عرض مشاركة مفردة
  #26  
قديم 07-10-2003, 01:12 AM
مسلم فاهم مسلم فاهم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
المشاركات: 518
إفتراضي

ونريد ان نبين قبل هذا ان بعض من نقل فتوى الشيخ رحمه الله قد نقلها مبتورة كما هي العادة فنحن نوردها كاملة وهي كافيه في فهم هذا النص :

اولا : الحديث الذي وردت فيه هذه الكلمة : ورد في الحديث الصحيح قولـه صلى الله عليه وسلم ((عليكم بما تطيقون، فوالله ؛ لا يمل الله حتى تملوا)). رواه البخاري (43) ، ومسلم (785)

وفي رواية لمسلم : ((فوالله ؛ لا يسأم الله حتى تسأموا)).

قال الشيخ رحمه الله رحمة واسعه :
((مجموعة دروس وفتاوى الحرم)) (1/152) : هل نستطيع أن نثبت صفة الملل لله تعالى؟ فأجاب: ((جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قولـه : ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملوا)).

فمن العلماء من قال : إنَّ هذا دليل على إثبات الملل لله ، لكن ؛ ملل الله ليس كملل المخلوق ؛ إذ إنَّ ملل المخلوق نقص ؛ لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء ، أما ملل الله ؛ فهو كمال وليس فيه نقص ، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً.

ومن العلماء من يقول : إنَّ قولـه : ((لا يَمَلُّ حتى تملوا)) ؛ يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل ؛ فإنَّ الله يجازيك عليه ؛ فاعمل ما بدا لك ؛ فإنَّ الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل ، وعلى هذا ، فيكون المراد بالملل لازم الملل.


ومنهم من قال : إنَّ هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقاً ؛ لأنَّ قول القائل : لا أقوم حتى تقوم ؛ لا يستلزم قيام الثاني ، وهذا أيضاً : ((لا يمل حتى تملوا)) ؛ لا يستلزم ثبوت الملل لله عَزَّ وجَلَّ.


وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره ، وإذا ثبت أنَّ هذا الحديث دليل على الملل ؛ فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق))اهـ.

فهنا ذكر الشيخ رحمه الله ان للعماء في هذا الحديث ثلاثة اقوال ولم يرجح الشيخ رحمه الله بين هذه الاقوال .

ولقد سمع الصحابة هذا الحديث وفهموا معناه على وجه الكمال لله وسمع التابعون هذا الحديث وفهموا معناه وسمع من بعدهم هذا الحديث في قرون فاضلة اجيالا بعد اجيال افلا يسعنا ما وسع اصحاب محمد صلى الله علهي وسلم .

والقول الثاني كأنه ظاهر ودليل ذلك ما رواه أبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (1/338) قال قولـه : ((لا يَمَلُّ الله حتى تملوا)) : أخبرنا سلمة عن الفراء ؛ يقال : مللت أمَلُّ : ضجرت، وقال أبو زيد : ملَّ يَمَلُّ ملالة ، وأمللته إملالاً ، فكأنَّ المعنى لا يملُّ من ثواب أعمالكم حتى تملُّوا من العمل .

فليست من نصوص الصفات اصلا على هذه الكيفية .

وان عدت من نصوص الصفات فنحن نؤمن بها كما اخبر رسولنا وهو الصادق المصدوق عن ربه على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى .
__________________
اللهم ألحقنا بحبيبنا نبى الرحمه صلى الله عليه وسلم وارزقنا قفوا آثاره واتباع سنته ,,,,

هذا وأصل بلية الاسلام ** تأويل ذي التحريف والبطلان

وهو الذي فرق السبعين ** بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان