الموضوع: ولي الأمر شرعا
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 23-04-2004, 12:38 PM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

جزاك الله خيرا يا أخي سلاف على فتح هذا الموضوع المهم، ونقلك لهذا الكلام العلمي القيم…..ولكن كما يمكن تفسير الكفر بالمعصية والإثم، فكذلك يمكن تفسير المعصية بالكفر، لأن من وقع في أمر مكفر فهو عاص للرسول، كمعصية أهل مكة الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم الله، وكمعصية "وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد"…"يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا"…. ويمكن تقييد المعصية بكونها مكفرة….
ولو افترضنا تفسير الكفر بالمعصية العادية غير المكفرة، فيعني ذلك أنه لا يجوز لأي مسلم طاعة أي حاكم في أي زمان أو مكان إلا أن يكون هذا الحاكم نبيا من الأنبياء، لأنه ليس هناك أحد معصوما إلا الأنبياء…ولو كان كذلك، لخرج الأئمة الأربعة على الخلفاء في عصرهم، ولكنهم لم يفعلوا…وجميعهم عذب ظلما وعدوانا…
ومعاملة الحاكم ثلاثة أنواع: الأول طاعته في غير معصية، إي إذا أمر بأمر ليس فيه معصية…والثاني، طاعته في أمر معصية، أي طاعته في معصية أمر بها….والثالث: الخروج عليه بالسيف…فيلزم البحث في كل نص من النصوص الشرعية في كل مسألة على حدة…يعني إذا أمر الحاكم بمعصية وفي النص الشرعي: لا يجوز معصيته، لكن قد لا يكون النص الشرعي جواز معصيته في غير هذا الأمر، وأيضا قد لا يكون في النص الشرعي جواز الخروج عليه بالسيف…. فإن أمر بمعصية نأمر بعدم طاعته في هذا الأمر دون بقية الأوامر التي ليست فيها معصية..وعلى هذا يحمل قول أبي بكر الصديق: أطيعوني ما أطعت الله فيكم..أي في الأمر الذي آمركم فيه بطاعة، أما الأمر الذي آمركم فيه بمعصية: فلا طاعة لي عليكم في هذا الأمر خاصة… وأما الخروج على الحاكم، فلم تأت المقالة بدليل على جوازه، وإنما رد المقال على طاعة أولي الأمر…
وأما شرط البيعة فلم يشترطها الفقهاء الأقدمون، ولا مانع من البحث في هذه المسألة في كتب الفقه…
وأما كون وجود بعض العلماء الذين يتقربون من السلاطين من أجل الدنيا، فلا يمنع من وجود بعض العلماء الذين يتقربون من السلاطين من أجل الدين…أقصد أنه كان كثير من علماء السلف الصالح يصاحبون السلاطين والخلفاء لإرشادهم لما ينفع الأمة في دينها وآخرتها، ولما أوتوا من الحكمة…ولو أعرض جميع العلماء عن صحبة الحكام، لأصبح جميع من بجوار الحكام والسلاطين الجهلاء السفهاء الذين لا يعرفون ما هو خير للأمة، فيصبح مصير الأمة في أيدي جهلة….وأما اتهام العلماء بأنهم مأجورون فلا يمنع من أن تكون نيتهم الله والدار الآخرة…
ويجب أن نعلم تمام العلم، أننا لسنا أول من كان حكامه ظالمين عاصين وأن السلف كانوا يتعرضون أحيانا لمثل هؤلاء الحكام…وكذلك يجب أن نعلم تمام العلم أننا لم نتحصل على أدلة شرعية لم يتحصل عليها السلف الصالح والأئمة المجتهدون كالأئمة الأربعة وغيرهم…وكذلك يجب أن نعلم تمام العلم أننا لم نتحصل على أدوات اجتهاد -أي أهلية النظر في الدليل-لم تكن موجودة في عصر السلف الصالح…وكذلك يجب أن نعلم تمام العلم أن فهمنا للأدلة الشرعية أقصد نصوص الكتاب والسنة، ليس بأفضل من فهم السلف الصالح للدليل…. فعلينا أن نقرأ تاريخ السلف الصالح جيدا، وكيف أنهم صبروا على ظلم الولاة والسلاطين…
__________________
أبو سعيد