الموضوع: المرأة و الادب
عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 27-07-2001, 01:24 PM
الدومري الدومري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 3,868
إرسال رسالة عبر  AIM إلى الدومري
Post

بقية البحث

بما انه عجبك أختي
=============================

ولم تقتصر المرأة العربية على نظم الشعر هجاء ولوما وعتابا بل اعتمدت إلى جانبه النثر وسيلة لذلك
فأم البنين بنت عبد العزبز بن مروان تعتمد أسلوبا نثريا بليغا حين ترد على الحجاج بن يوسف الذي وفد على زوجها الوليد بن عبد الملك ونصحه بأن يدع عن نفسه مفاكهة النساء لأن المرأة برأيه ريحانة لا قهر مانة، ولا يجوز اطلاعها على الأسرة أو مشاورتها في الأمور لأن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن وأنه من الأوفر للعقل أن لا يجلس أمير المؤمنين معهم 0000الخ

فهي تخاطب الحجاج قائلة : (والله لولا أن جعلك أهون خلقه وابتلاك برمي الكعبة ولا بقتل ابن ذات النطاقين وأول مولود في الإسلام وأما ما أشرت به على أمير المؤمنين من الامتناع من بلوغ اوطاره من نسائه فإن كن ينفرجن عن مثل مانفجرت به عنك أمك بالأخذ عنك والقبول منك، وان كن ينفرجن عن مثل أمير المؤمنين ف‘نه غير قابل منك ولا مصغ إلى نصيحتك وأم علقمة الخارجية التي عرفت بجرأتها في قول الحق ولو أدى ذلك إلى حتفها تهجو الحجاج بن يوسف قائلة: (لقد خفت الله خوفاً صيرك أصغر من ذبابة)
وحين يريد استشارة جلسائه من أهل الشام في أمرها قالت: (لقد كان جلساء أخيك فرعون أرحم من جلسائك حين استشارهم في أمر موسى)
وأم عون امرأة أبي الأسود الدؤولي التي طلقها زوجها وألبسها صفات ليست منها تهجو زوجها في مجلس معاوية قائلة (يا أمير المؤمنين ما علمته إلا سؤالاً جهولا ملحاً بخيلا ، إذا قال فشر من قائل، وان سكت فذو دغائل، ليث حين يأمن وثعلب حين يخاف شحيح حين يضاف إذا ذكر الجود انقمع لما يعرف من قصر رشاءه ولوم آبائه صنيعه جائع وجاره ضائع لا يحفظ جارا ولا يحمي ذمارا ولا يدرك ثارا أكرم الناس عليه من أهانه وأهونهم عليه من أكرمه)
وأجادت المرأة المدح وسلكت مسلك الشعراء في مدح الملوك والأمراء فكانت تفد عليهم وتنشدهم من قصائدها فيكرمونها ويصلونها ويستضيفونها مدة طويلة أمثال الشاعرة سارة الحلبية التي أجادت صناعات كثيرة ومدحت أمير المؤمنين المستنصر بالله الحفصي بقولها: الشرق يزهو بكم والمغــرب وكذا الزمان يتيه بكم ويقرب
والملك والمجد والمفاخر والندى كل فخر على مجدك ينسـب
وحين ارتحلت إلى ابن الأحمر في الأندلس أنشدته تقولها:
سما لك ملكاً لا يزول مجـددا وعزاً وتأييداً ونصراً مؤيـدا
أرى الدهر في ما شئت لك صادقا على كل ما تختاره لك مسعدا
وحين انتقلت إلى ملك المغرب الأمير يوسف بن عبد الق المربيني أنشدته قائلة
باليمن والسعد والتأييد والظفر قدمت يا خير الأملاك من مصر
فكنت كالشمس بعد الغيم ملفعة أو كالغنى جاء للمرء بعد الفخر
ملأتم الأرض من قسط ومن عدل وقلب أعدائكم بالرعب والذعر
وعندما تتحسس المرأة العربية الإهانة ولا تقوى على الدفاع عن ذاتها تعتمد شعر العتاب لتنبه الآخرين إلى الظلم الذي وقعت فيه فها هي المغنية جوهر تعاتب مروان الشامي الذي باعها بيع المتاع بقولها:
فأنت الذي أخلفت ما وعدتني وأشمت بي من اكن فيك يلوم
وأبرزتني للناس ثم تركتنـي غرضاًأرمى وأنت سليــم
وأتقنت المرأة وصف ما حولها شعراً ونثراً بما امتازت به من دقة الملاحظة وعميق الاحساس فليلى بنت عبد الله بن الرحال وصفت توبة الحمير الذي كان يهواها ورفض أبوها زواجها منه وزوجها لغيره يقولها (كان سبط البنان، حديد السان، شجا الأحزان، كريم المخبر، نظيف المئزر، جميل المنظر)
وقد وصفته شعراً بقولها:
بعيد الثرى لا يبلغ القوم قفره ألده ملد يغلب الحق باطلــه
إذا حل ركب في ذراه وظلــه لـيمنعهم مم يخاف نوازلـه
حمامهم بنصل السيف من كل قادح يخافونه حتى تموت خصائلـه
كما وصفت ميسون بنت حميد بن بجدل الكلبية زوجة معاوية بن أبي سفيان بيئتها البدوية الأولى التي عاشت فيها طفولتها ومراهقتها بقولها:
للبس عباءة وتقر عـيني أحب إلي من لبس الشفوف
وبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قصر منيــف
وبكر يتبع الأظعان صعب أحب إلي من بغل زفـوف
ووصفت عائشة الباعونية الدمشقية مدنية دمشق بقولها:
نزه الطرف في دمشق ففيها كلما تشتهي وما تختـار
هي في الأرض جنة فتأمل كيف تجرى من تحتها الأنهار
وتناغيك بينها صارخـات خرست عند نطقها الأوتار
كلها روضة وماء زلال وقصور مشيـدة وديـار
وإذا كان بعض رجال ذلك العصر قد فاخروا من خلال الشعر بشرابهم فوصفوا الشراب وألوانه وآنيته وساقيته وألحانه التي يتوفر فيها وتفننوا بذلك فإن بعض النسوة العربيات كأم حكيم بنت يحيى الأموية زوجة الملك بن عبد العزيز ومن بعده هشام بن عبد الملك والتي عاقرت الشراب وأدمنت عليه تقول:
ألا فاسقياني من شرابكما الوردي وان كنت أنفذت فاستر هنا بردى
وسواري ودملجي وما ملكت يدي مباح لكم نهب فلا تقطعا وردي
وإلى جانب تلك الصورة السلبية للمرأة نجد المرأة الحازمة الفارسة التي تبث الحماسة في نفوس المقاتلين وتثير أريحيتهم للإقدام والمثابرة أمثال أم البراء بنت صفوان بنت هلال التي تنادي المقاتلين لينضووا تحت لواء الخليفة عمر بن أبي طالب والحرب معه ضد معاوية حيث تقول:
أسرج الجواد مسرعاً ومشمرا للحرب غير معرّد لفرار
أصبت الأمام ودب تحت لوائه وافر العدو بصارم بثار
يا ليتني أصبحت ليس بعورة فأذب عنه عسكر الفجار
__________________
مابعرف شو بدي قول الطاسة ضايعة
الرد مع إقتباس