عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 28-08-2007, 06:08 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

كان جبران إبان انتقاله إلى نيويورك يقول في المدينة إن لها أسلوبها الخاص في صنع الإنسان ، فهي برأيه تطلقه اجتماعياً وتقضي عليه مهنياً ... وهو لا يقوى على محاربتها بما عدا التركيز على عمله . ومع انقضاء أربع سنوات ، بعد فراغه من كتابة "المجنون" ، ذكرته ماري بذلك المسعى قائلةً "لقد فتحت ، ليس نيويورك فحسب ، بل أكثر من ذلك حتى الآن."[11] وكأنها تقول ينتظر منك الكثير بعد.







هذه القطعة أصلاً قصيدة نظمها جبران بالإنجليزيّة عربون شكرٍ للفنّان الأميركي Albert Pinkham Ryder ، أحد أشهر رسّامي تلك الحقبة. وقد أراد جبران أن يضمّنها مشاعر تقديره وإعجابه بعملاقٍ تكرّم وقام بزيارةٍ لأحد معارضه، وهو لمّا يزل فنّاناً صاعداً.

وفيما يلي تجسيم بالعربيّة يتحقّق للمرّة الأولى لهذه القصيدة وأهديه بدوري إلى جبران الذي أضحى عملاقاً لكلّ زمان ومكان.



شاعرٌ !

من نال شعرَك غيُرها ،

بدروبك المتوحِّدة ، أرواحُ ؟

أم نبيٌّ !...

ما رفعتَ إليك إلا ...

من لغَيضِكَ ساقتِ الأرياحُ ؟



* * * * * * * * *



الكائناتُ لكَ ،

وما سماها ،

وما خلاها خطرةٌ ...

ترتاحُ

فيك ،

برقصِها جَذلى ،

ما الصمت غلَّفكمْ ...

سوى للغائبين صُداح

لستَ وحدك قائماً ،

الكلُّ عندك ماثلٌ

لا يعصينَّ وِشاحُ .

* * * * * * * * *

يا مَن ليومه رهبةٌ

مِن قدس ليلٍ ملؤه

نور الدّجى الوضاح

تروي التلالُ

وقعَ آثارٍ لكَ ،

فيخلدنَّ يراعُك مَن راحوا

كم من عميق اللحن ردّدَ يمُّكَ ،

... فأشاح بالأزمان وهو بَراحُ

أسرارُ آلهةٍ ...

حمتها سماؤك ،

فيها تسمَّوا واستظلُّوا وفاحوا .

* * * * * * * * *

يا شاعري !

من نال شعرَك غيُرها ،

أرواح من في إثرِكم لاحوا ؟

يا نبياً !

من بوحدتك اختلى ...

وأطاع ريحَكَ ،

هانئٌ ممراحُ

ترثي لجبلتنا

وتجنَب ضَعفَنا ،

فيا وليد الآتي ...

أنت صباح !

لولا تلظوا بوهج حبك ما سموا

بين يديك، بحبهم باحوا.

* * * * * * * * *

لا ، لست وحدك ،

إننا
في الإثر نمضي ، واللظى ...

للقاصدين مِراحُ

نرقى فوق الأفق،

لا متسامياً يعلو عزائمَنا ،

وإلاّ يُباحُ

الجوعُ قوتُ مجاهدينا ،

قدتَهم ، ...

والظما خمرتهم ،

فأين رَواح ؟



ها قد عرفناكَ ،

سمعنا نداءَك ،

حباً رُفِعتَ ،

بشرُك مصباح.



أمسية "جبران خليل جبران" الثّقافيّة، في مهرجان الإنتشار اللبناني بمناسبة عيد الإستقلال.

ملبورن،






















--------------------------------------------------------------------------------

[1]- بشروئي ، س. ، "جبران خليل جبران ، مختارات ودراسات". دار المشرق - بيروت (1970) ، ص. 23 - 27.

[2]- هاسكل ، م. ، من يومياتها - المجموعة رقم 40 - بتاريخ 6 إلى 9 آب ، 1912.

[3]- جبران ، ج. وجبران ، خ. ، "خليل جبران" New York Graphic Society ، بوسطن (1974)، ص. 9

[4]- جبران ، خ. ج. ، من رسالة إلى ماري هاسكل بتاريخ 16 شباط ، 1913.

[5]- هاسكل، م.، من يومياتها (مجموعة رقم 46) 27 آب 1915 ، (68) 1 حزيران 1924 ، (46) 26 تموز 1916.

6- هاسكل، م.، من يوميّاتها (مجموعة زقم 44) بتاريخ 3 أيلول 1913 .

[7]- جبران ، ج. خ. ، من رسائله إلى ماري هاسكل بتاريخ 29 أيلول و 22 تشرين الأول 1912.

[8]- هاسكل ، م. ، من يومياتها (مجموعة رقم 59) بتاريخ 14 كانون الثاني 1916.

[9]- جبران ، ج. خ. ، "المجنون" - المجموعة المعربة (تعريب الأرشمندريت أنطونيوس بشير) - دار جبران - مكتبة

صادر ، بيروت 1981 ، ص 9.

[10]- هاسكل ، م. ، من يومياتها (مجموعة رقم 69) من رسالة إليها بتاريخ 21 أيلول 1913 .

[11]- هاسكل ، م. ، من رسالة لها إلى جبران بتاريخ 8 كانون الأول 1914.
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس