عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 03-07-2003, 03:45 AM
نوفان العجارمة نوفان العجارمة غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 876
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى نوفان العجارمة
إفتراضي محفوظ النحناح : صديق المغرب بالجزائر يغــادرنا إلى دار البقـاء ؟؟

بقلم: خديجة عليموسى
ـــــــــــــت

رحل الشيخ محفوظ النحناح إلى دار البقاء بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل، كانت له فيها مواقف مشهودة إزاء المغرب وقضاياه، معبرا فيها عن أفق وحدوي إسلامي ونفس اعتدالي تصالحي عالي المستوى، فقد كانت مناسبة انعقاد الدورة الأولى للجامعة الصيفية للصحوة الإسلامية في نهاية غشت - بداية شتنبر سنة 1990 في موضوع''الصحوة الإسلامية واقع وآفاق''محطة اكتشف فيها المغاربة هذا الرجل المتزن في رؤيته، والمبشر بخيار المصالحة بين الأنظمة والحركات الإسلامية المعتدلة، فضلا عن موقفه المؤيد لتسوية إيجابية لقضية الصحراء المغربية، وبقي طيلة سنوات التوتر في العلاقات المغربية الجزائرية صوتا للحكمة والتعقل داخل الجزائر، داعيا إلى تسويتها بمنطق الحوار والتفهم المتبادل للمصالح المشتركة، وحرصه الدائم على التواصل مع عدد من القوى السياسية الوطنية بالمغرب.

ووفاء للشيخ محفوظ النحناح رحمه الله، ومساهمة في تعريف القارئ المغربي بشخصية هذا الرجل ـ الذي ساهم في انبعاث الحركة الإسلامية بالجزائر ـ نقدم هذا التعريف الموجز له، كما نبسط بعضا من معطيات حركة مجتمع السلم التي كان يرأسها إلى أن وافته المنية ووري جثمانه التراب مساء أمس الجمعة.



سيرة الشيخ محفوظ نحناح

ولد الشيخ محفوظ نحناح في 28 يناير 1942 بمدينة البليدة ـ مدينة الورود ـ التي تبعد 50 كلم جنوب الجزائر العاصمة. حيث ترعرع ونشأ في أسرة محافظة.

تعلم دروسه في المدرسة الإصلاحية التي أنشأتها الحركة الوطنية، هذه المدرسة التي كانت تمثل رمز المقاومة والدفاع عن الذات العربية الإسلامية للجزائر من الانسلاخ والتغريب. شارك في ثورة التحرير المباركة وهو في ريعان شبابه.

وقد أكمل مراحل التعليم الابتدائية والثانوية والجامعية في الجزائر ثم اشتغل في حقل الدعوة الإسلامية لأكثر من 30 عاما، في مقابل المد الثوري الاشتراكي ونشر الثقافة الفرنسية، وكان يعتبر من أشد معارضي التوجه الماركسي والفرنكفوني، كما عمل على تلبية احتياجات الشعب العقدية التي تخلى عنها من تبقى من رجال جمعية العلماء المساعدين الجزائريين، بما جعله معارضا لأصحاب العقائد الضالة المنتسبة إلى الإسلام من جهة، والعقائد الاشتراكية الوافدة من جهة أخرى. كما شغل منصب مدير مركز التعريب بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة.

وفي سنة 1975 سجن بتهمة تدبير انقلاب ضد نظام الحكم آنذاك (هواري بومدين)، حيث عارض فرض النظام الاشتراكي بالقوة على المجتمع الجزائري باعتباره خيارا لا يتماشى ومقومات الشعب الجزائري العربي المسلم، ودعا إلى توسيع الحريات السياسية والاقتصادية، وحكم عليه بـ 15 سنة سجنا، كما حكم على مجموعة من إخوانه بأعوام متفاوتة، وكان بسبب رفض حركته الإسلامية لمنحى الميثاق المكرس للاشتراكية، وكان السجن فرصة ثمينة للاستزادة من العلم من جهة، والمراجعة للطروحات الفكرية والسياسية من جهة ثانية، وقد تحول على يديه خلق كثير من السجناء من الانحرافات السلوكية وأصبحوا نماذج حسنة.

