عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 10-01-2003, 03:56 PM
الصورة الرمزية لـ ARGUN
ARGUN ARGUN غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
الإقامة: MAMA ALGERIA
المشاركات: 1,012
إفتراضي

جوابا على سؤال اليمامة حول أصل الأمازيغ أقول أن الأمر قد يتطلب كثير و كثير من الكلام و لكن هناك اتجاهات عدة و قد قرات لكثير من المؤرخين و الباحثين و كلهم يجمعون على أن الأمازيغ هو أول شعب على هذه الأرض و لم يسبقهم اليها قبلهم أحد من العالمين.... و هذا هو الأساس.

بعضهم ذهب الى أن الأمازيغ جائوا من شمال فرنسا و بالضبط من LES ARDENNES
بعض من قرات لهم قالوا أنهم جائوا من بحر ايجه، آخرين قالوا انهم من اليمن و لكن كل هذه الأقوال لا تهمني كثيرا، لأن الأمازيغ هم كيان مستقل بذاته.
و هذه نبذة عنهم هنا في الجزائر
تقول بعض الاحصائيات الغير رسمية أن عدد الأمازيغ في الجزائر هو سبعة الى ثمانية مليون نسمة، و هذا العدد يشكل ربع عدد السكان المقدر ب 32 مليون نسمة.
ينتشر الأمازيغ أساسا في شرق البلاد و وسطها و يشكلون أغلبية في الجنوب الكبير، و لهم لغة واحدة مع بعض الاختلاف في النطق و المفردات و يمكن تقسيمهم الى أربع مجموعات:
الطوارق أو الرجال الزرق في الجنوب و يحتلون مساحات شاسعة من الأراضي تشمل دولا أخرى مثل النيجر و مالي و بوركينا فاسو و ليبيا و تشاد و موريتانيا التي يشكلون فيها أقليات مضطهدة من قبل الحكومات المركزية مما أدى الى قيام مناوشات في هذه الدول للمطالبة بحقوق أكبر أو حتى الاستقلال كما حدث لجبهة تحرير الأزواد في النيجر و التي شكلت الى زمن قريب بؤرة توتر كانت تنذر بانتشار هذه المطالب الى الدول المجاورة و خاصة الجزائر التي يعتبر نظامها الحالي كل من النيجر و مالي عمقا أمنيا و استراتيجيا هاما.
يتميز الطوارق باسلوب حياة بسيط يعتمد على الرعي اساسا، و نظام الرق لا يزال منتشرا عندهم اذ يملك أغنيائهم و قادتهم البارزين عبيدا من افريقيا السوداء و لكن هذا النظام القائم على تقاليد بائدة هو في طريقه الى الزوال.
ان ولاء التوارق للسلطة المركزية غير مؤكد، اذ يسيرون أمورهم و يحلون مشاكلهم في اطار نظام ذاتي يعتمد على سلطة "الأخاموخ" و الذي يعتبر السلطة العليا و القائد العام للتوارق.
تحرص السلطة المركزية في الجزائر على تدعيم وجودها في هذه المناطق و اختيار ممثلين رمزيين للشعب التارقي في المؤسسات التشريعية خاصة، مثل مجلس البرلمان بغرفتيه السفلى و العليا، و رغم هذا فان التمثيل يضل ضعيفا اذ لا نجد تقريبا أي تارقي في السلطة التنفيذية و ينعدم وجودهم تماما في سلك الولاة و الوزراء و قادة الجيش.
التارقيون مسلمون سنيون و لكن اسلامهم تشوبه الكثير و الكثير من العادات و التقاليد الوثنية. مع غياب تام لما يسمى بالاسلام الحركي اذ أن المنطقة تعيش في شبه عزلة سياسية و اقتصادية عما يجري في الشمال.
2 بني ميزاب:
و ينتشرون في وادي ميزاب و هي منطقة جرداء صخرية و يشكلون الأغلبية الساحقة من سكان ولاية غرداية ( 600 كلم جنوب العاصمة) و عددهم غير معروف و لكنه يقارب على أقل تقدير 400.000 نسمة ما بين مقيم في غرداية و مهاجر.
تعرض بني ميزاب الى الاضطهاد الديني و العنصري بسبب عقيدتهم ( خوارج اباضيه) و تم تخريب دولتهم التي كانت قائمة في منطقة تيهرت (450 كلم الى الشمال من غرداية) فنزحوا الى مناطقهم الحالية.
