عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 17-07-2003, 05:22 AM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي

يقول تعالى:{والأرض بعد ذلك دحاها }

لفد وردت كلمة (دحا) صريحة، و(الدحية) :هي بيضة النعام ..فالآية الكريمة ، إذن حددت ليس كروية الأرض فقط ..بل حددت كونها بيضوية وهذا ما ثبت يقيناً بالأقمار الصناعية التي صورت الأرض من بعد آلاف الكيلومترات..

وعندما يقرأ الإنسان المؤمن الآية الكريمة :{ وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق{

إن كلمة ( عميق ) هذه تشهد بعضمة القرآن الكريم ..فلو كانت الأرض مستوية مسطحة لقال القرآن (يأتين من كل فج بعيد)لأن كلمة (بعيد) تفيد المسافة بين شيئين على مستوى واحد .. ولكن الأرض كروية ..فالقادمون إلى مكة المكرمة يأتون من بقاع عميقة بالنسبة لها، وذلك بحسب انحناء الأرض الكروي لذا جاءت الآية {من كل فج عميق }

وهذا في القرآن كان وما يزال يتلى منذ قرون طويلة ...إنها حقائق علمية رائعة




وخير شاهد على فضل علماء المسلمين

وانجازاتهم في علوم الفضاء فقد أعلنت الهيئة الفلكية العالمية التي تتألف من علماء من جميع أنحاء العالم أنها شكلت لجنة تسمى (لجنة تسمية تضاريس القمر ) مهمتها دراسة فضل العلماء على مر العصور الذين ساهمت أبحاثهم في هبوط الإنسان على سطح القمر .


فكان في مقدمة من اختارهم (18) عالما اسلاميا(4) وقررت وضع أسمائهم على تضاريس القمر ومن هؤلاء كما جاء في القرار :
أبو الفداء - ابن فرناس - ابن يونس الذي كان أول من قام بقياس مواقع الكواكب السيارة بعضها إلى بعض - ابن الفزاري - المرودي - الفرغاني - أبو عبدالله المهاني - أبو ريحان البيروني - القزويني - الخوارزمي - جابر بن حيان والرحالة الإسلامي ابن بطوطة الذي ساهمت خرائطه في فك بعض الرموز على سطح القمر للتشابه الكبير بين سطحه وسطح الأرض ، والعالم الإسلامي عمر بن الخيام الذي قام بأبحاث هامة في مرصده عن دوران الكواكب حول الشمس .. هذا علاوة على اسم العالم الإسلامي المعاصر الدكتور فاروق الباز





ثم جاءت الحضارة الإسلامية فأحيت نظرية كروية الأرض وتبنتها .. وربما كان من أهم أسباب ذلك أن القرآن ذكر أن الأرض كرة " والأرض بعد ذلك دحاها " النازعات 79 والدحية في اللغة هي الكرة .. كما أن هناك آيات عن دوران هذه الكرة حول نفسها بما يحدث الليل والنهار " ويكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل " الزمر 39 ، ثم يؤكد هذا المعنى في سورة الرحمن فيقول تعالى " رب المشرقين ورب المغربين " فهذه الآية تشير بوضوح إلى أن الشمس عندما تشرق على نصف الكرة الأرضية يكون هناك غروب على النصف الآخر . أي أن هناك مشرقان ومغربان يتعاقبان بسبب دوران الكرة الأرضية حول نفسها .

وقد استشهد الفقيه الإسلامي ابن حزم الأندلسي بهذه الآيات في تأييد علماء الجغرافيا . ونظرا لأن بعض الكتب والمراجع العربية ما زالت تنقل عن المراجع الأجنبية أن المسلمين لم يعرفوا نظرية كروية الأرض .. وأن هذه النظرية لم تعلن إلا بفضل كوبرنكس فقد حرصت على نقل نصوص من أقوال علماء المسلمين في هذه النظرية كما جاءت في مخطوطاتهم :

