عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 24-08-2007, 08:58 AM
talal22 talal22 غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
المشاركات: 261
إفتراضي

كود HTML:
في كل حالات الشجار وفي كل حالات المعارك، يقف المهزوم أو الذي لم ينتصر، ليعيد الحسابات مع نفسه، والكثير من الذين يخفقون في تحقيق نصر، لا يصفون انكسارهم بالهزيمة، فهم عند وصفهم لحالهم لا يقولون بأنهم انهزموا، بل سيمنحون أنفسهم صفة الانتصار ولو بصفة نسبية، فمن يخسر معركة انتخابية، سيذكر عدد الأصوات التي حصل عليها، ويقارنها بأصوات خاسرين آخرين، وسيركز على تلك الحالة ليبين أنه انتصر ولو نسبيا، ومن يرسب في امتحانات الثانوية العامة سيقول أنه أخفق في مادة واحدة، وسيعوضها في الامتحان التكميلي ..

تعرت الادارة الأمريكية بعد أن عرف الشعب قدرة رئاسته على تمويه الحقائق ، والكذب بهدف تمرير خطط جلبت على الشعب الأمريكي العداء والكره من العرب والمسلمين ، بل وأضر ذلك بمصالح أمريكا ، وصلت الى حياتهم اليومية ودفعهم للكثير من الضرائب


والمشكلة ان حصيلة الأمريكان في حروبهم المجنونة لم تردعها لتغير سلوكها أو تعيد حساباتها في سياستها الخارجية بالرغم من الأصوات التي علت في أمريكا التي تعلن رفضها للحرب ،وأثر ذلك على شعبية إدارة المحافظين الجدد


كود HTML:
5ـ ضمان السيطرة على منابع النفط وتدفقه بأسعار وأشكال تتحكم بها أمريكا دون غيرها .. حتى تتحكم بدول تحتاج للطاقة في المستقبل كالصين واليابان



تقول دراسات نفطية مختلفة ما يلي : احتياط العالم من النفط يبلغ 1.2 تريليون برميل، يوجد حوالي 65% منها في الخليج والعراق وإيران
سيرتفع استهلاك العالم النفطي من 75 مليون برميل يوميا إلى حوالي 120 مليون برميل في عام 2020م، بينما سيبقى حال مصادر النفط كما هي، أي أنها ستكون عاجزة عن تغطية هذه الزيادة الرهيبة
معظم مصادر الطاقة سينضب خلال العقدين أو الثلاثة عقود القادمة ولن يتبقى إلا هذه المنطقة" الخليج" كمصدر شبه وحيد لطاقة العالم
الولايات المتحدة ذاتها سيزيد استهلاكها خلال العشر سنوات المقبلة من حوالي 15 مليون برميل يوميا إلى حوالي 42 مليون برميل
احتياطات العراق منفردا من النفط تتراوح من 120 مليار برميل إلى 220 مليار برميل.

وبالنظر إلى نتائج هذه الدراسات مجتمعة فإن المرء ليس بحاجة لأن يكون خبيرا اقتصاديا ليستنتج أن قلة المعروض من النفط أمام كمية الطلب الهائلة، سيقفز بأسعار النفط إلى أرقام فلكية، أو أن يكون خبيرا استراتيجيا ليستنتج أن حصر مصادر النفط في منطقة معينة يعني أن من يتحكم فيها سيؤمن حاجته من الطاقة أولا، وسيسيطر على العالم ثانيا.

بعد هذا كله، لم يكن المُستغرب إذاً هو تواجد الدولة العظمى الوحيدة في العالم وحلفاءها في المنطقة بشكل مكثف، بل عدم تواجدها هو المستغرب. فجاء احتلال العراق ذو الموقع الإستراتيجي وحل جيشه كخطوات أولى في مخطط كبير وطويل الأمد يسمونه "الفوضى الخلاقة، ليدخل العراق في دوامة مظلمة من الفوضى القابلة للتصدير إلى من حوله.

الغريب في الأمر أن معظم المفكرين والإستراتيجيين العرب يعتبرون قرار حل الجيش العراقي خطأً إستراتيجيا، بينما هو في حقيقته خطوة إستراتيجية هامة في مخطط "الفوضى الخلاقة"، وفي تأمين إسرائيل من أكبر خطر كانت تعتبر أنه يهدد بقاءها، ولا أدل على ذلك من احتفالات إسرائيل الكبيرة بهذا القرار.

"الفوضى الخلاقة" تهدف إلى فك دول المنطقة بإدخالها في حروب أهلية وإقليمية عن طريق إيقاظ الفتن المذهبية للوقيعة بين السنة والشيعة سواء على مستوى الدول أو الشعب الواحد. وكذلك عن طريق إيقاظ النعرات القومية كالفارسية مقابل العربية والكردية مقابل العربية. أضف إلى ذلك، تحفيز الأقليات عموما كي تطالب بحقوقها المسلوبة على حد زعمهم، ودعم الليبرالية والعلمانية وتحريكها لفك عُرى المجتمعات العربية المحافظة.

وبعد أن تؤتي كل هذه السُبل التفكيكية أُكلها كامل غير منقوص، يأتي دور المرحلة الثانية من مخطط "الفوضى الخلاقة" المتمثل في إعادة تركيب دول المنطقة حسب ما تقتضيه مصالح الدول الغربية وأمن إسرائيل.

الهدف من هذه الخطة التي قد يستغرق تنفيذها سنوات طويلة هو أن تقسيم "سايكس بيكو" لم يعد يناسبهم حاليا، فمازال هناك مَن يستطيع أن يهدد أمن إسرائيل، ومَن يستطيع أن يتحكم فيهم نوعا ما من خلال سيطرته على مصادر الطاقة. لذا كان لابد من تقسيم جديد يفتت المفتت ويفكك المفكك من دول ومجتمعات المنطقة وتحويلها إلى شبه محميات صغيرة مغلقة، فاقدة لأي قدرة على حماية نفطها وتهديد أمن إسرائيل.