عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 09-07-2007, 09:56 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Thumbs up المعذرة عن الإطالة ، و لكنه موضوع ذو شجون و فنون و جنون ...!!!

2 – قال سيدي رسول الله عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام : "أن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء"
قيل: من هم لعلنا نحبهم؟
قال: " هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس "

و في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله : " رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه
و في الحديث القدسي: " وجبت محبتي للذين يتحابون ويتجالسون ويتزاورون ويتبادلون في "
هذه الأحاديث النبوية الشريفة و غيرها كثير
تؤكد إمكانية وجود الحب الحقيقي بين المخلوقات ...
كيف ذلك ؟
لوجود حب حقيقي بين المخلوقات الترابية على حد تعبير أختنا الكريمة خاتون ،
لا بد من وصل هذه العلاقة بالحق تبارك و تعالى ،
و لهذا ترانا دوما نحكي عن الحب في الله و المحبة فيه عز وجل ...
و بما أن القصد هو الله الحق و ما سواه باطل ،
تكون تلك العلاقة بين الناس علاقة حب حقيقية و لاحظي جزاءها الكبير : الأنبياء و الشهداء يغبطون مكانة هؤلاء المتحابين في الله حبا حقيقا .

إذن كيف يمكن أن نعيش هذا الحب الحقيقي النادر و الثمين ؟ !
يتضح لي ، و الله أعلم و أحكم ، أن من كان له حظ منه فهو السعيد حقا ، و من كان بعيدا عنه فهو المحروم حقا و العياذ بالله ...
و حسب العرض السابق لا يمكننا الحديث عن حب حقيقي ما لم يكن هذا الحب الممنوح :
- أقوى من حب أنفسنا و ذواتنا .
- أقوى من حب أولادنا و أقاربنا .
- أقوى من حب أموالنا و ممتلكاتنا .
هذا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ...

أما لنا نحن : المخلوقات الترابية فيما بيننا ، فلا أقل من أن يحب أحدنا للطرف المقابل ما يحبه لنفسه ... !!!
و لذا وجب التنبه و التيقظ ، و هي فرصة كبيرة كي نتدرب على الوصول إلى هذه الدرجات العالية من الحب ... !!!
و ما الذي يدفعني أن أحب أحدهم مثل نفسي أو أكثر ؟ !

هناك أشياء يمكن أن تفسر في ماهية وجود هذا الحب الحقيقي ،
و هناك أشياء يعسر تفسيرها إن لم تصل إلى درجة الإستحالة ...!!!
فالحب الحقيقي شعور روحاني ، لا يخضع في كثير من الأحيان إلا مبررات معقولة ,,,

أليست الروح أعمق و أدق فهما من العقل و العاطفة و غيرها ؟
[ و يسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ] الآية .
[الأرواح جنود مُجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف‏‏] الحديث .
أما ما يمكن أن يفسر وجود و السعي إلى عيش الحب الحقيقي ، فيمكن ذكر رغبة الجميع في أن يحيى هذا الحب الساحر و النادر و إرادة بعضهم لنيل تلك الدرجات العالية عند الله التي سبق ذكرها ،
بل إني أزعم أن حتى حب الله عز وجل و هو الذي أطلقنا عليه إلى حد الآن " الحب الحقيقي " تتفاوت حقيقته من واحد إلى آخر :
- فهناك من يحب الله تعالى طمعا في جنته ، و هذا حب حقيقي و لكن يطلب مقابلا ... !!!
- و هناك من يحب الله خوفا من ناره ، و هذا حب حقيقي و لكن اتقاء لعذاب منه ... !!!
- و هناك من يحب الله لا طمعا في جنته و لا خوفا من ناره ،
و لكن حبا في ذاته عز و جل ، و هذا هو الحب الحقيقي حقا حقا .



المعذرة عن الإطالة ،
جعلنا الله و إياكم سيدتي العزيزة ملاك أهلا لحبه الحقيقي حقا حقا ،
بمحض فضله و جوده و كرمه.