عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 02-07-2006, 06:47 AM
ابن الماء ابن الماء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 20
إفتراضي

السلام عليكم و رحمة الله

لا أشك في أن أبن باز عالم و حافظ و فقيه و لا أشك فيه غيرته على الاسلام التي لا تقل غير أي مسلم و لا أشك في رغبته بأن يكون الاسلام في القمة كما يرغب اي مسلم. و لكن هل هذا هو كل شيء؟

لماذا نحمل الرجل أكثر من طاقته. الرجل ليس عالما مسلما مجاهدا مستقلا رفض المنصب كما رفضه ابو حنيفة النعمان عندما عرضه عليه ابو جعفر المنصور. هناك علماء المسلمين المجاهدين بالسنتهم و علمهم و هناك علماء الدولة. التاريخ الاسلامي يعلم من هو ابو حنيفة و لكن من يعلم من هو الذي قبل المنصب بعد ابو حنيفة. لا يذكر تاريخنا الا العلماء الشرفاء المجاهدين و على الرغم من كثرة علماء الدولة الأمويه الذين كانوا يفتون بوجوب سب على كرم الله وجهه و يفعلون ذلك على المنابر و على الرغم من كثرة علماء الدولة العباسية الذين أحلوا دم الامويين حتى طفلهم الرضيع بأسم الاسلام إلا انهم قد ذهبوا أدراج الرياح و هم لا يسواوون شيئا إن لم يكونوا وصمة عار في تاريخنا أصلا.

ابن باز رحمه الله و غيره من العلماء إن كان لديهم العلم و الحفظ فماهو اختلافهم عن مكتبه اسلامية أو موسوعة اسلامية متكاملة إذا لم يعملوا بعلمهم و جاهدوا من أجله و يموتوا دونه؟ الدين كامل منذ 1400 سنه و نحن قد تركنا نبينا صلى الله عليه و سلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك.

أبن باز من جملة من ليس له أي مرجعية لدى المسلمين بشكل عام و سينساه تاريخنا الاسلامي عندما نتجاوز هذه المرحلة السيئة من تاريخنا و لن يتذكر الا من مات من أجل لا اله الا الله. ابن باز ليس لديه مرجعية بشكل خاص أيضا للشبهات التالية:

الاولى: أنه موظف في الدولة و لا يملك الاستقلالية. يقوم بعمله و يحصل مقابل ذلك على أجر كل شهر. هذه شبهة لا يستطيع أي شخص إنكارها و أنها تمثل الحد الفاصل بين إن كان الشخص فعلا مؤمن و مدرك بخطورة عملة أم أنه يؤدي عملا روتينيا. و لكي أوضح لماذا هذه النقطة مهمة في الحكم على أي قضية فلو فرض أن شركة أوكل لها بناء طريق بين مدينة و قرية. الواضح أن كل عامل في الشركة مخلص لعملة سوف يقوم بعمله على أكمل وجه في بناء الطريق. و لكن لنفرض أن أحد أفراد القرية هب للمساعدة في بناء الطريق و أخذ يبذل الجهد و المال من اجل ذلك. هذا الرجل الذي يعمل مستقلا عن نظام الشركة و لا يخضع لأنظمتها و لا يتقاضى أجرا مقابل عمله رجل يؤمن بأهمية الطريق و خطورته لقريته. كذلك لا يمكن أن نضع حكما في مبارة كرة قدم مثلا من بدل هي أحد طرفي المباراة حتى و لو قلنا أنه رجل متمكن من قوانين اللعبة و نثق في أمانته. لأن مسألة الاستقلالية تعطي المصداقية.

هذه هي المعضلة الأولى أما الثانية فهي جهل الرجل بالواقع المحيط به و هذا ينسحب على جل علماء الدولة فهم لا يعيشون مع الناس و لا يتابعون الأحداث العالمية الا كما يتابعها الشخص العادي بدون نظرة عميقة لعدم توفر الثقافة السياسية و الاجتماعية و العلمية لديهم. لذلك تجد أن أبن باز وقع في خطأ أنه أنكر دواران الأرض حول نفسها.

لذلك فلافتقاد الرجل للمعرفة اللازمة للحياة المعاصرة فقد يكون مناسبة لغير عصرنا هذا و لا يمكن للأمة أن تعطيه أي موثوقية و لا يمكن الاعتماد عليه الا في القضايا الفقهية التي لا تتطلب كثير معرفة بالمحيط كأحكام الصلاة و الصيام و الحج على سبيل المثال.

و الحمد لله رب العالمين
__________________




من جاء بالحسنة فله خير منها...
و هم من فزع يومئذ آمنون...
و من جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار...
هل تجزون إلا ما كنتم تعملون...
إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة التي حرمها...
و له كل شيء...
و أمرت أن أكون من المسلمين...
و أن أتلو القرآن...
فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه...
و من ضل فقل إنما أنا من المنذرين...
و قل الحمد لله...
سيريكم آياته فتعرفونها...
و ما ربك بغافل عما تعملون.