[أبو حسن]

قد يثور السؤال عن وجود موضوعي للتفاعيل في عصر ما قبل الخليل حيث كان الشاعر ينظم بناء على إيقاع يعرفه بالغريزة.
وربما كانوا يستعينون بالغناء كما في عبارة رويت عن حسان بن ثابت الصحابي والشاعر الجاهلي الفحل.
ولكن التفاعيل منذ أن أدخلها الخليل وقد نقول "اكتشفها" إن صح افتراضي أن لها وجوداً موضوعياً أو نقول "اخترعها" إن صح افتراض الأستاذ خشان أنها كانت مجرد احتمال بين ممكنات.
أقول: منذ أدخلها الخليل صارت حقيقة موضوعية في أذهان الشعراء وصاروا ينظمون وهي موجودة في رؤوسهم.
وهذا ما يتجلى في شعر التفعيلة الحديث.
حيث ينظم الشاعر قصيدة منذ البداية وفي خطته أن يستعمل تفعيلة الكامل-متفاعلن أو المتقارب أو ما شابههما.
ومن الأدلة عندي على وجود موضوعي للتفعيلة غير أنها موجودة كعنصر منفصل في البحور المؤلفة من تفعيلات متكررة أنها توجد بصورة سالبة إن صح التعبير في ظاهرة المجزوء.
فهو بالتعريف ما حذفت آخر تفعيلة منه!
ومن هنا فإن التفعيلة كانت دوماً تؤخذ في الشعر العربي على أنها وحدة وزنية مستقلة.
والله أعلم