الموضوع: التسمم السياسي
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-02-2005, 08:58 AM
قلب الأسد1425 قلب الأسد1425 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 115
إفتراضي التسمم السياسي

يعبر مفهوم (التسمم السياسي)عن حملة شاملة تستخدم كل الأجهزه والأدوات المتاحة للتأثير في نفسيات وعقول وذاكرة الجماعه او الأمه او الشعب المحدد:وذلك بقصدتغيير او تدمير مواقف معينه واحلال مواقف اخري محلهاتؤدي الي سلوك يتفق مع مصالح واهداف الطرف الذي يقوم بعملية التسميم السياسي وغالبا ماتكون هذه العمليه موجهه الي أمةاو مجتمع او سلطة اخرى عادة ماتكون معاديه وقد اطلق علي هذا المفهوم العلمي مفاهيم اعلاميةتتقارب معه في بعض الجزئيات دون ان تشمل جميع مقوماته وعملياته من قبيل (حرب الأعصاب)و(حرب الدهاء)و(الحرب النفسيه)و(وغسيل المخ)و(محو الذاكرة)و(وصناعة النخبة المواليه)و(الطابور الخامس)الخ..........
وقد استخدم هذا المفهوم العلماء الفرنسيون وخاصة خبراء الحرب النفسيةوقام بعض الخبراء العرب بعمل دراسةعن الحرب النفسية في المنطقة العربيةوتحليل نجاحات الدعاية الصهيونيةومنطقهاوحاولواستخدامة في دراسةعن التطبيع مع الكيان الصهيوني واثارة علي الهوية واتجاهات الرأي العام في مصر ويتوجه (التسميم السياسي )الي عقل الانسان ونفسيتةلاجسدة محاولة للتأثير في ثوابتة ومنهج تفكيرةويعد(التسميم السياسي)جزءا لايتجزأمن مفهوم الحرب الشاملةوقد تتم ممارستة قبلها وفي اثنائها وفي اعقابهاوغالبا لايتم مدي ادراك نجاحه او اخفاقه الا بعد سنوات ويقاس ذلك اي مدي النجاح والأخفاق بحجم وتجاة (التغيير)الذي يحدثة في قطاعات النخبة السياسيةوالنخبة المفكرة والمثقفة في البدايةثم في جمهورالراي العام المعين في بلد مابعدذلك ويمكن القول بأن عملية (التسميم السياسي)تشمل:1-التوجة في خطابها الفكري والسياسي الي العدووقد تتجة الي الاخربمعناة العام فق تحديدها له.
2-الاختلاف عن الدعاية بحيث انها لاتسعي الي الاقناع او الاقتناع بل تستهدف القضاء علي الخصم بمعني شل قدراته الفكرية والمعنوية.
اما غايات (التسميم السياسي)فيمكن تحديدها فيما يلي:
1-تحطيم ايمان الخصم بعقيدتة السياسية والدينية او بعدالة ومشروعية القضية التي يدافع عنها.
2-تحطيم التماسك النفسي والأدراكي والعقلي للخصم السياسي او العقائدي و الديني وتمزيق مكونات شخصيتة القومية والدينية.
3- استغلال النجاحات التي يصل اليها الطرف المهاجم والقائم بعملية التسميم السياسي لتكون وسيلة لأضعاف ثقة الطرف الآخر بنفسة وعقيدتة.
اما جوهر عملية التسميم السياسي من هذا المنطلق فئنها يراد بها التأثير علي العقول والأفئدة والتلاعب في عقول الافراد والامةمعاوهي تشمل عمليتين متوازيتين هما:
الأولي:زرع او غرس قيم معينة صحيحةفي ذاتها ثم دفعها تدريجيافي السلم التصاعدي لنظام القيم الفردياو الجماعي بحيث ترتفع الي اعلاة ومن ثم تفرض علي القيم المطلقة او العليا النزول الي مراتب اقل اهمية.
ولتوضيح ذلك نضرب مثلا فلنكن امام ثوابت مجتمع ازاء قضيه محددة ولتكن قضية مجتمع احتلت ارضةوبالتالي فأن مطلبة العادل هو تحرير ارضة وهو يستند في ذلك الي ثوابت مطلقة وثابتة وشرعية تتأسس علي مبادئ العدل وحق مقاومة الاحتلال وقدسية الارض.....الخ وهو منطق ثابت لايقبل المساومةأو التنازل.
تبدأ عملية( التسميم السياسي)عبر زرع قيم جديدة لدي طبقات في المجتمع المحكوم الطبقة المثقفة والنخبة السياسية..الخ,تدور حول ,الاعتراف بالآخر,وقبول التعايش معه في ضل منطق العصر,وضراوة مايترتب علي الحروب من مآسي وانها ليست حلا لأي مشكلة, ومزايا السلام والتنمية...الخ
هذة القيم الجديدة في حد ذاتها ليست شيئا سيئابل تعد امرا مرغوبا فية وتمثل في فترة معينة تطلعات المجتمع والانسان المعاصرولك المشكلة فيما سيأتي بعد في مرحلة تالية تتم عملية تضخييم لهذة القيم وتصعيد تدريجي لها بوعي وعبر وسائل الاعلام والأتصال والتعليم والتنشئةبوجة خاص وهكذا تتصاعد هذة القيم الجديدة شيئا فشيئاالي اعلي قمة السلم الهرمي للقيم,وعندئذ تحدث عملية احلال شورية ولاشعوريةفاذ بهذة القيم الجديدة تحل محل القيم والثوابت القديمة كمحدد للمواقف وأطار حاكم ومحوري للسياساتوالممارسات المختلفةوهذة العملية تقود الي التصادم بين النوعين من القيم,سواء تم ذلك علي المستوي الفردي او الجماعي.
الثانية:عبر منطق الدعاية والتوجية السياسي يتم تسريب افكار وقيم معينة بحيث تؤدي الي تصور معين للمواقف يختلف عن حقيقتة الفعلية مما يترتب عليه عند اكتشاف هذة الحقيقة نوع من الصدمة تؤدي الي شلل نفسي وبالتالي عدم القدرة علي المواجهه لما توجدة من تمزيق في الشخصية.
هذة العملية قد تكون مقدمة لمعركة فعلية تأتي بعدها عملية الهجوم القتالي ليتحقق الانتصار بأقل التكلفة كما قد تكون لاحقة بحيث تكمل الانتصاربالقضاء المطلق علي الخصم او العدو كوجود ذاتي ذي هوية حقيقية متميزة تجهد في سبيل التمسك ببقائها الحضاري وليس مجرد الوجود الجسدي والعضوي .
وفي الختام لك اخي الكريم ان تقيس تفاصيل احداث عالمنا الاسلامي الماساوية علي عناصر هذة النضرية.

منقول