عرض مشاركة مفردة
  #33  
قديم 06-09-2001, 04:06 PM
عبد الله الصادق عبد الله الصادق غير متصل
عضو صادق
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 505
Post

<FONT FACE="aril" SIZE="4"><FONT COLOR="#0000ff">
بسم الله وبه نستعين

وبعد فقد وصلنا إلى الجزء الأخير من بحثنا وبقي علينا التحدث عن النية حين تكون شرطًا لصحة العمل..

فنجد كتب الفقه تنصّ على أن النية هي ركن من أركان الصلاة والصيام والحج (الإحرام) والوضوء (مختلف فيه) والغسل (أي غسل الجنابة) وما إلى ذلك من الواجبات..

هذه الفرائض كالصلوات الخمس لا بد لها من النية حتى تصح كذلك الصيام..

والنية مكانها القلب وليس اللسان.. ومن ذكرها بلسانه دون إحضارها قلبًا لم تجزئه..

لاحظنا التمييز بين أن تكون النية في النوافل شرطًا للقبول وبين أن تكون شرطًا للصحة في العزائم (الفرائض) أو بما اصطلح عليه الفقهاء هي ركن..

فما الفرق بين الصحة والقبول؟؟

صحة العمل لا تقتضي أن يكون هذا العمل مقبولاً..
مثال ذلك من أدى الصلاة مرائيًا (أي لم يقصد بها وجه الله عز وجل وإنما رغبة بثناء البشر) فهذا لا يكون عمله مقبولاً فضلاً عن الإثم العظيم الذي ناله والعياذ بالله.. لكنه في هذه الحال لو أدى الأركان بتمامها من قيام وركوع وسجود أي بدون إنقاص، فهذا صحت صلاته ولم تقبل (أي سقط عنه واجب الصلاة وما عليه قضاء)..

أعتقد أن هذا المثال يوضح الفرق بين صحة العمل وقبوله..

أما القبول فهي المرتبة التي يأجر الله بها عبده على عمله والله يضاعف لمن يشاء..

ومن المعروف أن الوقوع في بعض الموبقات (المعاصي الكبيرة) نهار رمضان تمنع قبول الصيام، لكنها لا تمنع صحته..

يبقى أن نشير إلى ما قاله العلماء من أن النية هي التي تفرّق بين العادة والعبادة..

كيف ذلك؟

أعطيكم مثالاً
من المعلوم استحباب الغسل يوم الجمعة ويوم العيدين أي أن القيام بهذه السنة هي عبادة يؤجر عليها الإنسان.. ولكن ثمة شرط لذلك وهو أن تكون النية هي أداء العبادة اقتداءًا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم..

أما من كان الغسل عنده في هذه الأوقات عادة يقوم بها دون أن يحضر في قلبه النية الصالحة فهذا ما حاز على أجر الغسل المسنون.. ونعود هنا لقوله عليه الصلاة والسلام: "وإنما لكل امرئ ما نوى"

فمن نوى بعمله التقرب إلى الله فعمله عبادة
وما الذي ميّزه عمّن كانت العادة هي سبب عمله؟؟
بالطبع هي النية..

خلاصة القول: إذا أردت أن يكون عملك مقبولاً فعليك بالنية..