عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 23-07-2006, 05:47 PM
كفاح بن نضال الجهادي كفاح بن نضال الجهادي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 18
إفتراضي إبن القيم وتعاطفة مع الإرهاب

ابن القيم نجم لامع ونورٌ ساطع.. وقد وجدت اثناء القراءة في كتابة مدارج السالكين تعاطف واضح مع الارهابيين الذين قال الله فيهم ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) والذي قال الله عن حال فرعون معهم ( فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿53﴾ إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ﴿54﴾ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ ﴿55﴾ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ )

وطواغيت هذا العصر لم يأتوا بشيء جديد وما زادوا على فعل طاغوت مصر شعرة.. فطواغيت اليوم يحشدون الجنود والجيوش من اجل عباد الله الصادقين كما ارسل فرعون في المدائن حاشرين فتشابه فعلهم بفعل فرعون.. واطلقوا تلك العبارات التي تعزل المؤمنين الصادقين عن بقية المسلمين فيقولون عنهم انهم شرذمة وما إلى ذلك من العبارات الاخرى فشابه قولهم قول فرعون.. وارادوا زيادة في الكفر فتشبهوا بفرعون مصر بالقول والعمل.

والشاهد من هذا الموضوع هو ان ابن القيم يتعاطف مع هذه الفئة من المؤمنين بل ويطلق عليهم مسمى الغربة حيث يقول " ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم :-
التمسك بالسنّة، إذا رغب عنها الناس، وترك ما أحدثوه، وإن كان هو المعروف عندهم، وتجريد التوحيد، وإن انكر ذلك اكثر الناس، وترك الإنتساب إلى احد غير الله ورسوله، لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة، بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية له وحدة، وإلى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده، وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقاً! وأكثر الناس - بل كلهم - لائمٌ لهم، فلغربتهم بين هذا الخلق، يعدُّونهم أهل شذوذ وبدعة، ومفارقة للسواد الأعظم." إلى هنا انتهى كلامه رحمة الله

قلتُ إن هؤلاء القوم الذين يتحدث عنهم ابن القيم لا يختلفون كثيراً عمَّن يصفهم علماء التسول بأنهم خوارج وانهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرّمية.. وما علماء التسول عن سحرة فرعون ببعيد..

وعفى الله عني وعنكم ورحمني الله وإياكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
__________________
إلا رجالٌ مؤمنون ، و نساءٌ مؤمنات ، يحفظ الله بهم الأرض ، بواطنهم كظواهرهم ، بل أجلى ، و سرائرهم كعلانيتهم ، بل أحلى ، و هممهم عند الثريا ، بل أعلى .إن عُرفوا تنكروا ، و إن رأيتَ لهم كرامة ، أنكروا . فالناس في غفلاتهم ، و هم في قطع فلاتهم ، تحبهم بقاع الأرض ، و تفرح بهم أملاك السماء . نسأل الله عز و جل التوفيق لاتباعهم ، و أن يجعلنا من أتباعهم ..