الموضوع: أنا إصلاحي؟؟!!
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 21-12-2004, 05:08 PM
الحـارق الحـارق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
المشاركات: 438
إفتراضي أنا إصلاحي؟؟!!

كان الشاب المراهق يتطلع إلى كوب الشاي الحار بين يديه، وعيناه تبرقان

في نشوة غريبة، ولم لا ومخيلته لاتفارقها تلك الوعود العذبة والأماني

الحلوة، التي جلس الليالي الطوال يسمعها من خلال قناته الزرقاء المحببة،

تلك الأماني التي تنساب من لسان متحترش أجش ٍّ يُمنِّي ويعد في ليونة بأن

القادم أحلى ، وأن النهار سيشرق لامحالة..

رشف من الكوب رشفة، وأخذ يفكر : هاقد اقترب الخميس، وها أنا أرى جموع

الأحرار المغلوبين على أمرهم ، وقد انتفضوا، وثاروا ، ورفعوا صوتهم في

وجه الطغيان الذي لا يفتر صاحب الصوت المتحترش الأجش عن التعريض به ،

وفضحه..

وبرد كوب الشاي الحار بين يديه، وهويذوب سعادة حين يرى بعين خياله صورة

الممني الواعد تملأ المكان ، والصور القديمة تداس بالأرجل..

وأصبح الشاي الحار بين يدي الشاب المراهق كالثلج المذاب ،وصورة الجلبة

لا تفارق خياله ففهد يختفي ، وسعد يتبدى ، وحكم يزول ، وآخر ينهض..

ويزفر الشاب زفرة ، ها قد اقترب الخميس ، وهاهي ليلته السعيدة ، وإن

صباحه أسعد..

وفي الصباح ،يصحو الشاب، لكنه لايشعر بشي من مشاعر النشوة، أين ذهبت،

إنه يشعر باختناق ، وتعرق ، وبرودة في الأطراف، وهزال في المعنويات،

إنه لا يستطيع أن يشهد الخميس..

بل إنه خميس تعيس..

آه إنه أسوأ خميس..

وأخذ الشاب يحدث نفسه: أنا معذور ، وصحبي سيعذرونني، سأختلق الأعذار،

المهم أن لايفسد هذا الخميس..

وصار الشاب المراهق كالجني يسترق السمع ، هل خبر ؟!

هل رسالة ؟!

هل شيء يبدد هذا السكون، والغموض؟!

ولا يجيبه أحد إلآ الجدران الصامتة التي يرخي ظهره على أحدها..

وفي التاسعة من مساء الخميس..

كانت بكائية حزينة تنبعث من قناته المفضلة، وكان كل شيئ يحفل بالإحباط،

والفشل، والهزيمة، والانكسار، وكان الصوت المتحترش الأجش، يختلق الأعذار

لكذب أمانيه، وسراب وعوده..

وحينها قفل الشاب التلفاز..

وصرخ : أنا إصلاحي؟؟!!..