشاط جمعية في ذكرى تأسيسها.
3- حصيلة سنوية لقيادة الدرك الوطني تكشف عنها آخر كل سنة مع باقي القضايا الأخرى.
4- حصيلة سنوية لمصالح الشرطة القضائية تكشف عنها آخر كل سنة مع باقي القضايا الأخرى



.