عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 30-09-2002, 12:07 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

في اعتقادي يا أخت كرستينا أن المشكلة في ما يسمى "التبشير" لا تخفى عليك لو نظرت إليها بتدقيق.
فليس الأمر أمر أناس مقتعين بدين يريدون نشره بكل نزاهة وبغض النظر عن أي مطامح أخرى.
لقد كان التبشير دوماً سلاحاً موازياً للاستعمار،واستعمل كوسيلة لتسهيل التغلغل الاستعماري.
ومن الجدير بالذكر أن هذا التبشير كان من أكبر ضحاياه المسيحية الشرقية بالذات ولعلي أضع قريباً مقالاً لي عن العلاقة بين البروتستانتية الإنكليزية والأمريكية والكنيسة القبطية.وسترين أن عملية فصل المسيحية الشرقية التي هي المسيحية الأقدم في زماننا عن محيطها الحضاري الذي كانت هي جزءاً بانياً منه بدأت مع التبشير ولم تزل مستمرة.
وأما إشارة المقال الذي وضع أخونا رابطته هنا إلى مجزرة تل الزعتر وتحميل مسؤوليتها الضمنية إلى المسيحية العربية فهي إشارة طائشة:
أولاً كانت الانعزالية اللبنانية مثالاً على التسلل الاستعماري عبر استزلام بعض المنشقين عن المسيحية الشرقية.
ثانياً لم يبق نظام عربي "مسلم" لم يشارك في المجزرة ولم يتحمل مسؤوليتها ولم يبتهج لوقوعها.
ثالثاً: في المقابل فإنه في الحرب نفسها سقط عدد كبير من المسيحيين الوطنيين الشرفاء دفاعاً عن الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.
رابعاً: لم يذكر هؤلاء الذين يلقون الكلام على عواهنة مجزرة مخيم فلسطيني مسيحي في الفترة نفسها وعلى أيدي الكتائب "المسيحية" وهو مخيم جسر الباشا.
لا مشكلة مع المسيحية الشرقية الوطنية فهي جزء من تاريخنا ونسيجنا ويعبر عنها شرفاء من أمثال المطران كبوتشي والأب عطا الله حنا والبابا شنوده الذي مواقفه تجاه التطبيع وتجاه زيارة فلسطين المحتلة هي أفضل بكثير من مواقف شيخ الأزهر!
"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين،إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون"
صدق الله العظيم
وقد آن الأوان لوضع حد لمن يهرفون بما لا يعرفون ويضعون النصارى في سلة واحدة خالطين المحارب مع المعاهد والمسالم مع المعتدي!