عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-05-2006, 08:21 AM
عاكف الجمل عاكف الجمل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 7
إفتراضي كسوف وتباعية وأوجاع

عندما أصبحنا على تخوم العراء ببقعة في جنوب شرق ليبيا
تكاد تخلو من كل مظاهر الحياة اسمها بئر الغبي
قدر لها المولى ان تكون شاهدة هي ومنطقتان اخريان
على اكبر ظواهر الطبيعة حدثا
ان يقدر للشمس ان تسجد في العتمة في وسط النهار
وتلتحف برداء الظلام لاكثر من اربعة دقائق الا عشر ثوان
ثم تستيقظ من سباتها لتعلن شروقها للمرة الثانية في يوما واحد
مرددة انا اهم نجوم الدنيا وجودا وبهاء
استقبلنا ذلك المكان البكر والذي لم يتعود صخب الازدحام.
بحياء وخجل وكان ذلك في بدايات الربيع بانفس رطبة حلوة.
لم تدم طويلا
لانه سرعان ما استشرى الخلل في ناموس الطبيعة ليعرقل رتابت سيرها
تمطت الحرارة لتغلف المكان. واخذت الشمس تتوعد الارض بفيض اشعتها الحارقة
لتركن بعدها للحجر الالهي
كنا قد اصطفينا بكل عرباتنا على قارعة الطريق
ننتظر الاذن بالدخول للمخيمات و التي جهزت بافضل وسائل الراحة لاستقبال ذلك اليوم
والذي اعد له منذ اشهر طويلة. وخطط لاستقباله منذ عدة سنوات
ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان
تصدى لنا رجال الامن وخاطبونا بعبارات واضحة وصريحة يمنع على الليبين دخول المخيم ويسمح للاجانب
استشرى ذلك الخبر كما النار في الحطب وعلت اصوات الشجب والرفض.. ودخلنا في مهاترات وجدال عقيم مع بعض افراد الامن
واتذكر ذلك الشرطي البليد كيف كنت اقول له هل نمنع نحن اصحاب هذه الارض.. ويسمح للاجانب
هل يعقل هذا..كانت اجاباته مقتضبة.. واخذ يردد عليكم بالرجوع للخلف . عليكم المغادرة الان .هيا اذهبوا.. زادني كلامه حنقا فاسترسلت في الحديث
وخطبت خطبةا عصماء. اوضحت له فيها كيف حارب اجدادنا الاستعمار
وكيف كان اعتزازهم بانفسهم.. اخبرته عن رموز الجهاد ذكرته بعمر المختار ابومطاري رمضان السويحلي.فلم يزده ذلك الا استخافا بي وبرفاقي. وفجأة ظهرت فتاة تمشي باستحياء وتوجع. متوجهة نحونا قالت على عجل وبسرعة . هل لي ان استعمل احدى دوراة المياه هذه واشارة لطابور من الاكشاك النظيفة. ظننتها في البداية مخصصة للاتصالات الهاتفية
نظر ذلك الآسن القذر للفتاة. وقال لها هذه مخصصة للاجانب
زادنا كلامه هما على هم وكان اسرعنا مبادرة للكلام صديقنا منصور
الذي امطره بسيل من الشتائم. ووصفه بالحصان والبغل والمتخلف
قال له هل يعقل ايها المخبول ان تفترش امرأة الارض امام هؤلا الجموع
وقال بمرارة الم تكتفوا بالامس ان سلمتم كل شء من غير مقابل
وحتى تنتزع الغيرة منكم اليوم على اخواتكم
صن البغل وتراجع وكأن صاعقة سقطت عليه
تقدمت الفتاة
ام نحن فتماهينا في البعد
الرد مع إقتباس