عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 22-05-2006, 01:27 PM
صتيمه صتيمه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 75
إفتراضي

كما كان رحمه الله جوادا بعلمه , فقد استفاد منه كل من عاشره , وكان لا يتطلع ويستشرف ما بأيدي الناس . ومما اشتهر به كذلك الصبر والحلم والتسامح مع الناس , مما أكسبه محبة الجميع , ومن صبره واطمئنان قلبه أنه عاش يتيما فقد ماتت أمه وهو صغير ثم تبعها أبوه بسنتين, و توفي له ابنان في حادثين أثناء رحلة صيد أحدهما برصاصة خاطئة والآخر بحادث سير, فلم يغضب ويعنّف , بل استفسر عن الأمر واسترجع وحمد الله تعالى . وبالجملة :

فيكفي وصف الشيخ فهد بن حمين له بأنه ( من خيرة أهل زمانه ) وقد صحبه ولازمه قريبا من ثلث قرن ,

وقد أجمعت كلمات أفاضل العلماء وولاة الأمر بل كل من عرفه واتصل به على جميل أخلاقه ووصفه بالعلم والعبادة والزهد وحب الخير ,

وكان يشارك كبار العلماء عند الشيخ محمد بن ابراهيم أمثال المشائخ عبدالله بن حميد وصالح بن غصون وعبدالرحمن الفريان وعبدالعزيز بن محمد آل شيخ وعبدالله بن منيع وعبدالله بن جبرين وغيرهم رحم الله الجميع,

قال عنه الإمام الجهبذ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز :

كان من خير الناس وأتقاهم فيما علمت من حاله , وكان ملازما لمجالس شيخنا العلامة محمد بن ابراهيم , وكان حريصا على معرفة الحق بدليله ,

وقال عنه الشيخ ابن غصون : هو بحق رجل فاضل يتحلى بكثير من الصفات الحميدة من الديانةوالتواضع والورع وحب العلم ...

وقال عنه الشيخ عبدالعزيزبن محمد آل شيخ : كان أميرا يتحلى بخصال حميدة من المهابة وسمو المنزلة والقدر ومحاسن الأخلاق ومن المعروفين بالصلاح والتقوى ... وأنا اعتبره زميلا اعتز بزمالته .

وقال فيه الشيخ ابن فريان : كان حسن الخلق يحب الاخوان وطلبة العلم ويساعدهم ويدنيهم ويشفع لمن يحتاج للشفاعة منهم , ويزور المشائخ ويحضر الدروس ويحب البحث اذا مر عليه شئ يسأل عنه , وكان متمسكا بالســـــنة ملتزما بالأخلاق الطيبة , وله لحية طويلة لا يأخذ منها شيئا أبدا وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بقوة وصدق وحماس , يحب العلم والعلماء , وكانت شخصيته عظيمة , له هيبة واحترام ووقار , وله تبسم وبشاشة , وكان ثبتا ورعا وقّافاً عند حدود الله , لايرضى أحدا يغتاب عنده أحدا , ويحرص على تربية أولاده وأهل بيته على آداب الاسلام , ولا يرضى أن يتكاسل أحد عنده عن الصلاة أو يفعل شيئا من المنكرات ,

وقال عنه الشيخ صالح اللحيدان

: واني أعرف الأمير محمد رحمه الله واعرف كثيرا من صفات الفضل فيه وكان يتميز بتواضعه وحبه للعلم وطلاب العلم وكان من المتعبدين الذين لايفقدهم أحد من أهل المسجد في فريضة .. كما كان باذلا للمعروف منذ عرفته عام سبعة وستين وثلاثمئة وألف ... والامير محمد الذي يعد فيما نرى من المشائخ سمتا وعلما مع فضل تواضع جميل .. الى أن قال الشيخ ابن لحيدان : رحم الله سمو الامير محمد وأحسن لي ولذريته وذريتنا جميعا الخاتمة وأبقى لآل سعود مع ذكرهم استمرار دولتهم في عز ونصرة للعقيــــــدة وفي حمايـــــة الاخلاق والعـــــــــدل ورفع قدر أهل الايمـــان وإذلال أهل الفسق وفاسدي الاعتقاد .

وقال عنه سماحة الشيخ المفتي عبدالعزيز آل شيخ

: كان من العبّـــاد المشهورين حريصا على الصلوات ملازما للجماعة , حريصا على الاعتكاف في شهر رمضان حريصا على العمرة والحج , زاهداً في الدنيا ملازما للعلم معظما للدليل باحثا عنه عاملا به نحسبه ولا نزكي على الله أحدا.

وقال عنه الشيخ ابن جبرين :

لقد شغف هذا الامير بالانشغال بالعلم النافع والتزود من كل العلوم المفيدة , وقد ظهرت آثار العلم النافع على أفعال هذا الامير , فهو يحب العبادة بأنواعها , ويعمل بما بلغه من أحاديث الفضائل ... ورغم ماله في النفوس من مكانة وأنه من الاسرة المالكة وأنه من ذوي الجاه لكنه التزم التواضع لربه تعالى , فلا يتــــــرفــــع ولا يتـــــــكبــــر على المخلوقين , ولا يشمخ بأنفه ويعتز بمكانته , فهو في حلقات الدرس يجلس على التراب والحصباء , ولم تكن المساجد إذ ذاك فرشت بالزل ... وكان الامير يختار من الجلساء والرفقاء أفضلهم ومن الخدم أحسنهم وأنزههم , فكل جلساءه أخيار صالحون من أهل العلم والدين وأهل السمت والاستقامة , فليس فيهم صاحب مسكرات أو مخدرات أو دخان أو نحو ذلك من المعاصي ... وذكر الشيخ أبناء الامير الزاهد فقال : أما عبدالله فلم يكن لي شرف التعرف عليه الا بالذكر وأما سعود فهو الصاحب الصادق ولقد عرفته في عام 1374هـ حيث كان يسكن في الحي الذي كنا فيه ذلك العام , وإنه لنعم الرجل فقد اقتدى بأبيه في ملازمة الصالحين .. وأما سعد فنعم الرجل ... وأما سلطان فهو الذي تفرغ لطلب العلم فواصل الدراسة حتى أنهى المرحلة الجامعية في جامعة الامام.

وقال فيه الشيخ ابن منيع : لقد عرفت سموه تقيا صالحاً آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لم يغتر بحسب ولا نسب ولا مقام ... ومن كان على استقامة وديانة وتقوى وصلاح فسموه موال له يعامله معاملة الاخ لاخيه . وقال عنه الشيخ صالح الفوزان : .. لكني أسمع عنه الأخبار السارة من حيث ورعه وعبادته ومحبته الخير وصلته بالعلماء مع التواضع وحسن الخلق .. وكنت أرى عليه آثار الوقار والعبادة فيحبه قلبي وأدعو له , وقد جاورناه في بعض حجاته في مشعر منى فكان نعم الجار , وشاهدته مرة في رجوعه من رمي الجمرات الى منزله في منى ماشـــياً وحــده تجلله الهيبة والوقار والتواضع مما زاد محبته في قلبي وبقاءه في ذاكرتي .

ويقول فيه الشيخ فهد بن حميّن : الامير محمد من خيرة أهل زمانه ... كان يحفظ القرآن جيدا ويكثر من تلاوته باستمرار وكان رجلا صدوقا في الحديث قلّ أن تجد مثله مخلصا في عمله , ملازما للأذكار في الصباح والمساء , يعتكف العشر الاخير من رمضان ويحج ويعتمر كل سنة , وعنده درس في بيته وكنت أقرأ عليه من حين صحبته قرأنا كتبا كثيرة تفسير ابن جرير وصحيح البخاري وصحيح مسلم كررناه عدة مرات وغيرها , وبالجملة فهو من أحسن الناس الذين عرفتهم ... وإن قلت انني لم أسمعه يخوض في أمور الدنيا طيلة صحبتي له فإني صادق , كان حريصا على العمل بالسنة قل ان تبلغه سنة الا حاول العمل بها .

وقال عنه الشيخ محمد الحقيل : جمعني به المسجد في حي جبرة قبل أربعين سنة وأعجبني قدرته على المواظبة الى التبكير للمسجد وكان يمكث بالمسجد يشتغل بالدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى ويلح بالدعاء حتى أن من يجلس بجانبه يرق قلبه , رأيته على هذه الحال الخاشعة مرات كثيرة , أستطيع أن أقول انه من قلائل الرجال الذين رأيت قلوبهم معلقة بالمساجد .. وانما حكيت بعــــض ما رأيت من هذا الامام العابد الزاهد وما كتبت الا وفاء لبعض حقه وإحياء لسير الصالحين الذين قل أمثالهم في هذا العصر . وكان للأمير عدد من الزوجات ومنهن الأميرة الفاضلة منيرة بنت عبدالرحمن الفيصل , وهي ابنة عمه وشقيقة الامام الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه , وقد كانت رحمها الله من أصلح النساء , بنت مساجد كثيرة بمكة والمدينة وغيرها , وكانت تصل أهل العلم وتقف معهم عند الحاجة , وقد ذكر لها ذلك سماحة الشيخ ابن باز , وكـــــــــــــان للأمير أبناء كثر , يفوقون أربعين نفساً , أفضلهم وأكبرهم سعود بن محمد وقد عرف بالتقى وقيام الليل وحب العلم وأهله , واشتهر بالكرم , وكل أبناء الأمير فيهم الخير ولله الحمد, وقد كانت علاقة الأمير محمد بذويه عامّــــة مبنية على العطف والرحمة وتشجيع المحسن وتوجيه المخطئ بالحسنى , واحترام خصوصيتهم والنصح لهم , وكان يوقظ الجميع لصلاة الفجر ويصطحب من وجبت عليه الصلاة الى المسجد , ويحرص على تعليم الجميع أمور دينهم , ويخصص لنساء بيته من يعلمهن من طالبات العلم , كما حرص على تعليم أبناءه الفروسية والرماية والسباحة , وكان يخرج ببعضهم في القيظ لتعلم الرماية , ويرسلهم في المساء لتعلم ركوب الخيل .

كما كان رحمه الله وصّالاً لرحمه , وبخاصة النساءمن ذوي رحمه , وكان له خالة هي سارة بنت الامام عبدالله الفيصل لا يقدم من سفر إلا زارها ابتداءً, وكان بنوه وأحفاده يجتمعون عنده بعد صلاة الجمعة , ويعطي الصغار بعض النقود والهدايا ترغيبا لهم في الزيارة والصلة , والأمير معتاد الخروج للصيد وكانت رحلاته لأهداف عظيمة ليست سبهللا وضياعا للوقت والفرائض , فأهله وأبناءه وأصحابه يستفيدون منه أحكاما شرعية في السفر والصيد, ولتعويد أبناءه الصبر والتحمل والبعد عن الترف والبذخ , وتعلم الفروسية والرماية وكان رحمه الله من فرسان زمانه ومن أســـدّ الرماة وقد اشترك في سبق زمن الملك عبدالعزيز فسبق الجميع , ومن أهداف الرحلة عنده تحصيل طعام مباح من أفضل الحلال وهو الصيد , فيأكل منه ويهدي ويخزن , وكان يحافظ في رحلاته تلك على الفرائض والعبادات لايخل بشئ , حتى قيام الليل والمكث بعد صلاة الفجر للذكر وقراءة القرآن وقراءة الكتب النافعة, فهـــــــــــذه ولاشك أهداف سامية قلّ من يتنبه لها , ولما حددت فترة الصيد بثلاثة أشهر كان يخرجها كاملة والتزم بما حدده ولي الأمر , فقال الملك خالد له : يا عم أنت لاتمنع من الحمى فنحن نحمي لك لا عنك ! ولكنه رحمه الله لا يرضى الا أن يلتزم بما يلزم به الناس جميعا للمصلحة العامة.

أما علاقة الامير محمد بولاة الأمر فهي علاقة نسب وصهر فهو ابن عمهم فيلتقي مع الملك عبد العزيز في جده القريب فيصل بن تركي , كما أنه صهــــر الملك فهو زوج أخته منيرة , إلا أن علاقته بولاة الأمر أكبر من هذا , فهو يتقرب الى الله عز وجل بطاعتهم بالمعروف كما قال الله ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ...) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( .... ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الامير فقد عصاني ) رواه مسلم . فهو يفعل ذلك تديـــّناً واحتساباًلا تزلــــفاً أو طلبا لشئ من الدنيا .

وصدق الملك الراحل عبدالعزيز رحمه الله حينما قال :

التباعد بين الراعي والرعية , يدع مجالا للنفعيين , فيجعلون الحق باطلا يصورون الباطل حقاً. ( من كلمة له عام 1346هـ) .


و كان الأمير يناصح ولاة الأمر ويحبهم ويزورهم للسلام وبخاصة في المناسبات , ويشفع لديهم لنفع الاسلام والمسلمين , وكان يكثر لهم الدعـــــاء بالصلاح والهداية والتوفيق, وقد كانت له رحمه الله مكانة عظيمة لدى الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى إنه يوصي أبناءه بصلة الأمير محمد وزوجه الأميرة منيرة ويقول : هما خيرة آل سعـــــــــــــــود ,

وفي سنة من السنوات خرج الملك كما هي عادته للحجاز في رمضان وخرج في وداعه كبار العائلة المالكة , وافتقد الملك الامير محمد وعلم أنه معتكـــــــف بالمسجد ,

فقال : هو حقيق أن نذهب اليه ونودعه , فذهب وقت العصر فاذا الامير فرغ من تلاوته فأخذته غفوة ليرتاح , فإذا هو يشعر بريح طيب جميل يقبل بين عينيه ففتحهما فإذا الملك عبدالعزيز قد جاء يودعه لما علم أنه لا يستطيع الخروج لاعتكافه رحمهم الله جميعا, ولاريب أن هذا الفعل من الملك يدل على حسن سيرته وسريرته وتعامله مع ذويه وأهله وبخاصة الصالحين منهم,كما يدل ذلك على المكانة العظيمة للأمير عند الملك عبدالعزيز , لا سيما أن الامير محمد كان له اسهام مع الملك في توحيد المملكة وشارك في بعض الغزوات .

توفي الأمير محمد رحمه الله عام 1404هـ إثر مرض ألمّ به عن عمر يناهز إحدى وتسعين سنة وأم الناس بالصلاة عليه الامام العلاّمة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله, وقد رُثي الفقيد بمراثي منها مرثية لأحد أحفاده يقول ( من الشعر الشعبي ) :

يابوي ما توفيك زرق الدمــــوعي... ولا مشاعر خاطري واحتـــدامه

الى قوله:

من غربها الغربي لحد الطلوعــــي... من فـــيه مثلك طاعة الله غرامه

وقال آخر :

آل السعود نجوم في الدجى سطعت... تهدي لكل دروب الخير والسبل

إذ قام سيدهم والله مقـــــصـــــده...... بنصرة الحق لم يخش من الدول

وخصّ بالذكر منهم زاهداً علمـــاً...... شيخاً كريماً سليل السادة الأول

أبا السعود أمير الزهد فــي زمن..... كقابض الجمر فيه كل معتـــدل



منقول من الكاتب المعلم نت بساحات السياسيه
__________________
وردوهن هيت وأخطاه الدليلـه

...............................والموارد غير هيت مقضباتي

روحن مثل القطا صوب الثميله

................................ضمرٍ تضفى عليهن العباتـي

آه من قلب على جال المليلـه

...............................لاتذكرت العصور الماضياتـي

عصرمن ينطح مقاديم الدبيلـه

.................................لابتي لاجا نهـار الموجباتـي

من تعبث بالفرايض عزتي له

...........................تقعده حدب السيوف المرهفاتي

من قصائد الملك عبدالعزيز رحمه الله