عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 20-09-2001, 03:33 PM
ميثلوني في الشتات ميثلوني في الشتات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 2,111
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميثلوني في الشتات
Post

منابع الإرهاب : بوارق في الظلام
الكاتب: محمد الأحمري

تاريخ الإضافة: 9/20/2001 9:15:02 AM

--------------------------------------------------------------------------------
أرسل هذه الصفحة لصديقك | اطبع هذه الصفحة
2

كانوا يتساءلون: هل هذا العمل العنيف قد مزق أعمالهم، أنهى جهود السنين من الدعوة والعمل؟ حين عاد الموظفون لمكتبهم الدعوي يوم الجمعة 15 سبتمبر رابع يوم للتفجير من صلاة الجمعة، وقد سرى عنهم الخطيب شيئا من الغم، وصرح بما يهمسون به لأن الخطيب ليس من المهاجرين، بل من أهل البلد، يستطيع أن يقول بعض الحقيقة، وشرح بدون تلكؤ جوانب غائبة قد تكون من أسباب المأساة، وصورا من الإرهاب حول العالم، وضحاياه في العراق وفلسطين، مستنكرا هول الحدث، ومذكرا بالإرهاب الذي من طول مدته واستمراره تبلد الأمريكان عنه وسكتوا. وذكر العديد من المواقف التي تسكت فيها الدول الكبيرة عن الجرائم والمجازر، ولا تعطيها أهمية إلا عندما تمس مصالحها، وكأن الآخرين ليسوا بشرا. وذكّر الخطيب ببعض من الحقائق والأمثلة المسكوت عنها، في ظلام التهجم، والمغالطة والظلم للمسلمين والاضطهاد، برقت تلك الكلمات، وأنارت قلوبا غشاها الضنك.

عادوا يغلب عليهم الصمت، وكل يفكر في مخرج من هذه الأزمة مخرج للنفس، أومخرج للدعوة والناس، وكل حسب همته، وإذا تحدثوا جمجموا، لأن العربي المسلم مهما كره الإرهاب فهو متهم، فيهرب بالحديث إلى موضوع آخر، وعند عودة هؤلاء الدعاة لمكاتبهم واليأس يفلي القلوب، والخوف على الأسر وعلى مستقبلها -القريب وليس البعيد- يحيط بالجميع، وشيء من الشعور بأن ما بني في سنين يهدم في لحظة، وفي غمرة الخوف ومكالمات التطمين واتصال الزوجات للاطمئنان على نهاية صلاة الجمعة دون مآس، حينها جاءت مكالمة من بلدة صغيرة ليس بها مسجد يقول صاحب المكالمة إنني أريد أن أسلم فكيف؟ وألقى الشهادة رددها بالعربية ثم بالإنجليزية، طلب المزيد من المعلومات، شرح خبر المسلم الجديد صدورا منقبضة، وأنار في شدة الظلام سراجا للأمل.

نعم هناك ما يستحق أن يتعب الناس ويعانوا من أجله، وليس صحيحا أن مجهود هذه المؤسسات قد ضاع وتهدم، فهو مستقبل واعد وخيّر، ويحتاج إلى إصرار واستمرار مهما يكن التشويه والأذى، ذلك طريق الأنبياء تلتمع بوارق الآمال عند المحن، لتنير الطريق لمنازل جديدة، وواجبنا التفاؤل، والخروج من ظلام اللحظة الحاضرة، وصعوبة الموقف، وليس للصادقين الجادين أن يبالغوا في الخشية أن تضيق عليهم دائرة العمل، فعسى الله أن يأتي بخير ونصر من عنده، وكل يوم جديد عالم من العزم والأمل والعمل، لا يلغيه سابقه. وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا

======================= http://216.39.197.144/alasrnew/artic...3&sectionid=20
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه