عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 09-10-2006, 10:33 PM
rainbow rainbow غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,277
إفتراضي

قلت لك .. لن أنام .. وإليكم المزيد ..




هناك مقولة منتشرة تقول إن الصينيين يأكلون كل شيء يسير في الماء ما عدا السفينة وكل شيء يحلق في الفضاء ما عدا الطائرة وكل شيء يسير على الأرض ما عدا السيارة. ومرد هذه المقولة حقيقة أن العادات الغذائية للصينيين هي الأغرب بين شعوب العالم حيث يأكل الصينيون بالفعل كل شيء تقريبا؛ لذلك فإن الزيارة التي قام بها مراسل صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) إلى سوق دونج هوامين في قلب العاصمة الصينية بكين كانت كافية تماما لتأكيد هذه الفكرة؛ ففي أحد المطاعم ستجد الطاهي يقف أمام إناء كبير ويخرج منه العقارب المطهية ليقدمها إلى الزبائن الذين يحتاجون بالفعل إلى قدر كبير من الشجاعة؛ لكي يستطيعوا تناول هذا الكائن الذي اعتادت أغلب شعوب العالم الفرار منها ومن رؤيتها حتى من بعيد.
والأمر بالتأكيد لا يقتصر على وجبات العقارب التي تقدمها مطاعم هذا الشارع التجاري؛ فإلى جانب العقارب تستطيع العثور على وجبة مميزة من الثعابين وكلاب البحر.
ويتصاعد البخار من المراجل التي يغلي فيها حساء العقارب والثعابين في الوقت الذي انتشر فيه الباعة أمام المتاجر يحاولون إغراء المارة بالدخول إلى المطعم لتناول هذه الوجبة المثيرة مقابل عدة يوانات وهي العملة الرسمية للصين. وكما لو كانت شوارع هذا السوق التجاري قد تحولت إلى كرنفال حيث يطارد الباعة المارة بأطباق الطعام المثيرة لإقناعهم بإتمام الصفقة.
وتعرض الأشياء الأشد غرابة إلى جانب الأسياخ التي تحمل قطع اللحم البقري أو شرائح لحم الدجاج والخراف وهو ما يتيح لك الحصول على وجبة عشاء أقل إثارة ومخاطرة في الوقت نفسه وفي الوقت نفسه لسد جوعك بعد رحلتك الطويلة في شارع وانج فوجنج داجي أشهر سوق شارع تجاري في بكين.
والحقيقة أن المارة في هذا الشارع التجاري هم خليط غريب؛ فمنهم السائحون الأجانب والسائحون الصينيون القادمون من الأقاليم البعيدة ومنهم أيضا سكان الأحياء المجاورة الذين يبدون كأنهم يسيرون على غير هدى يتطلعون إلى واجهات المتاجر في محاولة من جانبهم لمعرفة ما يبحثون عنه. وعندما يقترب أي شخص من أي متجر يعرض تلك المأكولات الغربية يقفز إلى عقله السؤال الخالد هل يمكن أن آكل هذه الأشياء أم لا؟ في الوقت نفسه فإن البعض يتجه بكل ثقة إلى طاولة البائع ويطلب لحوما مشوية ليأخذها وينطلق سريعا.
وعلى بعد خطوات قليلة هناك طريق هادئ وراء المتاجر الصغيرة يلجأ إليه الزائرون ليتجنبوا الشارع الرئيسي المزدحم من أمام المحال.
وتمر الساعات ويخف الزحام شيئا فشيئا. ومع بدء انطفاء الأنوار تدريجيا يزحف الظلام على المكان ليغطي الشارع. وينظف العمال واجهات المتاجر استعدادا لليلة التالية في الوقت الذي ينشط فيه أشخاص آخرون لجمع العقارب التي ستقدم إلى المطاعم في اليوم التالي لتتحول إلى وجبة شهية في المساء في سوق دونج هوامين الليلي في العاصمة الصينية بكين.
__________________

لو كانت الأيــامُ فى قبضتــى ** أّذريتُها للريح مثل الرمــــال
وقلتُ يا ريحُ بها فاذهبـى** وبدديها فى سحيـق الجبــال
بل فى فجاج الموت فى عالمٍ ** لا يرقصُ النـور به والظــلال
الرد مع إقتباس