عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 20-12-2006, 07:02 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


ست ملاحظات أخرى لبكر أبوزيد على كتاب ربيع بن هادي:
ومن جهات أخرى أبدي مايلي:
1- مسودة هذا الكتاب تقع في(161) صفحة بقلم اليد, وهي بخطوط مختلفة, ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد, إلا أن يكون اختلف خطكم, أو اختلط عليّ, أم أنه عُهد بكتب سيد قطب- رحمه الله تعالى- لعدد من الطلاب فاستخرج كل ما بدا له, تحت إشرافكم أو بإملائكم
لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم, إلا أن ماكتبته على طرّته أنه من تأليفكم, وهذا عندي كافٍ في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم

2- مع إختلاف الخطوط, إلا أن الكتاب من أوله على آخره يجري على وتيرة واحدة, وهي: أنه بنفس متوترة, وتهيج مستمر,ووثبة تضغط على النص, حتى يتولد منه الأخطاء الكبار, وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع, لا يقبل الجدال.. وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية
3- من حيث الصياغة: إن قارنا بينه وبين أسلوب سيد- رحمه الله تعالى- فهو في نزول, وسيد قد سما
وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم, فهو أسلوب ((إعدادي)) لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز العالمية العالية
لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي, والقدرة على البلاغة والبيان, وحسن العرض.. وإلا فليُكسر القلم.

4- لقد طغى أسلوب التهيج والفزع, العلمي للنقد ولهذا افتقد الرد أدب الحوار

5- في الكتاب من أوله إلى آخره: تهجم, وضيق عطن, وتشنج في العبارات, فلماذا هذا؟

6- هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة, التي انشأت في نفوس الشيبة جنوح الفكر, بالتحريم تارة, والنقد تارة, وأن هذا بدعة, أو ذاك مبتدع, وهذا ضلال, وذاك ضال.. ولا بينة كافية للإثبات

وولّددت غرور التدين والإستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلَتِه هذه يُلقي حملاً عن ظهره, قد استراح من عناء حمله, وأنه يأخذ بحجز الأمه عن الهاوية, وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر
وهذا من غير تحقيق, هو في الحقيقة هدم, وإن اعتبر بناءً عالي الشرفات, فهو إلى التساقط, ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية
هذه سمات ست, تمتع بها هذا الكتاب, فكان غير ممتع
هذا ما بدالي, حسب رغبتكم..

ثناء بكرأبوزيد على سيد قطب
وأعتذر عن تاخر الجواب , لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل, وإن تداولها الناس
لكن هول ما ذكرتم, دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه, فوجدت في كتبه خيراً كثيراً, وإيماناً مشرقاً, وحقاً أبلجاً, وتشريحاً فاضحاً لمخططات الأعداء للإسلام, على عثرات في سياقه, واسترسال بعبارات ليته لم يفُه بها, وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان آخر, والكمال عزيز.
والرجل كان أديباً نقادة, ثم اتجه إلى خدمة الإسلام, من خلال القرآن العظيم, والسنة المشرفة, وسخر قلمه ووقته ودمه في سبيلها, فشَرِق بها طغاة عصره
وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى, وكشف عن سالفته,.. وطُلِب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار, وقال كلمته الإيمانية المشهورة: إن أصبعاً أرفعه للشهادة, لن أكتب به كلمة تضارها, أو كلمة نحو ذلك

فالواجب على الجميع الدعاء له بالمغفرة والاستفادة من علمه وبيان ما تحققنا خطأه فيه
وإن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه, ولا هجر كتبه

واعتبر -رعاك الله- حاله بحال أسلاف مضو, أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني, كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- مالديهما من الطوام لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة, وانظر ((منازل السائرين)) للهروي- رحمه الله تعالى- ترَ عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم – رحمه الله تعالى- يعتذر عنه أشد الاعتذار, ولا يجرِّمه فيها, وذلك في شرحه((مدارج السالكين))

وقد بسطت في كتاب(( تصنيف الناس بين الظن واليقن)) ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك

حكم بكرأبوزيد على كتاب ربيع بن هادي:
وفي الختام: فإني أنصح فضيلة الأخ في الله , بالعدول عن طبع هذا الكتاب(( أضواء إسلامية...)).
وإنه لا يجوز نشره, ولا طبعه, لما فيه من التحامل الشديد, والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء, وتشذيبهم, والحط من أقدارهم, والانصراف عن فضائلهم

واسمح لي – بارك الله فيك- إن كنت قسوت في العبارة, فإنه بسبب مارأيت من تحاملكم الشديد, وشفقتي عليكم, ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه, جرى القلم بما تقدم

سدد الله خطى الجميع

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم
بكر بن عبدالله بن أبو زيد 20/1/1414هـ

من كتاب(( سيد قطب الأديب الناقد,والداعية المجاهد,والمفكرالمفسرالرائد))
تأليف: صلاح عبد الفتاح الخالدي
دارالقلم
دمشق