يتميز الميزابيين بأسلوب حياة مختلف تماما عن بقية سكان الجزائر، لا من ناحية المعتقد أو حتى التقاليد و العادات الاجتماعية و أسلوب العيش، اذ يتميز مجتمعهم بالانغلاق على ذاته، و لهم مساجدهم الخاصة بهم و مدارسهم ايضا و لا يتزوجون يغيرهم بدافع عقدي محض، و ينقلون هذا أسلوب العيش هذا معهم أينما حلوا ، ففي العاصمة الجزائر لهم مساجدهم الخاصة بهم و يمارسون نشاطاتهم الرياضية فيما بينهم و لا يحبذون كثيرا الاختلاط بالأخرين.
للذي لم يسبر أغوار مجتمعهم المحافظ يظهر له من أول وهلة أن مكانة المراة عندهم لا تختلف كثيرا عن مكانة المرأة عند العرب بل أنها أدنى شئنا و أقل مرتبة. و قد دهشت و أنا أمر في احدى شوارع المدينة القديمة لغرداية لما كنت في زيارة سياحية الى هناك عندما التصقت بنت صغيرة بالجدار و أدارت وجهها الذي لا يظهر منه سوى عين واحدة تحت ردائها التقليدي، في انتظار أن أمر أنا و بعض الأصدقاء ثم عادت لتكمل طريقها.
و الحقيقة أنه قلما تجد نساء بني ميزاب في الشارع الا لضرورة، و بناياتهم التقليدية لا يوجد فيها نوافذ بالمعنى المتعارف لنوافذ، كل ما هنالك ثقوب صغيرة للتهوية. و قد شرح لنا المرشد كل شيء تقريبا عن حياتهم و عمرانهم الا الحديث عن المرأة فهذا من المحرمات عندهم.
و ما يبعث على الدهشة حقا هو المكانة الطبيعية عند المجتمعات الأمازيغية الأخرى التي لم تتأثر كثيرا بالطباع العربية هي مكانة أساسية، بل أن كل الحياة تكاد تكون مبنية على محور واحد و هو المرآة.
و بالرغم من هذا فان الميزابيين هم من انجح التجار على مستوى الجزائر و لهم تجمعات نشطة جدا في المجال التجاري خارج الوطن و كأي اقلية فان ما يميزهم هو روح التعاون و التعاضد فيما بينهم.
لا يخضع اختيار ممثلي الميزابيين في هيئات الدولة الى أي اختيار شعبي و تاتي الانتخابات لتزكي اختيار قادتهم الدينيين الذين يشكلون ركيزة النظام المحلي القائم على الولاء أولا و قبل كل شيء الى امامهم الأكبر الشيخ البيوض حاليا.
لا يعرف للميزابيين ميولا أو حسا وطنيا كبيرا أو مشاركة مميزة في الحياة السياسية، و رغم أنهم وقعوا مع فرنسا اتفاق حماية و لم يسجل لهم التاريخ مشاركة تذكر في حرب التحرير الا أنه تجدر الاشارة الى أن كاتب النشيد الوطني الجزائري و الياذة الجزائر هو الشاعر الكبير مفدي زكريا و هو ميزابي.
تتحدث مصادر صحفية من حين لأخر عن بعض المناوشات تحدث بينهم و بين بعض التجمعات العربية في محيط مدنهم (التي تتميز بطابع هندسي هرمي خاص و عددها سبعة مدن) و تخلف هذه المناوشات في قليل من الأحيان بعض القتلى اذ أن العلاقة بين العرب السنيين و الميزابيين الاباضيين يشوبها الكثير من الأحكام المسبقة و النعارات الدينية و الاثنية.
3 الشاويه
يعتبر الشاوية تقليديا أقل القبائل الأمازيغية جنوحا الى التطرف رغم ما يعرف عنهم من خشونة في الطباع و التمسك بالرأي. ينتشرون أساسا في جبال الأوراس و ولايات شرق البلاد: باتنة ، تبسة، سوقهراس ، أم بواقي ، خنشلة ، و بعض المناطق في قسنطينة و سطيف و ميلة و يتقنون الحديث باللغة العربية بشكل أحسن مقارنة بالمناطق الأمازيغية الأخرى مثلهم مثل الميزابيين و يفتخرون أن أول رصاصة في الثورة الجزائرية انطلقت من عندهم، ويشكل الفقر الذي تعاني منه مناطقهم اشكالية بالنظر الى ما كان لهم من نفوذ في الحكومات المتعاقبة على الجزائر اضافة الى سيطرتهم على الجيش طيلة 30 سنة أو أكثر التي أعقبت الثورة.
تقليديا و في المخيلة الشعبية فان الحكام الحقيقيين للبلاد هم ما يعرف بالـBTS و هي الأحرف الأولى لولايات باتنة و تبسة و سوق أهراس، اشارة الى تنفذ ممثلي هذه الولايات الشاوية في دواليب الحكم.

