عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 10-08-2001, 12:34 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

أما القسم الثاني من الأحاديث وهي التي استنبط منها بعضهم أن الرسول نص على أن يكون علي خليفة بعده، فإنها تتلخص في أربعة نصوص هي :

1- روى البخاري عن مصعب بن سعد عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا وقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال الا ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى ؟ الا انه ليس نبي بعدي ".
وروى مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي " أنت مني بمنزلة هرون من موسى الا انه لا نبي بعدي ". وروى مسلم عن إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لعلي " اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى " .
وروى البخاري عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي " اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى " .
وروى ابن اسحق قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب رضوان الله عليه على اهله ، وأمره بالاقامة فيهم فأرجف به المنافقون، وقالوا : ما خلفه إلا استثقالا وتخففا منه، فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي بن أبي طالب رضوان الله عليه سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجرف فقال: يا نبي الله ، زعم المنافقون أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني فقال " كذبوا، و لكنني خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبي بعدي " فرجع علي إلى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سفره ".
وذكر السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتاب ( المراجعات ) ما نصه " حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي انه يحل لك في المسجد ما يحل لي وانك مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبي بعدي ".


2- روى مسلم عن يزيد بن حيان قال انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا اليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا ابن اخي، والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بما يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد الا ايها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم ".
وذكر السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه ( المراجعات ) هذا الحديث بالرواية الآتية " أخرج الطبراني بسند مجمع على صحته عن زيد بن أرقم قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خم، تحت شجرات فقال : أيها الناس يوشك أن أدعى فاجيب واني مسؤول وانكم مسؤولون، فماذا انتم قائلون ؟ قالوا نشهد انك قد بلغت وجاهدت ونصحت، فجزاك الله خيرا. فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله ، وان جنته حق وان ناره حق، وان الموت حق وان البعث حق بعد الموت، وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور ؟ قالوا بلى نشهد بذلك . قال : اللهم اشهد . ثم قال : يا أيها الناس ان الله مولاي ، وانا مولى المؤمنين، وانا أولى بهم من أنفسهم ، من كنت مولاه فهذا مولاه – يعني عليا- اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. ثم قال : يا أيها الناس اني فرطكم وانكم واردون علي الحوض، حوض اعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد من النجوم، قدحان من الفضة ، واني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله تعالى وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض ". انتهى ما ذكره السيد عبد الحسين شرف الدين.
وقال الشيخ عبد الحسين أحمد الاميني النجفي في كتابه ( الغدير ) ما نصه : " فلما قضى مناسكه – اي النبي صلى الله عليه وسلم – وانصرف راجعا الى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات ووصل الى غدير خم من لجحفه التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل اليه جبرائيل الامين عن الله بقوله { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } الآية . وامره ان يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل واحد، وكان اوائل القوم قريبا من الجحفة فأمر رسول الله ان يُرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام ان لا ينزل تحتهن احد. حتى اذا أخذ القوم منازلهم فقمّ ما تحتهن حتى اذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد اليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوما هاجرا يضع الرجل بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء وظُلّل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف صلى الله عليه وسلم من صلاته قام خطيبا وسط القوم على اقتاب الابل واسمع الجميع رافعا عقيرته فقال : الحمد لله ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا الذي لا هادي لمن ضل ولا مضل لمن هدى، واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، أما بعد : ايها الناس قد نباني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبي الا مثل نصف عمر الذي قبله ، واني اوشك ان ادعى فأجيب ، واني مسؤول وانتم مسؤولون فماذا انتم قائلون ؟ قالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا. قال : ألستم تشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، وان جنته حق وناره حق وان الموت حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور ؟ قالوا بلى نشهد بذلك . قال : اللهم اشهد . ثم قال : ايها الناس الا تسمعون ؟ قالوا نعم . قال فاني فَرَط على الحوض وانتم واردون علي الحوض، وان عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه اقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ، فنادى مناد وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم اخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم اجمعون فقال : ايها الناس من اولى الناس بالمؤمنين من انفسهم ؟ قالوا الله ورسوله اعلم، قال : ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين وانا اولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ احمد امام الحنابلة اربع مرات، ثم قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه، وابغض من ابغضه وانصر من نصره، واخذل من خذله، وادر الحق معه حيث دار، الا فليبلغ الشاهد الغائب ".


