عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 11-11-2006, 06:31 AM
سـيف سـيف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 215
إفتراضي


أثيرت في السنتين الأخيرتين مسألة توريث السلطة في مصر، وذلك على ضوء ما أثير من أن الأسرة الحاكمة في مصر تتجه إلى جعل صغيرها جمال يرث حكم مصر بعد هلاك صغيرها الآخر حسني. كما رفع في مصر شعار يقول "كفاية..."، أي يكفيك أيها الصغير حسني المدة التي قضيتها في حكم مصر.

وفي الحقيقة، فإن مسألة من يحكم مصر، هذه المسألة لن يمكن فهمها وإدراك أبعادها الحقيقية دون وضعها داخل إطارها العقلاني الصحيح. باديء ذي بدء، يتحتك علينا أن نعترف بجملة من الحقائق تتعلق بمصر ككيان سياسي وكشعب.

الحقيقة الأولى:
إذا تأملنا تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر، فإننا سنلاحظ بحق بأنه لم تبق أمة من أمم الأرض إلا ودخلت مصر وحكمتها فترة قد تطول وقد تقصر، فمنذ دخول الآشوريين مصر عام 671 ق.م، أي منذ 2670 سنة حتى اليوم، توالى على حكم مصر العديد من الأمم من الهكسوس والرومان والفرس والعرب والألبان والشركس واالفرنسيين والإنجليز والأمريكان، ولعل آخرهم اليهود، حتى الأكراد سجل التاريخ أنهم حكموا مصر. فلا توجد دولة في العالم تحمل هذه الميزة سوى مصر.

الحقيقة الثانية:
يتميز الشعب المصري عن جميع شعوب العالم بميزة فريدة ليست موجودة في أي شعب آخر، وهي أنه الشعب الوحيد الذي ينقاد طائعا مختارا لحكم أية قوى خارجية تفرض سيطرتها عليه وينصاع لها دون أن يبدي أية مقاومة لها، وهو أيضا الشعب الوحيد الذي لم يحكمه حاكم مصري واحد منذ 2670 سنة حتى الوقت الراهن.

ويستثنى من هذه الفترة الطويلة من الحكم الأجنبي فترة قصيرة جدا هي الفترة التي حكم فيها مصر ضباط مصريون نجحوا في الإستيلاء على السلطة في انقلاب نفذوه عام 1952، فكان محمد نجيب أول حاكم مصري يحكم مصر منذ 2600 سنة، حيث خلفه صاحبه في الإنقلاب جمال عبد الناصر حتى موته عام 1970.

لم يستمر حكم الضباط الأحرار لمصر سوى 18 عاما فقط حتى حدث انقلاب آخر عادت مصر على أثره إلى الحكم الأجنبي، فما إن مات عبد الناصر، حتى خلفه أنور السادات ربيب المخابرات الأمريكية والذي سلم حكم مصر بأكملها إلى أمريكا، وما إن لقي مصرعه حتى خلفه نائبه حسنى والذي سلم مصر بأكملها إلى اليهود.

الحقيقة الثالثة:
مصر اليوم، وبكل المقاييس، باتت قاعدة استخباراتية يهودية استراتيجية متقدمة في حرب اليهود التاريخية ضد الإسلام والمسلمين بما تشكله من ثقل بشري وموقع جغرافي استراتيجي، فمصر هي مركز الحركة الماسونية في منطقة الشرق الأوسط منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى اليوم، وهي مركز اجتماع أنظمة الحكم الماسونية التي تحكم العالم العربي، وهي أحد أهم مراكز المخابرات الأمريكية والإسرائيلية خارج أمريكا وإسرائيل، كما أن مصر هي مركز الإعلام الإسرائيلي-المصري الموجه تحديدا إلى المسلمين.

الحقيقية الرابعة:
بالنظر إلى الأهمية الإستراتيجية لمصر بالنسبة لمالكيها اليهود، فإن من أول وأهم الشروط التي ترشح المصري لتولي حكم مصر هو أن يكون عضوا ملتزما في الحركة الماسونية، فكان أنور السادات عضوا في الحركة الماسونية منذ أوائل أربعينات القرن الماضي، كما كان خليفته حسني عضوا ملتزما في الحركة الماسونية.

الحقيقة الخامسة:
تعتبر مصر من أكبر أسواق استهلاك القمح في العالم، فالشعب المصري يستهلك سنويا 20 مليون طن من القمح، والنظام الماسوني الحاكم في مرحلتيه، الساداتية ومرحلة حسني قد منع الشعب المصري من زراعة القمح فاتحا بذلك الأبواب على مصاريعها للدول المنتجة للقمح وعلى رأسها أمريكا لبيع القمح لمصر بملايين الأطنان سنويا، الأمر الذي يضخ مليارات الدولارات سنويا.

الحقيقة الخامسة:
أن الشخصية المصرية تتميز بطبيعتها بتقبل العبودية والإستعباد، ولعل أكبر دليل على هذه الحقيقة هي أن تاريخ مصر لم يسجل أي تمرد للشعب المصري على الغزاة الذين حكموه وتحكموا به طوال أكثر من 2670 سنة حتى الوقت الراهن.

من هنا، كانت مسألة من يحكم مصر هي مسألة تقرر في عواصم دول الغرب وإسرائيل ولا شأن للشعب المصري بها. ولا يهم اليهود فيما إذا كان جمال الصغير هو من سيحكم مصر خلفا لأبوه حسني الصغير أو أن غيره سيحكمها، بمقدار ما أن المهم هو أن تنطبق على القادم الجديد الشروط اليهودية التي وضعوها والتي يجب أن تتحقق في القادم الجدي الذي سيحكم مصر.