عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 11-07-2004, 07:51 AM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي


آتي للتحديكما وارجو أن لا تعتبرانه انتصاراً لنفسي
إنما رداً على مالتبس عليكما

أقول وبالله التوفيق
أنت يا أخ فارس ترجل أعتمدت على أن الحكومة السعودية
أعانت الأمريكان في حربهم على العراق من
هذا المصدر ( خدمة اسوشييتد برس ) ربما أدركت ماذا أقصد
لن أقف عند هذه النقطة ولن اتكلم عنها
أما الذي ساتكلم عنه هو الآتي

هل من أعان كافرا على مسلم يكون كافراً؟
وحتى نعرف الجواب على هذا السؤال لا بد من النظر في المسألة من جانب شرعي لأنها تمس أصحاب العلم الشرعي بشكل صريح ومباشر وهي من تخصصاتهم.
ثم قبل الجواب على هذه القضية لا بد من الكلام حول قاعدة مهمة في التكفير يجب فهمها واعتمادها
وهذه القاعدة تقول: إن حكم الشريعة على الأمور المكفّرة من عدمها لها حالتان من حيث تكفير الفاعل أو القائل أو المُعتقِد،
فالحالة الأولى: أمور صريحة في التكفير. والحكم في هذه الأمور أنه يكفّر من وقع فيها نوعاً بلا نزاع، ويُكفّر الواقع فيها عيناً بعد توفّر الشروط وانتفاء الموانع المعروفة. توضيح: المراد بـ(نوعا) أن يقال على سبيل العموم: من فعل كذا فقد كفر، بدون تحديد أسماء. والمراد بـ(عينا) أن يقال على وجه الخصوص: فلان فعل كذا فهو كافر، بذكر الاسم.
والحالة الثانية: أمور تحتمل الكفر وتحتمل دون الكفر. والحكم في هذه الأمور أنه لا يُكفّر من وقع فيها لا نوعاً ولا عيناً إلا بعد استفصال وسؤال لمن وقع؛ فإن كان قد أتى بالعمل أو القول أو الاعتقاد الكفريّ على الوجه الذي يُكفَّر به كُفِّر، وإلا فلا يُكفَّر. وهذا هو الحقّ والصواب الذي نصّ عليه أئمة الدين وعمل به علماء الإسلام قديماً وحديثاً والذي لا يجوز خلافه.
فالجواب على هذه القضية هو أن يقال: لا، ليس كل من أعان كافرا على مسلم يكون كافرا، بل قد يكون مسلما مذنبا وقد يكون كافرا خارجا عن الإسلام. لأن إعانة الكافر على المسلم من الحالة الثانية لا من الحالة الأولى.
تساؤل: ما الأدلة الشرعية على هذا الكلام؟
الجواب: الدليل الأول: قصة العباس بن عبدالمطلب -وكان خرج مكرهاً مع المشركين في بدر- لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أسرى المشركين بأن يدفع كل واحد منهم مالاً يفتدي به نفسه، قال العباس: يا رسول الله قد كنت مسلماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الله أعلم بإسلامك"، فإن يكن كما تقول فإن الله يجزيك، وأما ظاهرك فقد كان علينا، فافتد نفسك. فانظر لقوله صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بإسلامك" وقوله: "فإن كان كما تقول فالله يجزيك به"، حيث جعل إسلام العباس أمراً محتملاً فلا هو صدّقه ولا هو كذّبه فيه، مع أنه قد خرج معيناً الكفّار على المسلمين. ولو كان العباس قد كفر بفعله هذا لقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت صادقاً بأنك مسلم فأنت الآن كافر بعملك تلزمك التوبة ويلزمك الرجوع للإسلام من جديد!
الدليل الثاني: قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما كشف سرّ النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل رسالة لقريش يخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يغزوهم والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه بكتمان الأمر، فلم يكفّره النبي صلى الله عليه وسلم بل قال له: "يا حاطب ما حملك على ما صنعتَ"؟ فلما سأله ولم يكفّره علمْنا أنه أمر محتمل، فاتضح الآن أن إعانة الكافر على المسلم من النوع الثاني المحتمل للكفر ولما هو دونه، وهل يجرؤ أحد على تكفير الصحابي الجليل حاطب؟ والتكفير أمر عظيم لا يجوز إلا بدليل وبرهان شرعي، والأمة كلها على أن من كان مسلما فإنه يبقى على إسلامه ولا نخرجه من دائرة الإسلام إلا ببرهان وحجة، وليست هناك أدلة دالة على تكفير كل مسلم أعان كافرا على مسلم ولم يقل بهذا أحد من العلماء الأوائل،

تساؤل: متى إذا يكون الرجل كافرا إذا أعان الكافر على المسلم ومتى لا يكون كافرا؟
الجواب: إذا كان مقصده وهدفه دنيويا هذا يكون مذنبا ذنبا عظيما لكنه لا يكفر، لأن الصحابي حاطب لما أعان الكفار كان مقصده الدينا قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (4/410): "ولهذا قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عذر حاطب لَمّا ذكر أنه إنما فعل ذلك مصانعةً لقريش لأجل ما كان له عندهم من الأموال والأولاد"ا.هـ. وإن كان مقصده الحب لهم فهذا هو الذي يكفر، وهذا هو ما أفتى به العلامة الفقيه الشيخ ابن عثمين رحمه الله في تفسيره لسورة المائدة آية (51) (أشرطة من تسجيلات الاستقامة).
( بتصرف من كلام للكاتب المعجم الكبير )

__________________


فضلاً لا أمراً .. اضغط بالفأرة على الصورة ..