عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 09-07-2007, 09:55 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Thumbs up

العزيزة المتميزة ملاك الخيمة بيلسان :
الحب الحقيقي الذي اخترته لنا هو الحب الذي لا يعرف إلا العطاء و لا ينتظر مقابلا : لا جزاء و لا شكورا ...

هذا نوع من أنواع الحب الحقيقي و الذي يمكن أن يوضع كنقيض أوفي مقابل ما يمكن أن نطلق عليه حب النفس أو حب الشهوة و الذي لا يعرف إلا الطلب و الأخذ من الطرف الآخر المقابل إلى حد إستغلاله ... !!!


و هنا يأتي الإشكال الذي طرحته الأخت الكريمة المتألقة العنود النبطية :
ماذا نفعل إذا كان أحد الطرفين يعطي بلا مقابل و الآخر يأخذ بلا مقابل ؟ !

هل يمكن أن نعتبر أن هناك حبا حقيقيا ؟

أم هما نوعان : واحد حقيقي و الآخر زائف ( شهواني – نفسي ) ؟

هل يمكن أن نتحدث عن حب في إتجاه واحد ؟

أم أنه لا يمكن الحديث عن حب إلا بوجود علاقة بين طرفين ؟

و ماذا لو كانت هذه العلاقة غير أن أحد طرفيها يحب الآخر إلى درجة العشق و أكثر ، في حين أن الطرف المحبوب لا يشعر بشيء مميز تجاهه ؟


الظاهر حسب صاحب النص أن الحب الحقيقي هو الذي يخص أحد طرفي العلاقة
( بما أنه لا يطلب مقابلا ) ، و بالتالي فهو لا يشترط توافقا بين طرفي العلاقة ...

و كأني بالمحب في هذه الحالة يحب محبوبه حبا حقيقيا أو حبا ذاتيا ، أي يحبه لذات المحبوب و دون أن ينتظر من هذا المحبوب مقابلا ...

و ماذا لو أن المحبوب الذي لم يكن في مستوى حب محبه الحقيقي ، ماذا لو قابله بالإساءة و الصدود ؟ !

هل يمكن أن يستمر المحب الحقيقي في حبه الحقيقي مع وجود الصد و الإمتناع و الإساءة ؟ !



لو نرجع قليلا إلى بعض الحقائق كي تنير لنا دربنا في هذا الموضوع :

1 – قال سيدي رسول الله عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام : "والذي نفسي بيده لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين" .

هذا حديث خطير جدا يا سيدتي الفاضلة ملاك .

عندما يصل الواحد منا إلى أن يكون حب رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم في درجة تفوق حب :

أ – ولده و أقربائه ،

ب- ماله و ممتلكاته ،

ج – نفسه التي بين جنبيه .


عندما يصل حب حبيب الله سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام أرقى من حب هذه المحبوبات المذكورة ، ساعتها يمكن أن نطلق عليه صفة المؤمن ... !!!



ترى لماذا هذا التقرير الخطير من سيدنا رسول الله و الذي ينطق على الهوى ؟

لأنه على حسب فهم العبد الفقير إلى مولاه الغني ، يريد أن يوصلنا إلى الحب الحقيقي : حب الله عز وجل .

و هذا الحب الحقيقي لا يمكن أن نصل إليه إلا عبر حبه صلى الله عليه و سلم .

و هنا أستعيد ما خطه يراع سيدتي الفاضلة خاتون في تقريرها أن الحب الحقيقي لا يمكن أن يوجد إلا مع من هو وحده حقيقي ...الحق ...الباقي ...المعطي ...الجواد ...

الغني ...الرحمن ...الرحيم : الله سبحانه و تعالى .




( يتبع إن شاء الله تعالى )