3- من يقولون أن الرسول نص على علي للخلافة، يروون في كتبهم احاديث. وهذه الأحاديث لا نجعل محل البحث فيها موضوع روايتها مع انه لم يروها الشيخان البخاري ومسلم وليست مروية من طريق الثقات واكثرها من الاحاديث الموضوعة ، لا نجعل محل البحث موضوع روايتها، حتى لا يقولوا ان هذه الاحاديث لم يروها الثقات عندكم وقد رواها الثقات عندنا وان من صح عنده الحديث له ان يحتج به، نعم لا نجعل ذلك موضع بحث وانما نجعل محل البحث النصوص نفسها حسبما وردت في رواياتهم . هذه النصوص التي يستنبطون منها ان الرسول قد استخلف عليا ليكون خليفة من بعده. وهذه الاحاديث يقولون لها احاديث الولاية، نورد قسما منها والباقي هو في نفس المعنى بل في نفس الالفاظ .

أ- أخرج أبو داود الطياليسي بالاسناد الى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب " أنت ولي كل مؤمن بعدي " .

ب- وجاء في كنز العمال عن عمران بن حصين إذ قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فاصطفى لنفسه من الخمس جارية ، فانكروا ذلك عليه، وتعاقد أربع منهم على شكايته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما قدموا قام أحد الأربعة فقال : يا رسول ، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه. وقام الثاني فقال مثل ذلك، فأعرض عنه. وقام الثالث فقال مثل ما قال صاحباه ، فأعرض عنه. وقام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والغضب يبصر في وجهه فقال ما تريدون من علي ؟ ان عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي " .

ج- وفي حديث طويل عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال : لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ".

د- وفي كنز العمال عن وهب بن حمزة قال : سافرت مع علي فرأيت منه جفاء، فقلت لئن رجعت لاشكونه. فرجعت فذكرت عليا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنلت منه فقال " لا تقولن هذا لعلي فانه وليكم بعدي ".

ه- وفي كنز العمال عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا بعدي وليوال وليه ".

و- في منتخب الكنز عن زياد بن مطرف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي وهي جنة الخلد، فليتول عليا وذريته من بعدي، فانهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم باب ضلالة ".

ز- في كنز العمال عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن ابي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ".

ح- وفي الكنز أيضا عن عمار مرفوعا " اللهم من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب، فان ولايته ولايتي وولايتي ولاية الله تعالى ".


4- هناك أحاديث يرويها الذين يقولون أن الرسول نص على الخلافة لعلي . وهذه الاحاديث لم يروها احد من الثقات، واكثرها من الاحاديث الموضوعة. ونوردها لا لنبحثها من ناحية روايتها حتى لا يدعى انها صحيحة عند من رواها وانما نوردها لنجعل محل بحثها النصوص التي اوردوها حسب ما وردت في رواباتهم . وهذه الاحاديث تتضمن مؤآخاة الرسول لعلي وجعله الوارث من بعده . ونورد قسما منها والباقي هو في نفس المعنى بل في نفس الالفاظ :

أ- ان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين قبل الهجرة واصطفى عليا لنفسه. ومما جاء فيه في حديث المؤاخاة الاولى " فقال علي : يا رسول الله ، لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرجتك الا لنفسي وانت مني بمنزلة هرون من موسى، غير انه لا نبي بعدي وانت اخي ووارثي . فقال وما ارث منك، قال ما ورث الانبياء من قبلي، كتاب ربهم وسنة نبيهم ".

ب- ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم آخى بين المهاجرين والانصار بعد الهجرة بخمسة أشهر، ولم يؤاخ بين علي وبين احد من الانصار، ولم يؤاخ بين نفسه وبين احد من الانصار وانما اصطفاه لنفسه . ومما جاء في حديث المؤاخاة الثانية " ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والانصار، ولم اؤاخ بينك وبين احد منهم، اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هرون من موسىن الا انه ليس بعدي نبي ".

ج- وروي ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خرج على اصحابه يوما ووجهه مشرق فسأله عبد الرحمن بن عوف فقال " بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي بان الله زوج عليا من فاطمة " " ولما زفت سيدة النساء الى كفئها سيد العترة ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا ام ايمن ادعي لي اخي . فقالت هو اخوك وتُنكحه ؟ قال نعم يا ام ايمن . فدعت عليا فجاء " . وخاطبه النبي يوما في قضية كانت بينه وبين اخيه جعفر وزيد بن حارثة فقال له " واما انت يا علي فاخي وابو ولدي ومني والي ".

د- عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الى علي يوما فقال " انت اخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرىء ذمتي ".

ه- في كنز العمال قال صلى الله عليه وسلم " مكتوب على باب الجنة لا اله الا الله محمد رسول الله، علي اخو رسول الله ".
هذه النصوص الاربعة، وهي نص جعله من الرسول بمنزلة هرون من موسى، ونص انه عليه السلام ترك كتاب الله وعترته، ونص الولاية، ونص المؤاخاة . هذه هي النصوص التي يَستنبِط منها بعض المسلمين ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم استخلف عليا من بعده ، اي جعله هو الخليفة بعد وفاته . ولنأخذها نصا نصا :
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله