عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 20-11-2001, 05:56 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

السلام عليكم،

أختي الفاضلة منال،

لا شك أن هناك آراء مختلفة فيما يدور حول الشعر العامي وفي مدى تأييد البعض لاستخدامه كصيغة من الأدب، وقد كانت لنا حوارات كثيرة حول هذا الموضوع في الماضي، وقد تلاحظين أن آراءنا تذهب من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال.

ومهما كانت آراؤنا فإن وجود هذه الخيمة أو عدم وجودها ليس عائد على آرائنا فحسب، بل إنه ما تقتضيه أهداف الخيمة الكبرى، ولا شك أن لآرائنا دور في ذلك.

أما رأيي الشخصي إن كان هذا ما تسألين عنه، فإني أول من ينادي بالشعر الفصيح، وبالعودة إلى الفصحى، ولكني في نفس الوقت لا أستطيع أن أنكر أن في العامية إبداعا، وأن الكاتبين بالعامية قد يكونون قادرين على الكتابة بالفصحى أمثالك، وأمثال الكثير من الشعراء الذين تفننوا في الشعر العامي، وبذلك فإن كتابتهم بالعامية لا تقتضي قصورهم عن الفصحى.

إلا أني في دعوتي للجميع بالعودة إلى اللغة العربية الفصحى أعلم أن حمل الناس على ذلك قد يشق عليهم في أول الأمر، وأحاول أن أسلك مع من يسترشدني في ذلك أسلوب التدرج، فإن الشاعر وإن كان مرموقا في الشعر العامي، إذا حاول الكتابة بالفصحى فخرج شعره ضعيفا، لا شك أن ذلك سيؤثر في قدرته على الإبداع.

ولذلك فإن الأفضل أن نبقي المبدع في الجو الذي يبدع فيه، ونحاول أن نجره تدريجيا إلى جو آخر لا شك أنه سيكون أكثر إبداعا فيه، ولكن التدريج هو الأسلوب الذي لا يمكن الوصول إلى الهدف بدونه.

أختي الفاضلة،
بدأت كتاباتي في الصغر بلهجتي العامية، وكان لي في بداية عصر الإنترنت موقع يعتبر من أولى المواقع العربية، واسمه موقع البادية، وكان موقعا للشعر النبطي المحكي (أو البدوي كما يسميه البعض)، ومع ذلك فإنني كنت دائما أتوق لكتابة الشعر الفصيح، وفي بداية انتقالتي أخر بدي رجال كالأستاذ جمال حمدان، وأرشدوني إلى ما للعربية الفصيحة من قوة لا يمكن لأي لغة أو لهجة في العالم أن تجاريها، وقد كانت أوائل قصائدي ما يشبه الهجائن، ولم أكن أستطيع أن أقول الشعر بالفصحى بنفس السلاسة التي أقول بها الشعر النبطي، إلا أني في النهاية تغلبت على هذا الحاجز الذي كان يمنعني من كتابة الشعر الفصيح، ولا أخفيك أنني لم أفقد الكثير من قدرتي على كتابة الشعر النبطي، بل إني أجد نفسي أقدر الآن عليه، إن شئت أن أكتبه.

وحصيلة ما أقوله هنا هي أني أرفض -كما ترفضون- أن يكون الشعر العامي بديلا للشعر الفصيح، وهو شعور يشاركني فيه كل من في هذه الخيمة وكل من في الأدبية أيضا، ولكنني أختلف مع غيري في رؤيتي لهذه الخيمة كبداية لمن يريد أن ينتقل في المستقبل إلى كتابة الشعر الفصيح، وليس في هذا انتقاص من قدر من يكتب الشعر العامي، فقد يحنّ الإنسان أحيانا إلى النظم بلسانه اليومي، إلى أن يصبح لساننا المتداول هو اللسان الفصيح... وليس ذلك عنا ببعيد.

ولست أنكر على شيخنا السلاف ردة فعله، ولا أعتقد أن أحدا يلومه، ولكني بعد نقاش طويل معه، توصلنا إلى أن اختيار تسمية هذه الخيمة هي ما كان قد أقض مضجعه، ولكن بشكل عام فهو يتفق معي في ما ذهبت إليه أعلاه، وأتمنى أن لا يساء فهم السلاف، شيخنا وأستاذنا وحبيبنا.

أخوكم عمر مطر
الرد مع إقتباس