1. يقول ابن خردذاذبة المتوفي سنة 885 م " أن الأرض مدورة كدوران الكرة موضحة كالمحة في جوف البيضة " ( والمحة هي صفار البيض ) .
2. وكتب ابن رسته المتوفي سنة 903 م " أن الله جل وعز وضع الفلك مستديرا كاستدارة الكرة أجوف دوارا .. والأرض مستديرة أيضا ومصمته في جوف الفلك " .
3. وكتب المسعودي المتوفي سنة 956 م " جعل الله عز وجل الفلك إلا على وهو فلك الاستواء وما يشمل عليه من طبائع التدوير . فأولها كرة الأرض يحيط بها فلك القمر ويحيط بفلك القمر فلك عطارد " .
4. وقد ذكرنا أن الإدريسي المتوفي سنة 1099م صنع الكرة الأرضية المجسمة وفي ذلك يقول " وإن الأرض مدورة كتدوير الكرة والماء لاصق بها وراكد عليها ركودا طبيعيا لا يفارقها والأرض والماء مستقران في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة ووضعهما وضع متوسط والنسيم يحيط بها ( يقصد الغلاف الجوي ) من جميع جهاتها وحولها جاذب إلى جهة أو دافع لهما والله أعلم بالحقيقة " .
5. ويقول القزويني المتوفي سنة 1283م في كتابه عجـائب(9) المخلوقـات (1-35) "الأرض كرة والدليل على ذلك أن خسوف القمر إذا كان يرى من بلدان مختلفة فإنه لا يرى فيها كلها في وقت واحد بل في أوقات متعاقبة لأن طلوع القمر وغروبه يكونان في أوقات مختلفة في الأماكن المختلفة . والأرض واقفة في وسط الأفلاك كلها بإذن الله تعالى" ثم يفند القزويني آراء علماء القرون الوسطى في أوروبا ورجال الكنيسة الذين يقولون أن الأرض لو كانت كرة لسقط الناس في الجانب الآخر منها أو كانت رؤوسهم مقلوبة فيقول : " أن الإنسان في أي موضع يقف على سطح الأرض فرأسه أبدا مما يلي السماء ورجله أبدا مما يلي الأرض وهو يرى من السماء نصفها وإذا انتقل إلى موضع آخر ظهر له من جانب السماء الذي أمامه بقدر ما كان قد خفي عنه من الجانب الآخر ".
6. وكان أول من قام بمحاولة قياس أبعاد الكرة الأرضيـة الخلفيـة العباسي العالم المأمون ( ت سنة 83م ) فقد جاء بفريقين من علماء الفلك والجغرافيا فريق برئاسة سند بن علي وفريق بقيادة علي بن عيسى الاسطرلابي . واتفق معهما أن يذهبا إلى بقعتين مختلفتين على الدائرة العظمى من محيط الأرض شرقا وغربا ويقيسا درجة واحدة من المحيط . وقد اختار كل فريق بقعة واسعة مسطحة وركز في مكان منها وتدا واتخذ كوكب القطب الشمالي نقطة ثابتة وقاس الزاوية بين الوتر وبين النجم القطبي والأرض ثم سار شمالا على مكان زادت فيه تلك الزاوية وقاس كل فريق المسافة بين الوتدين وكانوا يقيسون المسافات على الأرض بحبال يشدونها على الأوتاد وبذلك وبعد تجميع البيانات استطاع المأمون أن يستخرج محيط الأرض فوجده 2,400 ميل (الميل العربي = 1973 مترا) أي أن المحيط 41248 كيلومترا وقطرها 6,500 وهو قريب من الحقيقة .
7. ثم جاء البيروني(11) فقام بتجربة جديدة على أساس مختلف .. بقياس الانخفاض الرأسي من (قلل الجبال) في الهند فجاءت شبيهة بأرقام فلكي المأمون فأثنى عليهم . ويقول المستشرق (نللينو) في كتابه (علم الفلك عند العرب)(12) أن قياس العرب للكرة الأرضية هو أول قياس حقيقي أجرى كله مباشرة مع كل ما تقتضيه تلك المسافة الطويلة وهذا الفريق الكبير من العلماء والمساحين العرب فهو يعد من أعمال العرب المأثورة وأمجادهم العلمية .
8. والمسلمون أول من وضعوا خطوط الطول وخطوط العرض على خريطة الكرة الأرضية وضعها العالم أبو علي المراكشي ( ت 1262 ) وذلك لكي يستدل المسلمون على الساعات المتساوية في بقاع الأرض المختلفة للصلاة .
9. كما أن البيروني وضع قاعدة حسابية لتسطيح الكرة أي نقل الخطوط والخرائط من الكرة إلى سطح مسطح وبالعكس وبهذا سهل رسم الخرائط الجغرافية .

ثانيا : دوران الأرض حول نفسها
في الوقت الذي كان العالم لا يتخيل فيه أن الأرض كرة لم يكن هناك من يناقش مسألة دوران الكرة حول نفسها .. ولكن ثلاثة من علماء المسلمين كانوا أول من ناقش فكرة دوران الأرض في القرن الثالث عشر الميلادي وهم علي بن عمر الكاتبي . وقطب الدين الشيرازي من الأندلس وأبو الفرج علي من سوريا .. فقد كان هؤلاء الثلاثة أول من أشار في التاريخ الإنساني إلى احتمال دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس مرة كل يوم وليلة ..ويقول سارتون في كتابه " مقدمة في تاريخ العلم "(13) أن أبحاث هؤلاء العلماء الثلاثة في القرن 13 لم تذهب سدى بل كانت أحد العوامل التي أثرت على أبحاث كوبرنكس في نظريته التي أعلنها سنة 1543م .
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]