وقد عمل الشيخ محفوظ نحناح على تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية، رغبة منه في إيجاد مرجعية دينية للجزائريين تحفظ الشعب والبلد من كل انحراف. ثم أسس جمعية الإرشاد والإصلاح في سنة 1988 هو ورفيقه الشيخ محمد بوسليماني، الذي اغتالته جماعة مسلحة سنة .1994

ثم بعد ذلك أنشأ حزبا سياسيا سمي''حركة المجتمع الإسلامي''، وانتخب أول رئيس له في 30 ماي .1991

وقد شارك في انتخابات 1991 دون أن تحقق الحركة نتائج ملموسة، وعارض الانفلات الذي تم في يناير 1992 على الانتخابات، إلا أنه في الوقت نفسه اعترض بشدة على دعاة العمل المسلح والعنف، كما ترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت بالجزائر في نوفمبر ,1995 وحصل على المرتبة الثانية بأكثر من ثلاث ملايين صوت، حسب النتائج الرسمية المعلنة، وتعتبر هذه الانتخابات أول انتخابات شارك فيه الإسلاميون في العالم الإسلامي بمرشح يحمل هذا التوجه.

وقد شارك في عدة مؤتمرات وملتقيات دولية في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا تتعلق بقضايا الإسلام والغرب وحقوق الإنسان والديمقراطية. والتقى أثناء زيارته لهذه الدول زعماء وكبار مسؤولي هذه الدول في كل من فرنسا وإسبانيا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية والسودان وقطر والكويت والمغرب وليبيا وغيرها من الدول.

شارك بقوة في صيانة الدولة الجزائرية من الانهيار، ودافع عنها في المحافل الدولية وقدم في سبيل حماية واستعادة مؤسسات الدولة والحفاظ عليها تنازلات كبيرة يعرفها الجميع.

ومن أهم الطروحات التي يدافع عنها الشيخ محفوظ نحناح: الشورى، الديمقراطية، التطور، التسامح، التعايش، الاحترام المتبادل، احترام حقوق الإنسان، مشاركة المرأة في مجالات الحياة، احترام حقوق الأقليات، حوار الحضارات، توسيع قاعدة الحكم، التداول السلمي على السلطة، احترام الحريات الشخصية والأساسية، الوسطية والاعتدال، تجسير العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وقد أدان الشيخ محفوظ نحناح العنف والإرهاب وكل مظاهر الغلو في الدين منذ بداياتها، واعتبرها غريبة عن الإسلام والمسلمين، وكرس مشواره الدعوي منذ أكثر من ثلاثة عقود للدفاع عن العقيدة الصحيحة وقيم الوسطية والاعتدال، وقد دفعت حركته ضريبة غالية أهمها اغتيال أكثر من 500 مناضل ومحب للحركة، وعلى رأسها الشيخ الأستاذ محمد بوسليماني، كما أن له مواقف واضحة من الاشتراكية والعلمانية والجهوية والصهيونية وقضية فلسطين وأفغانستان.

وتمكنت الحركة التي يرأسها الشيخ محفوظ نحناح بقيادته من تحقيق مكاسب سياسية كبيرة، حيث احتلت المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية، وكان أحد المرشحين الأربعة، والمرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية بمجموع 70 نائبا، والمرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية، وشاركت بسبع حقائب وزارية في الحكومة السابقة، وتشارك بثلاث حقائب في الحكومة الموسعة التي سبقت انتخابات ماي .2002

منع نحناح من الترشح مرة ثانية للانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1999 بحجة أنه لم يكن أحد مجاهدي حرب التحرير ـ إذ أن امتلاك ''الشرعية الثورية'' شرط قانوني للترشح لانتخابات الرئاسة في الجزائر ـ ولم يمنعه ذلك من مساندة ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تلك الانتخابات.

وكان من مواقفه الأخيرة دعوته إلى بلورة موقف متقدم لقوى الأمة العربية، لضمان استمرار حركة المعارضة للاحتلال الأمريكي للعراق ومواجهة استراتيجيات الهيمنة على الأمة، وذلك قبيل انعقاد الملتقى الدولي لمناصرة العراق وفلسطين في 16 أبريل الماضي، الذي تنظمه حركة مجتمع السلم الجزائري بهدف إنشاء هيئة دائمة مقرها الجزائر، تعمل على أساس جهود التضامن العربي وحماية قيم الأمة، وقد شاركت في ذلك الملتقى الدولي كل الأحزاب السياسية، والشخصيات الفكرية والمنظمات وجمعيات المجتمع المدني ورجال الإعلام والثقافة والتنظيمات الطلابية الجزائرية، فضلا عن ممثلين للأحزاب اللبنانية، وعلى رأسها ''حزب الله''، وأحزاب الأردن وبعض الفصائل الفلسطينية وشخصيات سورية متعددة الانتماءات وملتقى الحوار العربي الليبي وشخصيات فكرية من اليمن، وممثلون عن تنظيم الإخوان المسلمين، فضلا عن مشاركة بعض الأطراف التونسية والمغربية.

وكان رحمه الله يدعو دائما إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والشخصية، كما كان يدعو إلى التمييز بين ضرورة وجود الدولة وتقويتها ومنافستها ومعارضتها، والمطالبة بخلعها وذهابها عند إساءتها.

وكان يرى أن المشاركة في قاعدة الحكم أولى من الروح الانسحابية أو المعارضة الراديكالية، وقد بينت الأحداث صواب هذا الإختبار.

ولقد ألفت عنه عدة كتابات تعبر عن أفكاره منها: رجل الحوار، خطوة نحو الرئاسة، بالإضافة إلى مساهماته الثقافية في مختلف المجلات والجرائد العربية والملتقيات الوطنية والدولية والحوارات الإسلامية المسيحية في إيطاليا والسويد.

كما كان موقفه واضحا من وقف المسار الانتخابي، وكان يرى أن خطأ الحكومة الكبير لا يعالج بخطإ حمل السلاح وجز الرقاب وثقافة التدمير والحقد، وقد صرح أن الجيش سليل جيش التحرير يجب أن يعود إلى ثكناته بعد استتباب الأمن، ولا يعقل أن يبقى الشعب من غير حماية في الشارع والقرية.

وقد صدر كتابه الأول تحت عنوان'' الجزائر المنشودة'' المعادلة المفقودة:الإسلام..الوطنية..الديمقراطية''.





مسار حركة مجتمع السلم بالجزائر: نبذ العنف والحفاظ على قيم المجتمع الجزائري

تأسست حركة مجتمع السلم في 30 ماي ,1991 وتتبنى الحركة توجها إسلاميا معتدلا بالجزائر، كما تتبنى ثوابت الهوية الجزائرية (الإسلام والعروبة والتراث الأمازيغي). وتسعى لإقامة السلم والوئام الوطني في الجزائر بشكل غير مشروط، وتحافظ على الظهور كحركة إسلامية ديمقراطية وطنية مسالمة، كما تركز في خطابها على إعادة الأمن والاستقرار إلى الجزائر وعلى حماية حقوق الإنسان وكرامة المواطن.

وترتكز حركة مجتمع السلم ـ وكانت تعرف من قبل باسم حركة المجتمع الإسلامي ـ في برنامجها الحوار على الحل السياسي، إذ ترى أنه ''يجب أن تفتح قنوات الحوار أمام الجميع وتتوقف حملات العنف والعنف المضاد، ويتم بصورة جدية التكفل بالعائلات المتضررة من جراء المأساة الوطنية، وترفع العقوبات التعسفية التي طالت بعض المواطنين من جراء انتماءاتهم السياسية وتعويض المتضررين منهم، وبإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي بالتوازي مع إقامة محاكمات عادلة للمتورطين فعلا في الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وكرامة المواطنين''. وتلخص هذه المطالب أهم القضايا الشائكة المتعلقة بالأزمة الجزائرية في بعدها السياسي، ورغم أنها لا تتضمن ذكرا صريحا للمصالحة الوطنية، فإنها تتجه مباشرة إلى تحقيق أركانها.

وعلى صعيد آخر تعارض حركة مجتمع السلم عمليات إصلاح المنظومة التربوية بالطريقة التي طرحتها اللجنة الوطنية في تقريرها النهائي، وتطالب بضرورة الحفاظ على قيم المجتمع الجزائري المتمثلة أساسا في الإسلام وضمان سيادة اللغة العربية. ومن ناحية موقعها داخل الحياة السياسية بالجزائر، حصلت حركة مجتمع السلم على 38 مقعدا في الانتخابات التشريعية التي جرت في ماي ,2002 مقابل 69 مقعدا سابقا، لتحتل بذلك المرتبة الرابعة في''المجلس الشعبي الوطني'' بعد ''حركة الإصلاح'' ذات التوجه الإسلامي كذلك.

وقد عبرت الحركة قبيل وفاة الشيخ نحناح ـ رحمه الله ـ عن استيائها من التعاطي مع موضوع خلافته داعية هياكل الحزب والمناضلين إلى التزام الحذر في التعامل مع ما أسمته القصف الإعلامي المتعدد المصادر الذي يهدف إلى ضرب تماسك صفوف الحركة وفرض توجيه معين لمستقبله.

ـــــــــــــ
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته ... القى قبل عامين تقريبا محاضرة في عمان ... وقد سئل ما الذي يحدث بالجزائر ؟؟ اجاب رحمه الله : هناك تيار يريد ربط الجزائر ببارس ... وتيار آخر يريد ربطها بابن باديس ؟؟؟
ولا يوجد تيار وسط ؟؟؟ رحم الله امام الوسطية والاعتدال
__________________
دائما الحقيقة موجودة في مكان ماء .
ـــــــــــــــــــــــــــ
nofan_71@yahoo.com