عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 19-10-2003, 02:40 AM
منسق لقاءات الخيمة منسق لقاءات الخيمة غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 689
إفتراضي

الجزء الثالث
كيف هي حال مشاعرك هنا ؟


12 ـ مع إشراقة الشمس

الصمصام :
بأنّ الغروب قادم

السنونوالمهاجر :
هو الوقت الذي تعلف فيه جدتي عنزاتها ويخرج تيسنا الملتحي مخاصما الكون ويناطح كل ماعز الأرض وتيوس السماء كما لو كان وزيرا عربيا في جولة محادثاته التالية. وعموما أنا شخصيا أحمّل الشمس مسئولية سحنتي السمراء، وأعتبرها شاهدا صامتا متكتما على كل جرائم أهل الأرض من قنص الهر للفأر مرورا بالحبل الذي لُف حول عنق خالد القسري وقصر كفن أبو ذر وأزمة الطوى التي أتت على الرازي وصولا لشعثاء العربي المتدلية من أسفل كيس الرمل المحشو بالتبن المختلط برمال الصحراء العربية ويعلوه ما يسمى بعقال العزة والشهامة...

13 ـ مع زقزقة الطيور

الصمصام :
بأنّ الأفعى تكمن في الجوار

السنونوالمهاجر :
أتظاهر بالطرب لزقزقة العنادل وأقطب حاجبي لدى سماع نعيب غراب أو نعيق بوم ينوح منذ نصف قرن على منارة القرية ليقال عني فتى متحضر وذواق، بينما في الحقيقة أرى أن في القبح مسحة جمال، ولا تعدم العروس ذاما.. وفي الحقيقة أمقت الجعجعة بلا طحن.

14 ـ مع ضحكة الطفل

الصمصام :
بقدر البهجة التي تغمر قلبي أشعر بالأسى لأني أعلم أنه سيفقدها غدا

السنونوالمهاجر :
يفترض بي أن أقول بدون تفكير "البراءة" وذلك وفقا للتقليد الشائع عند غير البدوي. بينما في الواقع قد يلهو طفل شرقي فرحا بأفعوان لانت ملامسه ولا يدرك العطب المرتقب.

15 ـ مع بكاء امرأة

الصمصام :
على العموم هي تبكي بسبب وبدون سبب
فالشعور تحكمه الحالة
ربما يعتصر قلبي ألما ولاربما أتوتر وربما أثور من أجل هذه الدمعة
وأحيانا أتمنى أن أطلق عليها رصاصة الرحمة لكي أريح واستريح


السنونوالمهاجر :
بداية اعتذر من الأستاذ قاسم أمين اعتذارا متأخرا، لقد نضبت "دموع التماسيح"، وبما أن جدتي كانت أشبه بالوسادة أو البساط أو أي قطعة من أثاث خيمتنا، ولم يكن جدي يعير انتباها لصرير باب أو قرقعة وعاء.... وإكراما لشوارب السعداوي لابد من التظاهر بأن بكاء المرأة يقطع القلب...!

16ـ مع رؤية عزيز قوم ذل

الصمصام :
بالشفقة.
لكن من يستحقها؟


السنونوالمهاجر :
إن أعزة القوم في قبيلتي هم سفهاؤها فصاروا سادة لها، ولسني بباك مجدا فقده سارقه، وفقا لتشريع مستحدث على قاعدة "السارق من السارق كالوارث من أبيه". ولا بد هنا في هذه العجالة من استحضار روح روميات أبو فراس لنشفق على حاله ونترحم على روح سيف الدولة.
الرد مع إقتباس