4 الزواوة أو ما يعرف الآن بالقبائل و ينتشرون وسط البلاد في منطقة واسعة تمتد من ولاية TIPAZA غربا الى ولاية بجاية غربا و من الجزائر العاصمة شمالا الى ولاية البويرة جنوبا و تشمل أيضا ولاية تيزي و ولاية سطيف و البرج و بومرداس.
أهل هذه المناطق فخورون جدا .. الى حد العنصرية، لا يساكنهم في مناطقهم لا عرب و لا أمازيغ آخرين،
تاريخيا هذه المنطقة كانت حصنا منيعا ضد كل الاعتدائات التي تعرضت لها الجزائر و شهدت ابان ثورة التحرير أكبر المعارك و العمليات الفرنسية الخاصة التي كانت ترمي لكسر الدعم اللوجيستي للثورة و القضاء على قادتها، و كلهم تقريبا من القبائل و أذكر عبان رمضان و كريم بلقاسم و الدكتور حسين آيت احمد زعيم حزب القوى الاشتراكية الحالي ( ربي يحفظو) اضافة الى القادة الميدانيين من الأبطال عميروش و الكولونال أولحاج و الكولونال محمدي و القائد الميداني أوعمران و لا ننسى ابطال معركة الجزائر العاصمة بما فيهم ياسف الصغير الذي كان عمره 14 سنة رحمة الله عليهم جميعا.
تمكن القبائل بحكم ثقافتهم و قربهم من مراكز القرار و تفوقهم العددي في العاصمة من السيطرة على كل مجالات الحياة تقريبا بدءا بالجامعات و المناطق الصناعية الكبرى و النقابات في أول الأمر و انتهاءا بالمال و البنوك و المخابرات و الشرطة، أما الجيش فقد تغلغلو فيه في العشرية الأخيرة و لكن نفوذهم فيه نسبي اذ لا يزال ينافسهم على السيطرة عليه الأمازيغ الشاوية اضافة الى بعض المنحدرين من المستعربين أو العرب. و ربما أن نداء القبائل الأخير بالنفصال و الحكم الذاتي و بقاء هذه المنطقة خارج سيطرة الحكومة أو لنقل صناع القرار اذ لا يوجد اي صناعة للقرار على مستوى الرئاسة أو الحكومة فصانعو القرار في الجزائر هم الجنرالات الاحدى عشر و تجدر الاشارة أن أغلبهم بل كلهم تقريبا من القبائل أو الشاوية.

أظن أن هذا يكفي حتى لا أطيل على من ينتظر الاجابة على سؤاله
__________________

ميدالة للفرح كل يوم
اعطيني حبه VALIUM
غير باش افتح عينيَ
و الدنيا ترجع بلا هموم


ابن قنب الهندي- " هموم الزواليا"