الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #28  
قديم 27-03-2004, 03:02 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

4- التبرك بالأزمنة المباح التبرك بها بطريقة مخالفة للشرع :

قد تقدم معنا ( جواز التبرك ببعض الأزمنة ) التي فُضِّلت على غيرها كيوم الجمعة ويوم عرفة وغير ذلك مما سبقث ذكره وقد عرفنا أن التبرك بها يكون بالطرق المشروعة التي ذكرناها ؛ ولكن إن تبرك الشخص بتلك الأزمنة المباح التبرك بها بطريقة مخالفة فإن ذلك بدعة لا تجوز مثل : تخصيص يوم الجمعة بالصوم ، أو أحداث ما لم يرد في الشرع في تلك الأزمنة .

5- التبرك بالصالحين وآثارهم :-

لا يجوز التبرك بذوات الصالحين ولا بآثارهم - وإنما يُستثنى من ذلك - فقط - الأنبياء ، وخاصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكان ذلك الحكم خاص به صلى الله عليه وسلم ولا يُقاس عليه أحد ، والدليل على أنه لا يُقاس عليه أحد : فعل الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - فلم يثبت عن أحد منهم أنه تبرك بعرق أو وضوء صحابي آخر أو بشيء من آثاره .

وحيث أن ذات النبي صلى الله عليه وسلم وذوات الأنبياء جميعاً غير موجودة الآن ! وكذلك لم يعد شيء من آثار النبي صلى الله عليه وسلم ولا آثار الأنبياء الآخرين يُقطع بوجوده على وجه اليقين ؛ فإن هذا الحكم في التبرك قد انتهى ويتضح أن التبرك بذوات الصالحين أو بآثارهم : لا يجوز لعدم وُرود الدليل الشرعي على ذلك ؛ وإجماع الصحابة الكرام على تركه ، إضافة إلى سد ذرائع الغلو والشرك ، وللمحافظة على عقيدة المتبرك بحيث لا يتعلق قلبه إلا بالله تعالى واللحفاظ على الشخص المتبرك به كي لا يخالط الغرور والعُجب و الكبر .

رابعاً : أخطاء شائعة ملحقة بالتوسل والتبرك


1- يُخطىء بعض الناس عندما يتوسلون ويدعون بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عند الله تعالى ، كأن يقول مثلاً ( اللهم إني اسألك بجاه نبيك محمد كذا وكذا .....) فهذا محرم عظيم ؛ لأن جاه النبي صلى الله عليه وسلم ليس له أثر في حصول المطلوب ، وجاهه صلى الله عليه وسلم خاص به وحده ولا ننتفع به ، وإنما ننتفع بالإيمان به صلى الله عليه وسلم ومحبته واتباعه ؛ ولذلك يجوز للمسلم أن يدعو ويقول : ( اللهم بإيماني برسولك ومحبتي له ..... ان ترزقني أو توفقني .... وهكذا .... ) .

2- يُخطىء بعض الناس عندما يتوسلون ويدعون بجاه الأولياء والصالحين ؛ لأن هذا الفعل محرم كبير وشرك بالله تعالى وإنما الذي يجوز هو أن تطلب من أحد الأولياء أو الصالحين أن يدعو لك ، كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يفعله حيث كان يطلب من العباس بن عبدالملطلب رضي الله عنه عند أن يدعو الله تعالى لهم أن يُغيثهم بالمطر .

3- ومن الأخطاء العظيمة التي يقع فيها بعض الناس : التوسل بالأموات سواء كانوا من الأنبياء أو الصالحين أن من عامة الناس وهذا الفعل من الشرك العظيم ؛ وإن اعتقد الداعي أن ذلك المدعو ينفع أو يضر فإن ذلك نوع من الشرك الاكبر المخرج من الملة .

4- ومن الأخطاء العظيمة - أيضاً - التبرك بالقبور سواء كانت قبور انبياء أو صالحين أو غيرهم ، وهذه بدعة شركية عظيمة لا تجوز ولا تليق بالمسلم .

5- ومن الأخطاء في التوسل أن يدعو الإنسان ببعض العبارات التي لا تجوز ؛ بل هي طلب للدعاء من غير الله ، مثل قول القائل ( يا جبريل أجبرني ، يا محمد أشفق علي أو انقذني أو فرّج كربي ، يا بدوي أغثني ، أو يا حسين أو يا علي أو يا سيد فلان ...) فكل هذا وأمثاله من الشرك الأكبر الذي يُخرج من الملة ؛ لأنه صرف لنوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى ** .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

* تمت الاستفادة في هذا المبحث من كتاب " التوسل احكامه وانواعه للشيخ محمد ناصر الدين الألباني وكتاب : التبرك المشروع والتبرك الممنوع ، د. علي العليان .
نهاية الفصل الأول والحمدالله رب العالمين .................................

بإذن الله يتبع الفصل الثاني عن الأخطاء الشائعة في بعض العبارات والألفاظ التي تجري على ألسنة الناس .

وقفه :-

قال بعض الاذكياء :- إذا رأيت رجلا قد وقف على باب داره وهو يقول : وما عند الله خير وأبقى ، فاعلم أن في جواره وليمة لم يدع إليها ، وإذا رأيت قوماً يخرجون من مجلس القاضي وهم يقولون : وما شهدنا إلا بما علمنا ، فاعلم أن شهادتهم لم تقبل ، وإذا تزوج رجل فسئل عن حاله فإن قال :- ما رغبنا إلا الصلاح فاعلم أنه تزوج قبيحة .

الحقاق

6/2/1425 هجري
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه