ذكرى إنسان
خلف السحاب القاتم الألوانِ..
نبع ترقرقْ
عند المساء المغرق الأحزانِ..
دمع تدفقْ
وربى الربيع الذابل الريحانِ..
بالدمع تغدقْ..
***
ها هنا ..
نبع من الآمال عاش بمهجتي
روح من الإبداع قلب صفحتي
وعبيريّ الذكر كلل جبهتي
ها هنا ..
طيف في سناه الأطياف طافت تألقا
وإليه ينابيع الصفو شاقت تحرُّقا
وغدا الزهر إليهِ مينقا
***
ها هنا ..
مرتوي ٌّ من حياء الهمس في نور الفضاءْ..
عبقريٌّ السنا وضاح ..يحتفيه الضياءْ
وتحنُّ إلى حمله أنغام الصفاء..
***
ها هنا ..
روحٌ أرحبيةٌ فوق همس المياهْ
وتغاريد من زمن ابتسامت الحياهْ
وربيع يتهادى من حديث الشفاهْ
***
ها هنا..
وهجٌ تتلقاه سابحات النجومْ
وصموت ٌناطق بما أخفته الرسومْ
وترانيمٌ لجينيّةٌ في مداهُ تحومْ
***
ها هنا ..
ائتلاق المرجان في بحر العناق ْ
وأهازيج العشق يظللها المحاقْ
وخيول يغتديها البوح انطلاقْ
***
ها هنا ..
شطٌّ من طيف المنى رؤياهُ
ناطقات الإبداع منطقٌ فحواهُ
ترتجيَ الجنانُ أن تكون رؤاهُ
***
ها هنا..
حيث لم يزل في الروابي يمرحْ
ويتوق إلى عش في الأفق يلمحْ
ويلازمه أينما في الكون يبرحْ
***
باغتته الوحوشُ الغضبى .. أيقظت أحلامهُ
وأخرست الأحرفَ وجمى.. واقتفت أنغامهُ
وسبت طيف سناهُ ونكّست أعلامهُ
***
لم يزل يعدو في الأمد وينتظر النجاةَ
وينادي الأمل الصارخ يستدعي الحياةَ
علها توهن للوحش القناةَ
***
ها هنا ..
وتمادى في برق العدو فأعياه ُوصبا
وعلى ربوة كان بها اختبا
..راح في درج الريح .. وخبا
***
وغدا من على الأرض كان..
يعزف الأنغام والألحان ..
ذكرى عاشها .. إنسان
***
المشرقي الإسلامي
22شعبان 1425
26سبتمبر2005
الساعة :5:13 فجراً