عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 13-06-2004, 10:45 AM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

(... تابع)

تسألني اخي الكريم

(فأين ستذهب أنت ومن معك بهذا الكم الهائل من العلماء ؟ هل تريد أن تقنعنا أن هؤلاء الآلاف من العلماء الثقات لا يفقهون أو لا يتقون الله أو مفتونين ؟؟)

و إجابتي هي : لا طبعاً،لا اريد اقناعك بشي غير مقنع لا انت و لا من تنوب عنهم في حديثك دون ان تحددهم،فبإستثناء "فريق النجوم" الذي استفتحت بهم كلامي هذا.. معظم الباقون يفقهون الدين خيراً مني كثيراً و معظمهم يتقون الله تقوى صادقة و معظمهم غير مفتونين و لكن ...

هناك خطوط حمراء يا مساهم،فهم اذا تعلق الامر بالحديث عن الجهاد او مدى عدل من يسمونه ولي امر او شئون الاعداد لقتال الصليبيين او التواجد الامريكي في جزيرة العرب و ما الى ذلك تجدهم يلوذون بالصمت او يفتون إن إضطروا بفتاوي عامة لا انعكاس لها على الارض خشية يد الاسرة الحاكمة ان تبطش بهم،لأنهم يعلمون ان ذلك يغضب "المقام السامي" فيتحفظون،و لهم في ذلك من الرخص الكثير:-

كقوله تعالى ( لا يكلف الله نفساً الا وسعها)،فهم يرون ان ليس في وسع انفسهم الإفتاء بالحقيقة على الصراحة حفاظاً على النفس و الولد.

او ان فتواهم لن تقدم او تؤخر و قد يسوء فهمهما في زمن الفتن هذا فتؤدي الى سفك دماء بريئة فيحملون الوزر.

او يأخذون بالتقية فيرون ان الافتاء هنا قد يعود عليهم و ذويهم بالضرر الكبير مقارنة بالنفع المرتجى.

او يأخذون بالتخصص فتجد الواحد منهم يقول لك انا اتكلم في السيرة فقط او لا اتكلم فيما هو سياسة او لا اتكلم في هذا لأن هناك علماء آخرين اعلم فيه مني و اسألني في العبادات فقط....و هكذا.

او يأخذون باضعف الايمان تبعاً لحديث تغيير المنكر الشهير،ما دام تغيير المنكر باليد او باللسان غير مستطاع.

و غير ذلك من الاعذار الشرعية الصحيحة التي لا اعقب عليها بسوء لكونهم اعلم بها مني.


فإذا كان هذا حالهم فهناك سواهم من اعتبر ان في وسع نفسه ان تتكلف بما هو اكثر:-

فآثر المجاهرة بالحق عند السلطان الجائر و هو الآن في السجن كأبي محمد المقدسي و قبله كان ابن حنبل سُجن و أهين.

او هو أغتيل على يد الغدر كيوسف العييري،و قبله شُنق سيد قطب.


او هو متخفي انضم الى المجاهدين يهديهم و يراجع اعمالهم حتى لا يقعون في إثم مثل (عبد الله بن ناصر الرشيد) او الشهير بابي جندل الازدي و قبله طورد شيخ الاسلام ابن تيمية......

و القائمة طويلة،و لهذا ختم ابن قيم (( فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى , وانتصاره للدين أكمل )) و لكن صوتهم خافت لأن يد هبل تسد عليهم المنافذ و سبل الوصول الى الناس خشية ان يشيع فكرهم الاسلامي الحقيقي،و لو كانوا مجرد مفتونين او مدلس عليهم..او كان كلامهم دون ادلة او علم شرعي لتركوا و ما يريدون قوله حيث لن يقنعوا حينها احداً.



غير مقتنع؟

هاك هذا السؤال:لماذا إذن اعتبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ان اعظم الجهاد ( كلمة حق عند سلطان جائر)؟؟
لأنه عليه الصلاة و السلام يعلم ان ليس لهذه المهمة الا قلة،و لو كان يمكن تبنيها من الكم الهائل من العلماء حسب وصفك لما كانت من اعظم الجهاد عند الله.





غير مقتنع؟

هاك دليل حدث معي شخصياً و احكيه لك رأي العين،في أحدى حلقات الذكر-التي تفضلت بضربها مثلاً ضمن الامثلة التي ضربت- حيث تثنى ركب طلاب العلم..،اقتربت من الشيخ بعد ان انتهى من درسه و قد توسمت فيه و في سيم وجهه و كلامه التقوى و الصلاح و فتحت معه موضوعاً يصب في نفس موضوعنا هذا،فلما اكثرت عليه بالاسئلة و اخذت اضيق و ألح قال:
لو اجبناك عما تسأل لشاعت فتنة لا يعرف احد عقباها.
فقلت:
و ماذا عن كتمان العلم و حكم الله يا شيخ؟
قال:
ليس على المؤمن حرج اذا كتم امراً طالماً تعلق الامر بحفظ النفس..ثم ان القرآن باق فينا الى يوم الدين،فاذا غير الله ما بالناس و جاء حاكم غير الحاكم جازت لنا حينها الفتوى الصريحة حيث لا يخاف على الناس ضرر.

هذا ما اجابني به حرفياً بعد ما عدلت بعض كلماته من العامية الى الفصحى و الله على ما اقول شهيد.







غير مقتنع؟

هاك دليل من الماضي القريب،ماذا حدث عندما اطلق الحاكم يد العلماء في الافتاء بما يأمرهم بهم دينهم دون أي تحفظات ايام كان الامر يتعلق بالجهاد ضد الشيوعيين في افغانستان؟،ماذا حدث؟
لما كان العدو الإتحاد السوفييتي كانت الفتاوى لا لبس فيها ولا غموض :

كانت دولة نصرانية (الروس نظرياً : نصارى أرثوذكس)

لماذا كانوا مجاهدين لما حاربوا السوفييت الشيوعيين ، ثم لما أتوا إلى بلادهم أصبحوا من المجرمين !!
لأنهم قالوا : أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، وأمريكا كانت في جزيرة العرب ، وأمريكا نصرانية ، فقد اتضح بالدليل القاطع أنهم كانوا يقصدون الأمريكان،فسقط في ايديهم .

لماذا إذن كان الجهاد ضد الحكومة الأفغانية الموالية للنصارى الروس جهاداً شرعياً !! ألأن هذه الحكومة ارتدّت عن دين الله بموالاتهما لأعداء الله وتمكينهم من بلاد المسلمين -الفتاوى مكتوبة ومُسجّلة على أشرطة سمعية ومرئية - ..
خرجت الفتاوي بالآلاف المؤلفة تدعو المؤمنين الى النفير ثقالاً و خفافاً،و خرجت علينا الخطب النارية المحرضة،و انطلق صوت العلماء مجلجلاً بالحق صادعاً له،لماذا برأيك؟
لأن احد الخطوط الحمراء قد محي قليلاً او مؤقتاً فانطلق اللسان من عقاله.





غير مقتنع؟

هاك دليل من واقعنا المعاش،كان هناك شيخ و استاذ جامعي—الذي تفضلت بضربه مثلاً ضمن الامثلة التي ضربت- طلبت منه قناة الجزيرة ان يتكلم في مبادرة الشيخ اسامة-حفظه الله-بشأن عرض هدنة مشروطة على الاوربيين و قد حاول الرجل ان يحصر كلامه في هذه النقطة تحديداً متحاشياً أي إشارة الى الوضع الداخلي،و لكنه و رغماً عنه و بما انه أيد اسامة فقد تبنى رؤية "الخوارج" مما اغضب امراء سعود و من ورائهم امريكا،فهو الآن وراء الشمس ثم تبعه نجله ايضاً الى السجن!!
نعم..لا لشي الا لبعض كلمات اغضبت هبل،هذا الشيخ اسمه سعيد بن الزعير،فأين هو الآن؟ما ذنبه و ما ذنب ابنه؟.





غير مقتنع؟

هاك دليل ستحصل عليه من نفسك لنفسك،إذهب و جرب ان تدعو بصوت عال..مجرد دعاء..على اليهود و النصارى في احد المساجد و اجعل ذلك على مسمع من رجال الامن،و إن لم تراقب و تطارد و تعتبر خارجي فانا اتراجع عن كل ما كتبت.



غير مقتنع؟
هاك دليل من السنة الصحيحة
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( على المرء السمع و الطاعة فيما أحب و كره،الا ان يؤمر بمعصية،فاذا أمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة)،إذا امر بمعصية من دولة او ملك او عالم او جن ازرق..لا استثناءات هنا.
صدق رسول الله عليه افضل الصلوات و التسليم.



ثم تأتي و تقول لي ((هذا الواقع والحقيقة والتي يسعى أهل الفتن لتخبئتها ظلماً وعدواناً تحت شعار علماء السلطة علماء المناصب عليهم من الله ما يستحقون ))
و تريد مني ان اتبنى رأيك هذا و اترك كل الادلة المحسوسة و المعاشة و المعروفة و التي عرضت بعضها اعلاه و هي الواقع و الحقيقة فعلاً هذه المرة.

و لولا خشية الاطالة اكثر مما اطلت لزدت و أطنبت بتجارب شخصية تُدمع قلب كل مؤمن.




هاهو ما اسميته مخطم الفرس الذي تجيد تملك زمامه جيداً، و ها قد أعددت هذه الكلمات خصيصاً لتقرأها و كل من يهتم لأجيبك بكل وضوح كما اشترطت عليَّ في آخر ردك المتميز يا مساهم.


و آخر دعواي ان الحمد لله الذي بفضله اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضالون، لا يُسأل عن ما يفعل وهم يسألون.



تحياتي
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