عرض مشاركة مفردة
  #38  
قديم 26-06-2007, 03:36 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تابع مصر

ثانيا: العصر البطلمي (330ـ30 ق م ) :

فتح الاسكندر المكدوني مصر عام 332 ق م وبعد وفاته، انقسمت إمبراطوريته بين قائدين هما (بطليموس في مصر) و(سلوقس في العراق وغيرها) .. وذلك بعد وفاة الاسكندر عام 232 ق م .. وقد كان الاسكندر قد اختار بطليموس حاكما لمصر عام 330 ق م . وخلال القرن الأول بعد وفاة الاسكندر بسطت مصر سلطانها على الكثير من بلدان البحر الأبيض المتوسط، وبلغت الإمبراطورية المصرية أقصى اتساع لها في التاريخ في عهد (بطليموس الثالث) إذ اشتملت على قبرص وبرقة وجنوب سوريا وفلسطين و فينيقيا، كما بقيت كيليكيا(الشريط الحدودي من جنوب تركيا مع سوريا الآن) وبامقيليا وليسيا وكاريا وعصبة السيكلاديس مدة طويلة، جزءا من إمبراطورية البطالسة.. وفي سنة 217 ق م انتصرت مصر بقيادة بطليموس الرابع في موقعة رفح على جيوش (أنتيكوس) الإغريقي .. ولكن في عهد بطليموس الخامس بدأت أملاك مصر بالتقلص والتراجع، ولم يبق لها خارج مصر سوى (قبرص) و(برقة) ..

ومنذ ذلك الوقت حتى وفاة بطليموس الثامن في عام 80 ق م ، حاولت مصر استرداد جنوب سوريا وفلسطين من أسرة (سلوقس) ملوك بابل وسوريا ولكنها فشلت، بل فقدت برقة في عام 96 ق م .. ودب الخلاف على الملك بين أفراد العائلة المالكة منذ عهد بطليموس السادس وكثرت الثورات الداخلية، فهبطت هيبة مصر في الخارج .. وبعد وفاة بطليموس الثامن أصبح مصير مصر معلقا بما تريد (روما) فقد جاهر بطليموس الثاني عشر51 ق م بولائه وخدمته لعرش روما .

وبعد اعتلاء (كيلوبترا) عرش مصر وانتهاء عصر البطالسة، مدت يد العون الى (بومبي) في صراعه مع قيصر، ولكن بومبي هُزم ودخل قيصر مصر، ومع ذلك استطاعت (كيلوبترا) التأثير على قيصر .. وبعد مصرع قيصر 44 ق م استطاعت التأثير على (أنطونيوس)، إلا أن هزيمتهما أمام (أوغسطس) في أيلول/سبتمبر 31 ق م .. انتحر الاثنان وانطوى عهد البطالسة ..

ثالثا: العصر الروماني 30 ق م ـ 641م

بعد دخول أوغسطس مصر، أصبحت ولاية من الولايات الرومانية الممتازة، فقد ربطت بعرش روما مباشرة، لما لها من أهمية اقتصادية كبرى في إمداد جيوش الإمبراطورية بالمؤن والحبوب .. وبعد تدني إنتاج مصر من المحاصيل فقدت مصر أهميتها الاستثنائية بالنسبة للإمبراطورية الرومانية، وفي القرن الثالث الميلادي لم يعد أباطرة روما يخشون فقدان مصر منهم، لأن قواتهم هناك الموجودة في حاميات محصنة لا تستطيع قوة هزيمتها .. ثم أنهم لعبوا على سياسة إثارة الفتن بين الإغريق و اليهود وهما الأكثر قوة وتأثير في المجتمع المصري في ذلك العهد إضافة للعنصر المصري القديم (بطبيعة الحال) .. وقد أبقى الرومان اللغة الإغريقية لغة رسمية للبلاد ..

أما بالنسبة للمصريين، فقد اتخذ الرومان لأنفسهم صفة الفراعنة كما فعل البطالسة من قبلهم، ليسبغوا على أنفسهم صفة شرعية .. ولكن المصريين لم يروا في الرومان إلا مغتصبين، فثاروا عليهم، ففي عهد (ماركس أورليوس) 161ـ 180م .. أشعل الفلاحون المصريون ثورة كبرى عرفت (بحرب الزراع) هزموا فيها القوات الرومانية وكادت الإسكندرية (العاصمة) أن تسقط ..

ولم يتعرض الرومان للمعتقدات الدينية المصرية القديمة. ومنعوا بنفس الوقت تسرب الديانة المسيحية من فلسطين الى مصر. وكان المسيحيون يتعرضون الى اضطهاد القوات الرومانية، فكانوا يلجئون لبناء أديرتهم ومعابدهم في أمكنة غير منظورة، تجنبا لملاحقة الرومان.. وبعد أن أصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية الرسمي في عهد (قسطنطين 323ـ 337م)، اتبع المسيحيون المصريون سياسة الاضطهاد نفسها ضد أتباع الديانات المصرية القديمة.

على أن الخلاف بين طبيعة المسيح عليه السلام قد وصل الى مصر، فمنهم من يرى أن له طبيعتان طبيعة بشرية وطبيعة إلهية وهم الملكانيون (الأكثرية في مصر)، وهذا الرأي متأثر بالديانات المصرية القديمة حيث كان يُنظر الى (حورس) الحاكم والإله المصري من نفس النظرة، حتى أن تاريخ ميلاد المسيح قد تبدل عدة مرات حتى استقر في 25/12 وهو نفس تاريخ ميلاد حورس! .. ومنهم من يرى أن له طبيعة واحدة وهم اليعاقبة ..

وقد ساند الأباطرة الأقلية ضد الأكثرية، ليضفي الخلاف الديني بعدا وطنيا، وقد أدى ذلك الى ضعف النفوذ الروماني في مصر، مما مكن الفرس من إزاحة الرومان عن الحكم في سنة 616م وإن لم يستمر حكمهم أكثر من عشر سنين، فقد عاد الرومان، لكنهم لم يصمدوا أمام الزحف العربي الإسلامي حيث تم طردهم وفتحت مصر على يد عمرو بن العاص عام 641م .

هامش
ـــ
موسوعة السياسة/المؤسسة العربية للدراسات والنشر/أسسها عبد الوهاب الكيالي/ الجزء السادس/الطبعة الأولى1990
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس